google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

“مدرسة سان جوزيف”

كتب محمود عبده الشريف :

عند الدخول في شارع “منشا” ، بحي محرم بك بالإسكندرية ، من ناحية الترام بشارع “محرم بك” ، وعلى اليسار ، عند تقاطع شارع “الفردوس” مع شارع “منشا” ، ستجد مبنى يحمل إسم مدرسة “سان جوزيف” للبنات (مدرسة القديس “يوسف”).

 

كانت المدرسة في الأصل فيلا يمتلكها “أحمد محمد مظلوم” والشهير ب”مظلوم باشا” ، والذي له قصر آخر بمنطقة “جليم” وتشغله حاليا “كلية الفنون الجميلة” قسم عمارة.

 

وشغل “مظلوم باشا” عدة مناصب قيادية في الدولة المصرية ، فكان وزيرا للعدل ، ووزيرا للأوقاف ، ووزيرا للمالية ورئيسا للبرلمان ، وكل تلك المناصب شغلها في حكومات مختلفة في عصر الخديو “عباس حلمي” الثاني ، والملك “فؤاد الأول”.

 

وفي يوم 28 يناير عام 1844م ، وصلت إلى الإسكندرية مجموعة من الراهبات الفرنسيين (راهبات المحبة) ، وأنشأوا ملجأً للأطفال الأيتام واللقطاء ، وهو ملجأ “القديس يوسف” والذي كان في البدء يقع في منزل صغير ، ولكن بعد فترة قصيرة ، وجدت الراهبات أن الأطفال ينقصهم المساحة الواسعة التي تلزمهم لممارسة الأنشطة اليومية المختلفة.

فبحثن عن مقرر جديد للدير يكون أكثر إتساعا ، فعثرن على مبتغاهن في فيلا بحي “محرم بك ، تعود ملكيتها بالميراث ل”أحمد مظلوم باشا” ، فقررن شراؤها ، وتم ذلك في الأول من نوفمبر عام 1885م ، وذلك في عهد الخديو “توفيق الأول”.

 

ومع تزايد عدد السكان بالحي ، طالبت مجموعة من أسر الحي الراهبات بإنشاء مدرسة للبنات الصغيرات ، فإستجبن لطلباتهن ، وإفتُتِح بجزء من الدير عام 1892م مدرسة خصصت لتدريس وتعليم بنات الحي ، وذلك في عهد الخديو “عباس حلمي الثاني”.

وكانت المصروفات الدراسية لمدرسة البنات مصدرا هاما لإعاشة أطفال الملجأ ، حتى وصل عدد هؤلاء الأيتام واللقطاء إلى 250 طفلا عام 1940م.

 

وتوسعت المدرسة ، وتم إفتتاح فرع آخر لها بأرض “الخرنفش” بمحافظة “القاهرة” ، (المقال من كتابة وصياغة أحمد راضي) ، ومازالت المدرسة قائمة.

وفي عام 1945م صدر قرار بمنع المؤسسات من قبول وتربية الأطفال اللقطاء على أرض مصر ، فتوقف الدير عن إستقبال أطفال جدد ، لكن ظل من به تحت رعاية راهبات الدير.

 

وفي عام 1946م تم في فرع “محرم بك” إفتتاح قسم مصري مجاني ، بدأ بعدد 9 تلاميذ ، ثم وصل العدد إلى 200 تلميذ بعد فترة قصيرة.

وكان الأولاد القادرون على التعلم يذهبون إلى مدرسة “الفرير” ، أما البنات فيلتحقن بالقسم المصري.

 

وبعد سنوات تم إغلاق القسم الداخلي بالمدرسة ، لكن ظلت المدرسة في توسع حتى أصبحت هي العمل الأساسي للدير بمختلف أقسامها (حضانة ، وإبتدائي ، وإعدادي ، وثانوي).

 

ومازالت المدرسة الفرنسية قائمة تواصل رسالتها في تعليم بنات الحي بل وأحياء الإسكندرية المختلفة.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *