google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

الثقافة تقدم مائة سفير لسيناء من الشباب

بقلم- محمد نبيل محمد

قالت لى ذات مرة احدى فتيات سيناء وهى ضمن فرقة كورال اطفال العريش تحت التأسيس: ” كنا فى منتهى السعادة عندما يأتى اسم بلدى العريش فى النشرة الجوية مساء كل يوم” وكان لوقع كلام هذه الصغيرة صداه المدوى فى وجدانى فكانت كلماتها المختصرة بمثابة سياط تعاقبنى عن تقصيري فى حق سيناء فى حين ان غيرنا لم يبخل عنها بأرواحهم ، ورغم عفوية الصغيرة السيناوية فى الحمد والشكر على مجرد ذكر (العريش) فى الاعلام ولو حتى ضمن نشرة الاخبار بفقرة عن النشرة الجوية ، وكان هذا يكفيها فى الحديث عن سيناء للمصريين ، لكنه الحال الذى تبدل بفضل الله الذى جعل حب سيناء فطرى فى وجدان المصريين جميعا، وإذا بالحال الان بعد ان اعلن السيد الرئيس فى احتفال مصر بالعيد الواحد والسبعين لشرطتنا الباسلة : ان سيناء اصبحت خالية من الارهاب، وبعد ان توالت زيارات المسؤولين واولهم دولة رئيس الوزراء الى سيناء ثم زيارة وزير الثقافة الاستاذة الدكتورة نيفين الكيلانى وافتتاحها لموقعين للثقافة فى عريش سيناء وبدات وسائل الاعلام تفرد مساحات واسعة وعريضة فى صحف مصر من جرائد ومجلات وازمنة طويلة فى اوقات الذروة للمشاهدة (غالية الثمن) لصالح الاعلام عن احوال سيناء التى عادت طبيعية وهادئة ومستقرة ولا ادل على طبيعية المكان واهله الا من خلال ممارسات الثقافة التى تعنى حرية اهل سيناء فى التعبير وانطلاق طاقات الابداع وهذا لن يتأتى الا فى مناخ مجتمعى سوى وبيئة حياتية صحية فكانت ممارسات الثقافة الدالة على عدة اعتبارات اهمها حيوية الابداع عند الاطفال والشباب وغيرهما فى سيناء التى ظلت محرومة على مدار عقد من الزمان من أية مظاهر للثقافة، فكان عبور مائة شاب وشابة من محافظات الوادى الجديد واسوان والبحر الاحمر ومرسى مطروح والقاهرة عبر شرايين تحيا مصر ومعهم انتقال شباب جنوب سيناء الاخت الغالية الشمالية ومنذ الوهلة الاولى من وصول الشباب والشابات الى مدخل نفق تحيا مصر فى محافظة الاسماعيلية الا وكان استقبال رجال التأمين (الاعتيادي والنمطي) من ابطال القوات المسلحة والشرطة المدنية فى حفاوة عكست حالة نفسية ايجابية فى نفوس هذه القلوب الشابة عن سيناء وبثت الطمأنينة لارواحهم التى اصبحت تهوى الى سيناء بسلاسة عجيبة .

وما ان وصل الشباب الى العريش حتى كانت نصيحتى لهم ان يسلموا على اهلها وبالفعل زاد هذا المسلك من دفء التواجد وجمال المقام ، وتحدث الشباب عن رغبتهم فى زيارة مدينة الابطال (الشيخ زويد) وكان لهم ما ارادوا حتى تفاعلت طاقاتهم الابداعية من زيارة العريش والشيخ زويد من خلال ورش الجلود والحلى والخيامية والطرق على النحاس وتشكيل وتدوير الورق بل وورشة المسرح فانتج الشباب فنون ثرية بالحب ودالة على استقرار سيناء فى وجدانهم وتعكس مدى قوة الاواصر التى نشأت بينهم وبين شباب وشابات شمال سيناء من خلال الملتقى الحادى عشر لشباب اهل مصر من المحافظات الحدودية وكان حفل ختام الملتقى بمثابة تخريج لدفعات دبلوماسية كسفراء عن سيناء سيتحدثون عن اهلها وترابها وشهدائها ومشاريعها وجمال بحرها وسحر ليلها و… ، حتى يملؤن آذان اهليهم واصدقائهم ومعارفهم وجيرانهم فى محافظاتهم ومدنهم وقراهم ونجوعهم عن سيناء، وستصير سيناء من الان محور حديث المصريين بعد هذه الزيارة للمشروع الرئاسى اهل مصر من شباب المحافظات الحدودية ، كم كان هذا النشاط الثقافى ذا دلالات كبيرة وعديدة من الممكن بيسر اكتشافها ، انما كانت الدلالة الاعظم هى ان هؤلاء الشباب والشابات اصبحوا السنة صادقة عن سيناء ، وما اجمل واعظم من ان يدافع المصريون عن ترابهم ، وربما فى هذا المنحى ( طبطبة ) من كل شباب المحافظات لهذه الصغيرة السيناوية التى كانت ترتضى -فقط- ان تذكر مدينتها (العريش) فى النشرة الجوية ، والان صارت سيناء هى محور احاديث القلوب والاسماع وملىء الفضاء المصرى الرحب.

… تقديرا مستحق لا مجاملة لكل من وراء هذا النشاط الثقافى الانسانى من الطراز المتميز بدءا من وزير الثقافة الاستاذة الدكتورة نيفين الكيلانى واللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء ومحافظوا المحافظات الحدودية والهيئة العامة لقصور الثقافة والمشرفين على مجموعات الشباب من محافظاتهم والمدربين للورش المتنوعة ورجال الامن الذين استقبلوا وودعوا بلطف وترحاب والادارة المركزية للدراسات والبحوث والادارة العامة للشباب والعمال ولفرع ثقافة شمال سيناء والزملاء من اقليم القناة وسيناء الثقافى ، واهالي شمال سيناء الذين زادوا فى كرمهم المعهود ان اشعروا الشباب والشابات انهم اصحاب سيناء ولهم الحق فى ممارسة حقهم فى ترابها ومع اهلها ، حتى ان كانت امنية السفراء الوحيدة هى ان يعودوا ثانية الى سيناء وثالثة ورابعا و…. ، تلك هى اسرار القوى الناعمة وانتصاراتها وتلك هى جماليات الثقافة المصرية فى بناء الهوية الوطنية.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *