google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

عن حكايات الولاد والأرض ,ثقافة أسوان تعرض “موال البلاد والليل “علي مسرح فوزي بقصر ثقافة كوم امبو

 متابعة – محمد السمان :

والد الشهيد عمرو حسين عبدالله ” ولدي راح من اسوان لسيناء عشان يحميها ولو رجع تاني يروح مية مرة لسيناء

تستمر عروض مسرحيات أبطال بلدنا تجوب بمسارح قصور الثقافة وتتناول تقديم حكايات شهداء كل محافظة فى حرب مصر ضد الارهاب من خلال عرض مسرحى يقدمه ابناء محافظة الشهيد من المخرج والشاعر والموسيقار والممثلين وغيرهم ويتم العرض على مسرح قصر الثقافة التابع لمحافظة الشهيد من رجال الجيش او الشرطة ..

وشهد قصر ثقافة كوم امبو بإدارة هويدا فهمي ادريس التابع لفرع ثقافة اسوان بإدارة نجوي احمد السيد انطلاق العرض المسرحي “موال البلاد والليل”، ضمن خطة الهيئة العامة لقصور الثقافة لتقديم الأعمال المسرحية التي تتناول قصص وبطولات رجال الجيش والشرطة.

تدور قصة العرض حول استشهاد الشهيد عمرو حسين عبدالله

ابن مدينة كوم امبو بمحافظة اسوان .

العرض عن كتاب حكايات الولاد والارض للكاتب محمد نبيل، موسيقى وألحان عبد المنعم عباس ، ديكور وملابس محمد فتحي ، أشعار ايمن النمر ، فني صوت شاذلي محمد عبد الله ، فني إضاءة حسين محمد شمس الدين ، ميكانست عزت صبري ذكي ، تنفيذ ملابس شاذلي عبد الخالق ، تنفيذ ديكور هاني محمد احمد ، تأليف أحمد خنيجر ، مخرج منفذ موسي محمد احمد ، ومن اخراج شاذلي فرح

‏تمثيل مؤمن فتح الله جمعه،علي عبد الجواد علي ،حبيبة زكريا سعد ، صباح عبيد مرسال ،احمد محمد احمد ، رشاد علي معبد ،جابر محمود عبد العال، محمود شوقي موسي ،ايمان نوبي محمد ،دعاء حسن محمد،محمد مصطفي ابو الفضل،سيد محمد عبد المنعم، إبراهيم احمد علي ،علي محمد علي موسي محمد احمد ،حسين محمد علي ، كريم عصام الدين محمود ، محمد فراج نوري ، وقام بدور الجنود عبد الرحمن جمال احمد، بشير احمد محمد ، احمد شعبان حسن ، محمد موسي محمد ، عبد العال السيد عبد العال ، احمد النجماوي ايوب ، وشارك فالعرض من اهل البلد حسام الدين حسن محمد ، مصطفي خالد محمود ، محمد عبد الهادي محمد ، والأطفال عمار علي محمد ، احمد حمدي محمد ، احمد محمد عبد العليم ، مؤمن شاذلي موسي

أقيم العرض بحضور الحاج حسين السنوسى والد الشهيد والكاتب محمد نبيل، رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافي، ومؤلف كتاب “حكايات الولاد والأرض” المأخوذ عنه قصة العرض ، مهندسة فاطمة احمد سكرتير عام محافظة اسوان ،

د . لؤي سعد الدين نائب رئيس الجامعة ، ا.عماد فتحى رئيس اقليم جنوب الصعيد إشراف نجوى احمد سيد مدير عام فرع اسوان وأسرة الشهيد واهالي قرية دارو ونخبة من أدباء وفناني ومثقفي محافظة اسوان وطلبة وطالبات جامعة اسوان

وفي كلمته قدم مؤلف الكتاب رؤيته حول العرض قائلا الاصل والظلال .. مفردتان تعنيان الكثير ، وتشتملان على معان مباشرة وأخرى خفية ،

انما الاهم ان يقبل العقل بعملياته ، والمنطق بحساباته ، مفاجأة العلماء فى ان لون البشرة الأول والاصيل هو الداكن الأسمر وهو لون الاوليين من البشر وما دونه هو الملون ، ومن هنا تكشفت حقائق اخفاها عمدا بالعلم أو جهلا به هؤلاء الحاقدون فى شمال الارض وغربها ، وهى ان الملونين ليسوا هم الأفارقة بل هم من سواهم لان الأفارقة هم أوائل البشر وتلونت البشرة تبعا لانتشار الإنسان إلى أرجاء المعمورة ، فكانوا هم الظلال اما الاصل فكان فى مصر ، وما يؤكده علماء الاجناس والجينات والتاريخ ان المصرى كان اول البشر اللذين حضروا الوجود الإنسانى ، فمنطقيا تكون البشرة الداكنة منتمية للمصريين اولا ، وهذا البطل مازال يحتفظ بجمال بشرته الداكنة ، بلون أرضه التى نسبت إليها اول دولة فى التاريخ الإنسانى ، واول من أسسوا الأخلاق فى تعاملاتهم ، وتتوجوا بالمبادىء ،، وتزينوا قلبا وقالبا ، جوهرا ومظهرا بفضائل القيم ،

هو بطل من جنوب مصر ، بل من اعالى الوطن ، وجغرافيا من مصر العليا ، ما أجمل هذا الاسم الصادق الوصف ، حقا هؤلاء كمن كانوا فى مصر العليا تركوا لنا حضارة وأثار إرث نتكسب منه ونفتخر به وهذا الأجمل أن نفتخر به ، ونكون به متميزين عن غيرنا ، والاهم من الآثار والاغلى كان البشر صناع المجد ومنهم الشهيد البطل عمرو حسين عبدالله السنوسى .. منحه خالقه جمال السمرة ، وبشاشة البسمة ، ورقة القلب ، وحب الناس ، فكان عمرو ابن دراو بأسوان من اطيب الطيبين ،

كما أوضح أن الشهيد البطل أحبته أسرته منذ ولادته فى الاول من ديسمبر لعام ١٩٩٥ فامضى طفولة سعيدة مع اخوته فكان شقيقه الأكبر بعامين محمد الذى أنهى دراسته المتوسطة بالثانوية الصناعية ورضا الشقيقة الأصغر و التى أتمت ليسانس الشريعة الإسلامية وهى نفس الشهادة التى نالها حسين توأم عمرو وهو من تقاسم مع عمرو الامال والطموحات حتى الضحكة فكانان يكملانها ويرسمانها معا ، اما امه التى لم تكن تعلم سر حبها لعمرو دون إخوته أو حتى توامه حسين ، هى لم تجد إجابة لسؤالها لنفسها سرا رغم كونهم وجميعهم أبناء عمرها انما هو هاجس يقبضها كلما لاح على خاطرها رسم وليدها عمرو

لم تعلم لماذا ولكنها كثيرا ما تتهرب من مشاعر مقبضة تزورها بين الحين والأخر وتجتهد المسكينة فى إخفاء تميزها لعمرو دون بقية أبنائها خشية التفرقة من جانب ، ومن اخر هى تكد فى الانفراد بوليدها لتطعمه أكثر، تحتضنه اكثر ، تحدثه اكثر ، هى تعانى من عشقها المتزايد بلا سبب لطفلها عمرو وكأن شيئا تحسه ولا تعلمه يجذبها تجاهه ، حتى غلب على المسكينة حبها المفرط لهذا الضيف المغادر قريبا جدا ، ربما كانت تعلم ذلك لكنها لم تحتمل ان تحدث نفسها بذاك المر من الحديث والذى لاتطيقه ام على الاطلاق

تحكى تلك السيدة البطلة ” ولدى عمرو كان طيف ، زى النسمة ، كأنه ضيف ، ما حبش يتعبنى حتى فى ولادته كان اسهل اخواتخ اسهل حتى من حسين تؤامه ، ربيت ولدى كيف اخواته على الاخلاج والفضيلة ، وحفضتهم كتاب الله كلاتهم ، واتعلموا على كد ما ربنا ساعد ابوهم ، إللى عمره ما بخل علينا وربنا شاهد.انه كان زين الخلج ، عشان كدة ولادى كلاتهم كيف بوهم نعمة من ربى ” وتقبل الصابرة الصامدة كفيها ثم ترفعهما مفتوحتين لسماء ربها تشكرة بنظرة طويلة فى حوار طويل مع ربها ، وتعاود حكيها” عمرو كان حسيس جدا اكتر واحد فينا حب لينا ، كان ربنا أعطاه جلب كد البيت ، شوف البيوت تساع ناسها كيف ، هو ده جلب عمرو كأنه بيت يسعنا كلنا ، ساب لتوامه حسين يكمل تعليمه وكان فى نفسه أخته رضا تكمل تعليمها اما هو اختصر الطريج وبعد الثانوية الأزهرية فى سنة ٢٠١٣ اشتغل فى السوق وشج طريجه كان غرضه يخفف الحمل عن بوه”

تسكت السيدة وتهز براسها كأنها تتعجب من أفعال هذا الصغير الكبير فى نظرها وتستكمل” اشتغل ولدى فى الفاكهة والخضار بالسوق إللى هناك اخر البلد واشتغل فى شغلانات كتيرة كان يا كبدى تاعب جتتة ومش مريح نفسه عشان غيره، ولما سنه جاب العشرين راح على الجيش فى سيناء ولدى كان فى العريش كيف زملاته يحمى بلده من إللى ما يتسموش صحابات الدجون الكدابة.” .. لم تستطع إكمال حكيها، فقد غلبها الشوق لوليدها.

وتشير صامتة لوالد البطل ليكمل الحكى عن البطل: ” عمرو من ساعة ما راح جيشه وهو ما بطلش حكى عن سيناء وجمالها وكيف هو زملاته يحافظوا عليها وكيف شكل الارهابيين التكفيريين صحاب وجوه كشرة عاجدة ملامحها كأنها شياطين ، وفي أجازته الأخيرة كان يتكلم عن اصحابه إللى كانوا معاه المداهمات وفي الخدمة وحكى عن زمايله الشهداء ، حكي عن خمسة منهم ، وكانت عين ولدى تحكي عن شئ ما كنتش واعيه ساعتها ، والكلمه الى كان يرددها دايما جبل استشهاده بفتره (اعتبروني شهيد) ، وماكنش خايف هو وبيحكي بس كان عايز يوصلنا حاجه احنا مش فهمينها ،

وكان بيوصف الأرهابيين الي كانو بيقبضوا عليهم ان كلامهم مش مصرى، بيقول كان كلامهم غريب ونظراتهم له هو وزمايله كلها حجد وكره”.

ويصمت الوالد المكلوم يلتقط أنفاسه الممزوجة بالصبر ويحكى : ” كان طيب حنون علي والديه وأخوته، مرح، وجميع الناس كانت تحبه، ولا زالت سيرته العطره على لسان اهلنا وجيرانا، كان يعطف علي الصغار ، ويجرى علي مساعدة الفقراء بقدر أستطاعته، وكان لايحمل لهذه الدنيا هم، ويترك غدا لله عز وجل، كل صحابه فى الجيش كانوا يحبوه ، يجولوا لى انه اكتر واحد فيهم كان ياخد الخدمة بدلهم وكمان الاجازات ، كان يجولهم انزلوا انتوا ، انا على ما انزل اجازة واروح أسوان تكون خلصت ويضحكوا على ضحكته الحلوة ، ويقولوا حتى القادة كانوا يحبوه وينادوه (عمرو الاسوانى) ، ويجولى صاحبه فى العزاء : انه يوم استشهاد عمرو ما كانتش خدمته كانت خدمة زميل لينا ، وكان فجر الاتنين 16/3/2016″

يصمت الرجل الذى يشبه جبال أسوان فى جلدها وصلابتها ويتماسك نفسه حتى تخونه قواه العنيدة وتتسرب الدموع كما النهر الهادر يندفع أمام السد العالى ، ويعود سريعا لربه يحمد ويحتسب : ” ولدى كان بطل ما بيخافش ، ساب لينا حزن شديد مش لاهله وبس، ولكن كل من في القريه من يعرفه ومن لايعرفه ” يقبض الرجل على اصابعه وهو يطبقها متشابكة فى قوة تنتفخ لها اوردة كفيه ، ثم يبسط سبابته مشيرا للسماء ليوحد ربه : ” كان خبر صعب علينا كلنا ، وجانى ولد اختي جالي : اتصلت بعمرو النهارده يا خال، قلت له : مكلمنيش النهارده، وهو متعود بيتصل عليا في الفجر بس مكلمنيش الفجر الي فات يا ولدى، ماكلمنيش .. ما كلمنيش ” ، ويكرر الرجل حتى تتحرك الشغلة دون صوت سوى صوت القلب المتدفق حبا لهذا الوليد.

يعود الوالد يحكى : ” المهم جال لى : حاول تكلمه، جلت له : ليه يا ولدى ! في حاجه حصلت لعمرو، جال لى: لا مفيش، ولما اصريت عليه، جال لى : ده اتصاب، جلت له : لا ابني مات وفضلت اكرر ابني مات .. ابنى مات ، كذا مرة ، وجلبى حدثنى بفراج ولدى ، جلبى اتوجع جوى ، وحسيته اتخلع من مكانه، وما عدتش فى الدنيا ، وعمال اجول : انا لله وانا اليه راجعون، ولما خرجت جرى من شغلى لجيت الناس واقفة ، وحساتهم عارفين حاجة ، بس محدش جال لى اى كلمة ، كفاية نظرات عيناهم !

ولما رحت البيت لجيت اصحابه وعيال عمه جمب البيت وخبط عالباب وفتحت والدته ومن غير ماأتمالك اعصابى جلت لها ابنك مات عمرو شهيد .. عمرو مش راجع تانى ، ولم ننسي هذه اللحظة انا وامه من يومنا ده ، وحولوه بالطيارة على مستشفى المعتدى العسكرى ، واتصلوا بينا وطلبو ان حد يتعرف عليه من جرايبينه ، وراح جماعه من اهلنا عشان يتعرفوا عليه ، جلبى ما طاوعنيش اروح اشوفه ، وبعتوه لينا بطيارة عسكرية لمطار اسوان، وااستلامته من هناك وكل من حضر الاستلام كانو بيجولوا ويحلفوا ان كان في طير ابيض بيلف حوالين الطيارة وهيا بتنزل على الأرض”.

يرفع الرجل رأسه فخورا ، سعيد : ” ولدى كان ناوى يجهز لجوازه ، وما جضاش من جيشه اكتر من تلات شهور راح عنده عشرين سنة وشهرين وتلتاشر يوم وعند الفجر توكل على الله ، ولدى راح بلغم خد رجليه الاتنين وشوه رأسه الشريفة ، رجليه إللى كان بيسعى بيها للخير ومساعدة الناس و التى راح بيها من أسوان لسيدنا يحمى بلده ، ورأسه إللى حفضت كتاب الله ولسانه إللى عمره ما سب حد ودايما كان يجول الخير والكلام الحلو لكل الناس ولسانه إللى جال لى : بوى ، اعتبرنى شهيد ”

يتنهد الرجل مطلقا زفيرا طويلا بامتداد الوطن من أسوان لسيناء ويقول : ” ولدى عمرو راجل لو رجع أسوان حى تانى كان حايروح مية مرة لسيناء يحميها ويموت فيها”.

وأشار رئيس الإقليم إلى أهمية العروض المسرحية التي تحمل الطابع الوطني، إيمانا بترسيخ قيم المواطنة والانتماء لدى الشباب مؤكدا أهمية تقديم المواهب الفنية الشابة المتميزة في مجال التمثيل.

‏وتهدف هذه العروض تمجيد اسم الشهيد من خلال الفن فى ذاكرة الوطن ومشاركة اسرة الشهيدة اهالى المحافظة فى مشاهدة العرض المسرحي عن شهيدهم كنوع من محاولة رد الجميل لاسر الشهداء .

ايضا يهدف العرض المسرحي الي روح البطولة والفداء فى نفوس الاجيال الشابة وتجسيد قيم الولاء والانتماء للوطن والذى يعد من أهم أدوار الثقافة فى المرحلة الحالية ودعم من وزير الثقافة الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلانى .

صرح بذلك الكاتب محمد محمد مؤلف كتاب حكايات الولاد والارض ورئيس اقليم القناة وسيناء الثقافى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *