google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

نجيب الريحاني “الضاحك الباكي ” زعيم المسرح الفكاهي وكان ياما كان

كتب محمد السمان

ولد نجيب الريحاني في اليوم الحادي والعشرين من شهر يناير عام 1889 واسمه الحقيقي نجيب إلياس ريحانة، والده هو إلياس ريحانة وهو عراقي كلداني وهم مجموعة من الناس الذين يسكنون شمال العراق وإيران وتركيا يدينون بالديانة المسيحية، أما والدته فهي السيدة المصرية لطيفة بحلق، تعرف والده على والدته عندما أتى إلى مصر وقرر أن يتزوج ويستقر في بلد زوجته، وفي القاهرة خاصة في حي باب الشعرية ولد نجيب وإخوته الثلاثة، كان منذ أن كان طفل صغير يتمتع بشخصية ملفتة للنظر، تجعل الجميع يلتفت إليه سواء من خفة ظله أو حضور ذهنه أو حفظه وإلقائه للشعر، مما جعله من أوائل المشاركين في المسرح المدرسي منذ الابتدائية وحتى الثانوية.

كان والد نجيب يعمل في مهنة الجبس، فكان من أغنياء حي الشعرية وكان يوفر لأولاده وزوجته حياة مرفهة، ولاهتمام والده بالتعليم قرر أن يلحق أولاده بأرقى مدارس مصر في ذلك الوقت، فالتحق نجيب وإخوته بمدرسة الفرير الفرنسية، وهناك أتقن اللغة الفرنسية، وأثناء هذه الفترة تغيرت ملامح شخصيته بدرجة كبيرة، فأصبح يهتم أكثر بدراسته، كما أصبح مولعًا بالشعر العربي والفرنسي، وكان يمضي وقته يتطلع على الآداب والثقافات المختلفة، مما زاد عنده من ثقافات تمكن من توظيفها فيما بعد، ولم يستغرق الكثير من الوقت حتى أصبح نجيب من أشهر طلاب المدرسة حيث كان عنصر أساسي في أي مسرحية من مسرحيات المدرسة.

بالإضافة إلى إسناد مهمة إلقاء الشعر في الإذاعة المدرسية إليه، ومن ثم حصل الريحاني على مهمة رئاسة فريق التمثيل في المدرسة، ومن ثم توفي والده أثناء فترة تعليمه وكان الطريف في الأمر أنه قام بكتابة كافة ثروته إلى ابنة اخته، فكتب لهم في الوصية أنها ليس لها مأوى، فكان على نجيب وإخوته الذهاب إلى سوق العمل في سن صغير وبالفعل حصل نجيب على وظيفة في البنك الزراعي بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة.

البداية الفنية لنجيب الريحاني

بعد تعيينه في البنك الزراعي، تعرف نجيب على عزيز عيد وهو مخرج سوري، قرر أن يمارس موهبته على الرغم من عمله الشاق، مما خلق بينه وبين نجيب صداقة قوية، فأصبح الصديقان يتشاركان المعلومات الفنية الخاصة بهما، كما كانا يتشاركان بعض الأوقات في مشاهدة المسرحيات التي تعرض في ذلك الوقت، وبعد فترة طويلة من المشاهدة والمتابعة، قرر عزيز عيد إنشاء فرقة مسرحية خاصة به، وبالطبع كان الريحاني من أوائل الأعضاء، ولكن كان اهتمام عزيز بالكوميديا على عكس نجيب الذي كان يهتم بالتراجيديا والدراما، فكان يحفظ العديد من أشعار المعري والمتنبي ويقوم بتوظيفها في المشاهد وهذا ما سبب الخلاف بينهما، فقرر بعد عدد من المسرحيات الناجحة الانفصال عن الفرقة، وما زاد الأمر سوءً هو فصله من عمله الرئيسي في البنك الزراعي، وذلك بسبب غيابه المستمر عن العمل.

وعلى الرغم من وفاته في عام 1949 أي منذ أكثر من سبعين عامًا، إلا أن موضوع ديانة الريحاني لا يزال يثير الشك في قلوب جماهيره، فمن المعروف أن الريحاني هو مسيحي سرياني كاثوليكي أبًا عن جد، وعلى الرغم من ديانته المسيحية إلا أنه كتب في مذكراته أن تأثر كثيرًا بتعاليم وقواعد القرآن الكريم، فقد تعلم من القرآن العفو والتسامح والتمسك بالحق، وقد صرح أنه قام بقراءة القرآن باللغتين العربية والفرنسية، مما جعله يريد أن يسمعه مرتلًا، فاختار صوت الشيخ محمد رفعت، وما إن سمع صوته شعر الريحاني بالانبهار من جمال الصوت وجمال الألفاظ والتعبير، وبسبب هذا التصريح انتشر عدد كبير من الشائعات التي تفيد بأن نجيب الريحاني قد أعلن اسلامه قبل وفاته، ولكن هذه المعلومة غير صحيحة فهو عاش وتوفي على ديانته المسيحية، وكان دائمًا يبدي احترامه وتقديره للأديان السماوية الأخرى.

نجيب الريحاني وبديعة مصابني

أثناء إحدى جولاته المسرحية في عدد من الدول العربية، تعرف نجيب الريحاني على الفنانة اللبنانية بديعة مصابني والتي أعجب بها وبشخصيتها كما أنها كانت تمتلك صالة للرقص في لبنان، وقام بإقناعها بأن تنضم إلى فرقته المسرحية وبالفعل وافقت بديعة خاصة بعدما علمت بالشهرة الكبيرة التي حققتها فرقة الريحاني في مصر، وقدما معًا العديد من المسرحيات الناجحة، ومن ثم بدأت قصة حب كبيرة بينهما وكللت بالزواج.

يقال أن علاقتهما كانت تظهر وكأنها من طرف واحد، فلم يبدي الريحاني حبه لزوجته مثلما كانت تفعل هي وبعد خلافات طويلة قررا الانفصال، ويقال أنه بعدما علمت بديعة بوفاة الريحاني، أصابتها حالة نفسية سيئة جدًا على الرغم من أنها لم تكن زوجته في ذلك الوقت.

نجيب الريحاني وليلى مراد

قدم الريحاني واحد من أفضل أفلامه بجانب السيدة ليلى مراد وهو فيلم “غزل البنات”، ويحكي الفيلم عن أستاذ حمام مدرس فقير يعمل في مدرسة خاصة ولكن يقوم المدير بطرده، ومن ثم يتجه حمام للعمل كمعلم خصوصي ويصبح المدرس الخاص بليلى، يقع في حبها ولكنه لا يصارحها بهذا الحب، وتصارحه ليلى أنها تقع في حب شاب ومن ثم يكتشف حمام أن هذا الشخص يطمع فقط في أموالها ويحاول أن يكشف لها عن حقيقته، ومن ثم تلجأ إلى أنور ويبدأ بينهما إعجاب فيدرك حمام أن حبه مستحيل، وقد غنت ليلى مراد مجموعة أغاني من أجمل أغنياتها بمشاركة الريحاني منها “أبجد هوز”، وأغنية “عيني بترف”، ويقال أن الريحاني قد قابل ليلى مراد صدفة وعرض عليها العمل معه، ووجدها تحضر إلى الفيلم وأخبرته أنها بالطبع كانت تستعد بأن تعرض عليه أحد أدوار الفيلم وبالفعل قدماه سويًا بمشاركة أنور وجدي.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *