google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

الكنيسة المعلقة

كتب محمود عبده الشريف

تعد الكنيسة المعلقة في مجمع الأديان في حي مصر القديمة في منطقة القاهرة القبطية الأثرية الهامة وتعتبر واحدة من أهم الآثار في المنطقة

تم تشييدها فوق حصن بابليون الروماني على ارتفاع 13 متراً فوق سطح الأرض وبذلك تصبح أعلى مباني المنطقة

وشُيدت الكنيسة المعلقة على اسم السيدة العذراء مريم وعُرفت بالمُعلقة لأنها بُنيت على أنقاض جدران برجيين من الأبراج القديمة لحصن بابليون

و يعود تاريخ إنشائها إلى القرن الخامس الميلادي وهي من أقدم كنائس مصر وكانت في الأصل معبداً فرعونياً حيث فى عام 80 ميلادية أنشأ الإمبراطور الروماني “تراجان” حصن بابليون الروماني على أجزاء من المعبد لاستخدامه في العبادة الوثنية وعندما انتشرت المسيحية ودخل الرومان في الدين الجديد تحول المعبد الوثني إلى أقدم كنيسة رومانية في مصر التي تقام بها الشعائر الدينية حتى يومنا هذا بانتظام

ومن اهم مميزات الكنيسة المعلقة أنها تحتوي على 120 أيقونة موزعة على جدرانها وتحتوى بداخلها على كنيسة أخرى يصعد إليها من سلم خشبي وهى كنيسة “مار مرقص”

وكانت الكنيسة المعلقة مقرا للعديد من البطاركة منذ القرن الحادي عشر وكان البطريرك خريستوزولوس هو أول من اتخذ الكنيسة المعلقة مقرا لبابا الإسكندرية

وجددت الكنيسة عدة مرات خلال العصر الإسلامي مرة في خلافة هارون الرشيد حينما طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالي الإذن بتجديد الكنيسة. ومرة في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي سمح للبطريرك افرام السرياني بتجديد كافة كنائس مصر وإصلاح ما تهدم ومرة ثالثة في عهد الظاهر لإعزاز دين الله

وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر ولا تزال توجد لهم صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع وكانت تقام بها محاكمات الكهنة والأساقفة

تقع واجهة الكنيسة بالناحية الغربية على شارع ماري جرجس وهي من طابقين وقد بنيت بالطابع البازيليكي الشهير المكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء وهي مستطيلة الشكل وصغيرة نسبيا فأبعادها حوالي 23.5 متر طولا و18.5 مترا عرضا و9.5 مترا ارتفاعا.

وهي الكنيسة الوحيدة التي لا يوجد بها قباب حيث أن سقفها خشبي على شكل سفينة نوح

وهي تتكون من صحن رئيسي وجناحين صغيرين وبينهما ثمانية أعمدة على كل جانب وما بين الصحن والجناح الشمالي صف من ثلاثة أعمدة عليها عقود كبيرة ذات شكل مدبب والأعمدة التي تفصل بين الأجنحة هي من الرخام فيما عدا واحدا من البازلت الأسود والملاحظ أن بها عدد من تيجان الأعمدة “كورنثية” الطراز

وفي الجهة الشرقية من الكنيسة توجد ثلاثة هياكل هي: الأوسط يحمل اسم القديسة العذراء مريم والأيمن باسم القديس يوحنا المعمدان والأيسر باسم القديس ماري جرجس

و أمام هذه الهياكل توجد الأحجبة خشبية وأهمهم الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف ويرجع إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر ونقش عليه بأشكال هندسية وصلبان جميلة وتعلوه أيقونات تصور السيد المسيح على عرش وعن يمينه مريم العذراء والملاك جبرائيل والقديس بطرس وعلى يساره يوحنا المعمدان والملاك ميخائيل والقديس بولس وبأعلى المذبح بداخل هذا الهيكل توجد مظلة خشبية مرتكزة على أربعة أعمدة ومن خلفه منصة جلوس رجال الكهنوت.

وفي الجناح الأيمن من الكنيسة تم تعليق أجزاء من صحف قومية مصرية على أحد الحوائط راصدة أحداث ومشاهد من التاريخ الحديث للكنيسة المتعلقة بالأقباط في مصر وربما أهمها ظهورالسيدة مريم العذراء في كنيستها بحي الزيتون في أعقاب هزيمة حرب 1967

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *