محمود سعيد برغش
الحكمه من جعله من امور الغيب
اولا أن الله سبحانه وتعالي أرحم الراحمين فلوكنا نطلع علي عذاب القبور لتنكد عيشتنا لان الانسان إذا اطلع علي أباه أو اخاه أو ابنه أو زوجه أو قريب له في القبر ولا يستطيع فكاكه فأنه يقلق ولا يستريح وهذه من نعمة الله سبحانه
ثانيا أنه فضيحه للميت، فلو كان هذا الميت قد ستر الله عليه ولم نعلم عن ذنوبه بينه وبين ربه عز وجل ثم مات وأطلعنا الله علي عذابه، صار في ذلك ففضيحه عظيمه له ففي ستره رحمه. من الله بالميت
ثالثا انه قد يصعب علي الانسان دفن الميت كما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم لولا أن لا تدافنوا، لدعوات الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع
ففي أن الدفن ربما يصعب ويشق ولا ينقاد الناس لذلك، وان كان من يستحق عذاب القبر عذب ولو علي سطح الارض لكن قد يتوهم الناس ان العذاب لايكون إلافي حال الدفن فلا يدفن بعضهم بعضا
رابعا انه لو كان ظاهرا لم يكن لايمان به مزبه لانه يكون مشاهدا الا يمكن إنكاره، ثم إنه قد يحمل الناس علي أن يؤمنوا كلهم لقوله تعالي فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُۥ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِۦ مُشْرِكِينَ
عربى – نصوص الآيات : فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين
عربى – التفسير الميسر : فلما رأوا عذابنا أقرُّوا حين لا ينفع الإقرار، وقالوا: آمنا بالله وحده، وكفرنا بما كنا به مشركين في عبادة الله. فاذا رأي الناس هؤلاء المدفونين وسمعوهم يتصارخون لامنوا وكفر إحد لانه أيقن بالعذاب، واراه رأي العين فكأنه نزل به