google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

نبيل يكتب مسرح الطفل ببورسعيد كامل العدد…  عفاريت بورسعيد… أطفال إبراهيم والدسوقى

متابعة_محمد السمان

الأطفال مفردة تعنى دلالتها البراءة وربما أيضا تعطى معان عدة منها المستقبل والأمل، وذوى الإحتياجات تلك أيضا تعكس فى النفس وقع إيجابى يحمل معان الصفاء والشفافية فما ان يقترب المرء منا من هؤلاء الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة إلا وترتفع معنوياته وتعود إليه من جديد طاقته الإيجابية التى قد تتفلت نتيجة ضغوطات الحياة العديدة والمتنوعة، ولكن يتشدق الكثير بحقوق هؤلاء الأطفال وما يجب أن نعطيه نحن المجتمع بشكله الكامل لهم من منح وعطايا، والأحق واقعا معاشا وملموسا هو أن هؤلاء الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة هم من يعطوننا أكثر مما ينالون منا، وهذه المعادلة قد تم فك طلسمها بمنهى البساطة بقصر ثقافة بورسعيد تلك المدينة التى انتصرت على جيوش أعتى الممالك والدول كبريطانيا وفرنسا ومعهما جيش الإحتلال فى 1956 ومازلنا نتغنى بجيل الآباء لهؤلاء الأطفال، والآباء هؤلاء هم من انتصروا على تلك الجيوش فى مدينة ميناء بورسعيد هذه الميناء التى تشبه ميناء دونكيرك الذى كانت معركته هى (الانسحاب) أمام جيوش النازى فى معركة سميت بإسم الميناء الفرنسى (دونكيرك) ونجح الأهالى فى تهريب أربعمائة جندى لدولتى فرنسا وانجلترا (!) أما آباء أطفالنا نجحوا فى معركة (انتصار) لطرد جيشا تلك الدولتين ومعهما الجيش الصهيونى، والمقارنة لاشك فى صالح الباسلة بورسعيد وأهلها، واليوم أطفال من أبناء هؤلاء الشجعان انتصروا على الإعاقة وقدموا عرضا مسرحيا ولا أروع عن قبول الآخر فى معالجة درامية مسرحية ضمت كافة عناصر النجاح للعرض، بداية من النص المسرحى الذى صاغه المبدع عاطف عبد الرحمن، وانتهاءً بالإخراج للفنان إبراهيم فهمى، وألحان أحمد العجمى وأشعار محمد عبد الرؤوف واستعراضات عمرو عجمى وديكور احمد ماضى وفريق الإخراج محمد ابور النور وابراهيم متولى، ونتحدث عن كتيبة من الأطفال تجاوزت فى عددها الثلاثين طفلا دون سن الثامنة عشر، وعن حركة المسرح الرشيقة بين هؤلاء الأطفال أبطال العرض، ومع الآداء الغنائى الناعم إلى خطة الديكور والملابس المتناغمة مع موضوع العرض، حتى كان الجمهور عنصرا داخل مساحة العرض أو كاد أن يكون كذلك، مع موسيقا عذبة الإيقاع على الأسماع والقلوب، حتى قدم الأطفال الموهوبين عرضا مسرحيا بعنوان (غنوة ياسمين) كان الأجدر بأن يقدمه أطفال الباسلة بورسعيد، وكان الممتع غير كل عناصر العرض الباهرة هى روح الأطفال الى وهبتنا العودة من جديد للحياة ومنحتنا فرصة من ثانية لنتعارك مع الحياة، وننتصر، لنثبت لها أننا أجدر الكائنات على التمتع بالحياة.

وهذا المسرح البورسعيدى هو الذى شهد عرضا مسرحيا (بابا أنا أسف) للمؤلف سامح الرازقى وألحان أحمد العجمى واستعراضات كريم مصطفى وديكور شادى قطامش، وللمخرج الفنان محمد الدسوقى الذى تناول فى معالجته المسرحية من خلال أربعين طفلا وطفلة إشكالية أزلية وهى الصراع بين الأجيال، وكيف يقبل الجيل الجديد نصح من سبقه من الأجيال وبالأخص هؤلاء من الآباء والأمهات، وخرج علينا الأطفال بدرس وهو الأهم فى إعادة صياغة علاقتنا نحن الآباء والأمهات بأطفالنا، هؤلاء الأطفال أيضا قدموا عرضا غنائيا استعراضيا ولا أروع على الإطلاق فى تناغم يشى بمستقبل واعد للفن فى بورسعيد حتى إفتتن الحضور فى العرضين المسرحيين بهؤلاء الأطفال حتى أطلقوا عليهم (عفاريت بورسعيد) وهم بحق (عفاريت) استطاعوا تجميع أسر وأهالى بورسعيد على مدار أيام العرضين أمام مسرح طفل هادف وواعى بقضايا مجتمعية كفبول الآخر وإصلاح كيان الأسرة واستعادة القدوة وتقديرها، والعديد من الرسائل التى قدمهتها الثقافة بالاهتمام الجم من جانب وزيرة تدرك معنى الإهتمام بالنشء وبالأخص أصحاب الإحتياجات مهنم، ومن خلال العروض المسرحية للطفل والتى أقبل عليها الجمهور حتى شاهد الجميع من وسائل الإعلام مع الحشود المتراصة أمام باب المسرح يافطة (كامل العدد).

نعم نجحت الثقافة فى بورسعيد ان تقدم معنى جديد لثقافة الطفل الذى يسهم فى بناء مجتمعه من خلال أبو الفنون المسرح الذى يضم الغناء والتمثيل والإستعراض وغيرهم من الفنون التى تأصلت فى وجدان أطفال بورسعيد، ونتمنى نماذج مشابهة للمحرجين محمد الدسوقى وابراهيم فهمى لتقديم حلول مجتمعية من خلال الفن وبمواهب البراءة والأمل (الأطفال) عفاريت بورسعيد(!).

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *