google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

” أبطال حول النبيﷺ” ” عبد الله بن مسعود”

سلوي محسن

في قصة هذا الصحابي الجليل رسالة الى المستضعفين في الأرض
أنْ لا تظنوا لحظة أن الله غافل عمّا يعمل الظالمون..
*(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
صحابي جليل، وحقاً إنه جليل
والرجال ليست بالمظاهر
يقول عنه صلى الله عليه وسلم:
(من سره أن يقرأ القرأن غضا كما أُنزل فليقرأه على قراءة أبن مسعود)

عبد الله بن مسعود كان يقرأ القرآن كما يقرأه جبريل غضاً طرياً كأنه يتنزل من الوحي الآن..
وصفه الصحابة (قصير القامة، أسمر اللون، نحيف الجسد)
وبما أن ابن مسعود بهذه الأوصاف، لم تسمح لنفسها أن تسميه (راعي غنم)
فأطلقوا عليه اسم رُوَيْعي الغنم يعني راعي مصغر)
والسبب..
لأنه كان لا يرعى إلا في مواسم معينة مثل الصيف، أما إذا كانت الرياح شديدة، فلا يخرج خوفاً من أن يحمله الهواء من شدة نحافته رضي الله عنه وأرضاه..

لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان واقفاً في بستان أبي طلحة الأنصاري
فوقع نظر الحبيب صلى الله عليه وسلم على قطف رطب
فيدرك ذلك أبو طلحة (يعني الرسول رأى قطف رطب على النخلة، فأدرك أبو طلحة من نظرته أنه النبي يحب أن يأكل منه)
فقال ابو طلحة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله؛ هل أحضره لك؟!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: نعم لا بأس
فأسرع ابن مسعود مسرعاً قبل أبي طلحة ليكون هو من يحضر القطف للنبي
فصعد للنخلة متسلقاً عليها (وهو يتسلق عليها والصحابة كلهم ينظرون إليه)
فلما ارتفع فوق كشف عن ثوبه فرأوا ساقي ابن مسعود
(وكأنهم أصبعين مش رجلين من نحافتهم)
فضحك الصحابة بصوت مسموع..
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
*(مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ)*
أتضحكون من دقة ساقي عبد الله؟
(ساق واحدة من سيقان عبد الله في ميزان الرجال عند الله يوم القيامة أثقل من جبل أحد)

كما أعطي مالم يُعط لغيره حين قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذْنُكَ عليَّ أن ترفع الحجاب)
(يعني إرفع البرداية وأدخل إذنك إنك ترفع الستار فقط)..

فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار..

اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا
(والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط فمَنْ رجلٌ يُسمعهم؟)..
فقال عبد الله بن مسعود: (أنا)
فقالوا: (إنّا نخشاهم عليك إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه)..
فقال: (دعوني فإنّ الله سيمنعني)

فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها
فقال رافعاً صوته
بسم الله الرحمن الرحيم {الرّحْمن عَلّمَ القُرْآن خَلَقَ الإنْسَان عَلّمَهُ البَيَان}
فتأمّلوا فجعلوا يقولون: ما يقول ابن أم عبد
ثم قالوا: (إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد)..
ويواصل قراءته وزعماء قريش مشدوهين
لا يصدقون أعينهم التي ترى.. ولا آذانهم التي تسمع..
ولا يتصورون أن هذا الذي يتحدى بأسهم.. وكبريائهم.. إنما هو أجير واحد منهم، وراعي غنم لشريف من شرفائهم.. عبد الله بن مسعود الفقير المغمور..
فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه،
وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ
ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه،
فقالوا: (هذا الذي خشينا عليك)
فقال: (ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً)
قالوا: (حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون)

قاسى ابن مسعود ما قاساه المسلمون الأوائل من اضطهاد قريش مما اضطره إلى الهجرة إلى الحبشة تحت وطأة هذا الاضطهاد لينجو بنفسه وبدينه.
ثم عاد ابن مسعود بعد سنوات إلى مكة..

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *