google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

السينما الحديثة ودورها في أفساد أخلاق المجتمع

بقلم : محمود السعيد عبد الهادي

في الأعوام الكثيرة الماضية تعرضت المجتمعات المصرية
والعربية للعديد من الهجمات الغير حضارية والشرسة علي
المكارم الأخلاقية التي تورثتها الأجيال من الأجداد قديما
وذلك نتيجة تأثير المنتجات السينمائية والأفلام العربية
والمسلسلات عليهم في هذا العصر الحديث .

حيث أن لو عندنا إلي الخلف وقمنا بعمل مقارنة مابين دور السينما في الماضي والحاضر والفرق مابين القديم والحديث
من الأفلام ،لرأينا أن هناك بالماضي نوعية مختلفة عن الوقت
الحالي ، حيث أن العديد من هذه الأفلام السينمائية كانت
مختلفة وكانت تروي لنا وتعبر عن الواقع الذي يعيشه شعبا من الشعوب ، سواء من القهر والظلم والأستعباد والسلطة ، أو من بشاعة الحروب والقهر من الإحتلال التي عانت منها تلك الشعوب في هذه الفترة العصيبة.

كما أن هناك فرق كبير بين الكاتب في الماضي والحاضر الذي نعيشه وذلك لان الكاتب قديما كان يعبر عن القضايا التي كانت تمر بها البلاد والشعوب عن طريق فكر واقعيا يصوره الكاتب في صورة عمل فني ومخرج إبداعي ولم يكن هدف الكاتب لهذه الأفلام هو هدف التربح السريع ، ولكن كان هناك له هدفه الأساسي الذي يعمل من أجله هو نجاح العمل الفني الخاص به وتوصيل مابه إلى ذهن المشاهد والذي به يعطي فكرة عن ما مكان من قبل وماكان يعيش فيه المجتمع ، وعن نظرة المجتمع للمرأة في ذلك الوقت، فقد نجح العمل الفني في إعطائها حقها من الإحترام كونها مرأة ، فلم يعري لها أي شيئ من جسدها ولم يجعلها سلعة تتداول بين الرجال ،وكان في جوهر العمل الفني هدفا منه يرسخ عقيدة إحترام لكلا من الجنس الآخر ألا فكانت تحظى جميعهن بالإحترام من أفراد المجتمع وغيرهم ممن يشاهدون تلك الأفلام الهادفةمن الشعوب المصرية والعربية التي يمكن أن ترى وتشاهد وتسمع
ومما لاشك فيه فإن للمشاهد حكما على شعبا بأكمله حين يرى له أحد الأفلام السينمائية ، فيرسخ في عقل فكرة سيئة ولاتزول عن هذا المجتمع ومافيه من نساء .

ومن ” عصرنا القديم ” ننتقل إلي عصرنا الحديث حيث تعتبر السينما الحديثة وأفلامها حلقة وصل قفذت بها تلك الأفلام قفذة خطيرة مابين الماضي وعراقته ، عبورا من خلالها إلى وسائل التواصل الإجتماعي والإنفتاح الحديث للتكنولوجيا الذي نشهده كل يوم بالمجتمع الحديث وثقافتها التي لاتعرف عيبا أو أخلاقا أو دينا أو رقيبا أو غير ذلك يمسك زمام هذه التصرفات في متابعتها ، حيث كان لها تأثير سلبي جدا علي الشباب بالتحديد ، حيث فقد شبابنا قدرته على التحكم في محركات البحث التي تأخذه إلى عالم يتنحى فيه عن بقايا أخلاقه ، ولكن ليس فقط من وسائل التواصل الإجتماعي ولكن إنما هو عن دور الأفلام السينمائية في العصر الحديث ، حيث كانت المفتاح للعبور بالشباب إلى عالم الفساد .

ولذلك نري جميعنا أن لهذه الأفلام دورا كبيرا في التأثير على فساد الإخلاق لكل طوائف المجتمع ، فحديثا أنظر ماذا ترى من أعمال فنية ساقطة وفاسدة؟وما هو الهدف الذي كان منه العمل الفني ؟وماذا كان يقصده الكاتب لقصة هذه الأفلام من البداية ؟ فتري الإجابة ليس هناك هدفا مما يكتبه سوى التربح السريع والحصول على الكثير من المال دون الإلتفات لنتائج هذا العمل الفني السينمائي وما قد يؤثر به على أخلاق الشباب ، ولنا أن نسأل أنفسنا ، ماذا كان يقصده الكاتب لهذه الأفلام حين يعرض نموزجا من الفساد الأخلاقي في مشهد يقدمه لنا فنانا أو فنانة يلعبان دور البطوله برفقة سيدات يستعرضن أجسادهن العارية رقصا وتمايلا ، أو مشهد آخر من المشاهد يصور لنا رجل أعمال يجلس في خمارة وعلى جانبية سيدات ساقطات والكل يحتسي الخمر ثم ذهابا إلى فعل الفاحشة من الزنا بنهاية المشهد .

وهناك العديد من المشاهد آلاخري والتي بها يصور الكاتب ويعرض كيفية سرقة إحد البنوك أو المحال أو المنازل بطريقة لم تخطر على عقل المشاهد والتي يتعلم منها أساليبا تساعده هو الآخر في السرقه ، أو مشهد ترى فيه مجموعة من الشباب في مطاردة لأحد الفتيات ثم إغتصابها في نهاية المطاف ، ألم يكن هذا محركا نفسيا لشهوات الشباب الفسده والذي جعلهم مقلدين لتلك المشاهد لتصبح واقعا مريرا علي أبنائنا جميعآ ويعاني منهم المجتمع .

فأذا لاحظ الجميع من أين كانت تلك الجرائم التي ظهرت مؤخرآ بصورة بشعة وخطيرة تهدد أمن المجتمع؟ ألم يتعلمها الشباب مع تلك المشاهدة للأفلام والتي ساعد عليها أيضا البطالة ؟ ومن أين تعلم الشباب تجارة المخدرات وتهريبها بطرق عديدة ومختلفة وبوسائل لاتخطر على عقل الإنسان العادي والبسيط ؟ ألم يشاهدها هؤلاء الشباب من تلك الأفلام وقاموا بعدها بإستحداث طرقا ووسائل إضافية جديدة على ماتم مشاهدته ليكتمل المشهد بالواقع ؟ بل من أين التقليد الأعمى لأحد الفنانين في ملابسه وطريقة قص شعره وغيرها ألم تكن تقليدا لأبطال هذه الأفلام ؟

فمن هذا المقال اتسأل أين الدور الرقابي في كل ماسبق وفي فرز تلك الأفلام قبل عرضها للمشاهد والسماح فقط لما هو يؤثر تأثيرا إيجابيا في ثقافة المجتمع وأخلاق من بداخله ولماذا دائما نصب التركيز على ترجمة الجانب السيء فقط وعرضه بطريقة سيئة وجعله في صورة فيلما سنمائيا يصل مافيه ويترجمه مجملا المشاهد بالدول الآخرى بأنه إنعكاسا كاملا ومجمعا لكل مايتصف به أفراد المجتمع وبالتالي يصل إلى زهن المشاهد بأن جميع من بهذا المجتمع كما صوره العمل الفني لهم بالمشاهدة يتصفون بماشاهوه من تلك هذه الأفلام؟

وهنا أتسأل ألم يحين الوقت لنستعين بأساتذة الطب النفسي وعلماء التربية وعلماء النفس كأحد أعضاء لجنة الرقابة على هذه الأفلام السينمائية الخطيرة والإظهار المسبق للعيوب ومدى التأثير النفسي والسلوكي على من يشاهدها و ألم يكن هناك العديد من رجال الأعمال رجلا يقوم على مساعدة الفقراء والجمعيات الخيرية ويظهره الكاتب في ترجمة لعمل درامي يحفز المشاهد على تقليده ؟ ألم يكن هناك علماء مكافحين ومناضلين في مجل عملهم ونحكي قصة أحدهم من البداية للنهاية في صورة مشهد أو فيلم سينمائي ؟ أين ذهبت الأفلام في العصر الحديث والتي تبين بطولات رجال المخابرات والقوات المسلحة في الحروب التي شهدتها مصر وكيف كانت جهودهم لتحرير البلاد من العدوان وعودة الآمن والسلام للمواطنين ؟

فيا أيتها الشعوب والمجتمعات المصرية والعربية نحتاج إلى نظرة شاملة بها نمحو تلك الأفلام الهابطة والتي ذهبت بما تبقى من أخلاق الشباب ، فصاروا على حافة الهاوية أقرب الضياع من الإستمرار ، نحتاج لكاتب يترجم الإيجابيات بصورة مشرفة تعيد بها ماضاع من الإحترام للنساءوالمعالجة للسلبيات بطريقة لاتعظم أحداثها أمام المشاهد حتى لايقلد فيها سلبياتها ، نحتاج لكاتب يعيش كل هموم الشعوب وواقعها ثم يعيد كتابتها وتصويرها بطريقة لاتجرح الحياء ولاتفسد الأخلاق وتبقى للنساء هيبتهم وكرامتهم كما كانت من قبل

وفقنا الله وإياكم لصالح الأعمال للنهوض بالمستوي الراقي والحضاري لوطننا الغالي مصر الحبيبة ولشبابها الواعي والمثقف فهم بنية الوطن ومستقبلها المشرق .

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *