google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

مولد سيدى عبد الرحيم القنائى

كتبت- شيماء رشاد:

ولد سيدي عبد الرحيم القنائي، في قرية ترغاي بمدينة سبتة، التي تقع في إقليم غمارة في المغرب الأقصى سنة 521هـ ــ 1127 م حيث كان اسمه أسداً، ولكنه غير اسمه في مصر إلى عبد الرحيم، ولد من أبوين كريمين ينتهي نسبها إلى سيدنا الحسين “رضي الله عنه”، وأمه السيدة الشريفة سكينة بنت أحمد بن حمزة الحراني، وهو من بني حمزة الذين كانوا نقباء الشام بدمشق، وشيوخه كانوا ذوى علم ودين، واسمه الحقيقي الذي يعرف به بعد تغيير اسمه من أسد هو عبد الرحيم بن أحمد بن حجون بن محمد بن حمزة بن جعفر بن إسماعيل بن جعفر بن محمد المأمون بن على بن الحسين الجواد بن على بن محمد الديباج بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنه ابن الخليفة الراشد على بن أبى طالب كرم الله وجهه.

أما والـــده فقد كان عالماً فاضلاً وإماماً ذا مكانة كبيرة عند الناس، وعرف عنه قدرته الكبيرة في الوعظ والتأثير على الناس، وكان محبوباً منهم، وكان حجة في الحديث الشريف وفى فقه الإمام مالك “رضي الله عنه”.. توفى والده وهو في الثانية عشرة من عمره ( وفى رواية الثامنة عشر )، وكان يحب والدح حباً جماً، ويرى فيه المثل الأعلى والقدوة الحسنة، لذلك فقد تأثرت صحته وساءت حالته النفسية بسبب وفاته، فمرض مرضاً شديداً، حتى أصبح شفاؤه ميئوساً منه، مما جعل والدته تفكر فى إرساله إلى أخواله في دمشق.

أما أمه فكانت سكينة بنت أحمد، كانت سيدة فاضلة تنتمي أسرتها إلى أسرة عريقة من سادة دمشق، فهو حسنى النسب من جهة أبيه وأمه، كان الطفل (أسد) عبد الرحيم، حاد الذكاء، قوى الملاحظة والذاكرة، يعي ما يرى ويسمع، ويروى عنه أنه رأى أمه تشعل ناراً، فلاحظ أنها تبدأ بإشعال الحطب الصغير، ثم تضع بعد ذلك الحطب الكبير، فبكى، ولما سألته أمه عن سبب بكائه، قال، إنه يبكى خوفاً من الله، ظناً منه هذا سيحدث لهم يوم القيامة، فيبدأ العقاب بالصغار ثم يتلوهم الكبار، فطمأنته أمه أن رحمة الله واسعة. توسم والده فيه خيراً، فكان يصطحبه إلى مجالس العلم والوعظ واستطاع الكلام في علوم الفقه.

وافق عبد الرحيم على الرحيل إلى مصر في عهد الخليفة الفائز لدين الله الفاطمي سنة 551هـ، ولكن سيدي عبد الرحيم لم يرغب بالبقاء في قوص، وفضل الانتقال لمدينة قنا، والإقامة بها، ولأن قوص ليست في حاجة شديدة إليه فقد كانت وقتها مليئة بالعلماء والفقهاء وكبار المفكرين من أهل الدنيا والدين.

وبعد أن أمضى الشيخ عبد الرحيم ثلاثة أيام بقوص رحل إلى قنا، حيث التقى بالشيخ عبد الله القرشي أحد أوليائها الصالحين، فانعقدت أوامر الألفة بينهما، وتحابا وتزاملا في الله، وقد ساعد جو قنا الهادئ الشيخ عبد الرحيم على حياة التأمل، فأمضى عامين كاملين يتعبد، ويدرس ويختلي بنفسه ليتعرف على خباياها، كان يعمل بالتجارة ليجمع بين العبادة والعمل، حيث أخذ يدعو الناس ويعرفهم بتعاليم الدين الإسلامي، ويعمل نهاراً، ويجتمع بمريديه ليلاً .

اتخذ سيدي عبد الرحيم منهجًا لم يحد عنه طوال حياته، وهو العمل بيده حتى يكسب قوته، وقدر درت عليه التجارة في قنا ربحاً وفيراً ساعدته على الإنفاق على فقراء الطلاب والراغبين في العلم وغير القادرين من أبناء المسلمين.

وقد كانت لسيدي عبد الرحيم مدرسته الخاصة التي تسمح للطرق الصوفية الأخرى بالأخذ منها من غير الخروج على طرقها، وقال الرحالة ابن بطوطة:”سافرت إلى مدينة قنا، وهى صغيرة وحسنة الأسواق، وبها قبر الشريف الصالح الولي صاحب البراهين العجيبة، والكرامات الشهيرة عبد الرحيم القنائى رحمه الله، ورأيت بالمدرسة السيفية حفيده شهاب الدين أحمد، وقد تم تعينه حاكمًا لقنا”.

وقد ألف سيدي عبد الرحيم القنائي، عدة مؤلفات منها تفسير القرآن الكريم، ورسالة في الزواج، وكتاب الأصفياء وأحزاب وأوراد وكلمات كثيرة في التصوف نُشرت في طبقات الشعراني، وطبقات السبكي، وطبقات المناوي القنائى، ومسجده مبنى على الطراز الأندلسي.

وأوضح عبد الرحمن سمير الخطيب أن الوثيقة المهمة تظهر الصنايعية المشاركين في المولد، فالمعلم حوت شيخ النجارين كانت له الكثير من أعمال النجارة في مدينة قنا، كما تورد القائمين على توريد مواد البناء، وكذلك المواد التي يحتاجها المولد، حيث كان يتم توريد السبرتو “الكحول” من الخوا

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *