google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

الخديوي الصغير والاخ في الرضاعه

محمود سعيد برغش

 

اسماعيل باشا المفتش وهو المفتش هو الرجل الثاني للخديوي اسماعيل ويقال انه هو الدولة، حتى وصل الامر بأن أمراء الأسرة العلوية يغارون منه، وقد كتب إسماعيل صدقي باشا رئيس وزراء مصر الأسبق في مذكراته التي صدرت سنة 1950:

 

اما إسماعيل باشا المفتش فقد ولدتُ في 15 يونيو 1875، وكان إسماعيل صديق باشا في أوج مجده وسلطانه، فسماه والده باسمه ـ كما هو عادة الناس حين يسمون أبناءهم بأسماء العظماء والوزراء المشهورين ـ وهو اسم يجمع بين الخديو وناظره. و بعد أن وقعت الواقعة وذهب صديق باشا ولم يُعرف إلى أين ذهب ، خشى عليه والده أن يكون في اسمه وقتئذ ما يُشعر بولائه للوزير المنكوب، فأسرع بتحويره من إسماعيل صديق إلى إسماعيل صدقي إسماعيل باشا المفتش

اما عن قصر قصر الزعفران

كان إسماعيل صديق يمتلك قصر الزعفران، فاشتراه منه الخديو إسماعيل سنة 1872 وأهداه إلى والدته خوشيار هانم.[

 

وبخصوص الخلاف مع الخديو

انتهى أمر إسماعيل المفتش بالخلاف مع الخديو والإطاحة به. وكان العرابيون وأنصار الحركة الوطنية يرون أن الخديو أبعد المفتش لأنه رفض سياسة الاستدانة ورفض الانصياع للتدخلات الاجنبية، وكان رأيه أن مالية البلاد تتحمل تسديد الديون مع بعض التنظيم، لكن المهم التصدي للتدخلات الأوروبية، وهو ما لم يكن الخديو إسماعيل يريده، كان الخديو ـ الذي كان مقدمًا على صراع مع السلطان العثماني ـ يريد أن يتقرب إلى الأوروبيين ويضمهم إلى صفه.

 

وسبب اختفاؤه الغامض

لا يُعرف الكثير عن نهاية إسماعيل المفتش، غير أن الثابت أن الخديو زاره في منزله صباح يوم الجمعة واصطحبه إلى مقره بالجزيرة (فندق ماريوت الآن)، وهناك حُبس المفتش حتى آخر النهار ثم حُمل إلي سفينة منفيًا إلى دنقلة، وقبل حلوان قُتل بطريقة بشعة؛ إذ جذبه القاتل من خصيتيه بعنف وظل يضغط عليهما حتى لفظ أنفاسه فأُلقي في النيل، ولم يُعثر له على جثة وليس له قبر حتى الآن. وقد توقف المحللون أمام قرار الخديوي إسماعيل بالتخلص من المفتش؛ فبعد أن اصطدم المفتش بالمراقبين الاوروبيين بسبب موقفه الرافض لسياسة الإستدانة قرر الخديوي دعوة المجلس الخصوصي للإنعقاد لإدانة المفتش؛ وكان بالمجلس كبار المسؤولين والأمراء المصريين فحكموا بخيانة المفتش وقالوا انه كان يدبر لإنقلاب على الخديوي إسماعيل، ولم يكن شييء من ذلك صحيحا. لقد أراد المجلس الخصوصي محاكمة المفتش، لكن لم ينتبهوا إلى مسألة وهي ان المفتش كان يحمل النيشان من السلطان العثماني، وبذلك لم يكن يحق للخديوي ان يحاكمه داخل مصر فقرر الاستباق وإزاحة المفتش بهذه الطريقة،لذلك تمت عملية إلقاء جثة المفتش في النيل لإخفاء معالم الجريمة وللحؤول دون دفنه في مقبرة خاصة به، لذا مهما تعددت السيناريوهات والروايات حول مقتله، سيظل الإختفاء غامضاً في الكثير من جوانبه لإتصافه بالجريمة المنظمة التي يصعب إكتشاف كافة تفاصيلها وملابساتها. أما الرواية الرسمية فتزعم أن المفتش وصل إلى دنقلة، وأنه مات هناك من شدة السُّكْر، وفقًا لشهادة الوفاة التي حررها طبيب إيطالي.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *