المحطة جريدة إليكترونية شاملة
سماح إبراهيم
ولد الفنان نور الشريف في (28 أبريل 1946)، تاركا خلفه ميراثا لن ينسى من الأعمال الفنية الخالدة.. صاحب الأداء المذهل الصادق، والاختيارات الجريئة والمتنوعة، خاصة بعدما ارتبط اسمه بالموسم الدرامي الرمضاني بأعمال مثل: “عمر بن عبدالعزيز”، و”هارون الرشيد” و”عائلة الحاج متولي”، و”العطار والسبع بنات”، و”لن أعيش في جلباب أبي”.
وعبر حوالي 170 فيلما سينمائيا رسم نور الشريف ملامح مؤثرة في تاريخ السينما المصرية والعربية، ومن أبرزها: “سواق الأتوبيس” و”حدوتة مصرية” و”المصير”، “بنت من البنات- 1968″، و”زوجة بلا رجل”، و”نادية”، و”بئر الحرمان- 1969″، و”المراية”، و”السراب- 1970″، و”شباب في العاصفة”، و”ثم تشرق الشمس”، و”المتعة والعذاب”، و”زوجتي والكلب- 1971″، و”كلمة شرف”، و”الحاجز”.
كمال عبدالجواد أول ظهور مؤثر لنور الشريف حيث أطل بموهبته في الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ “قصر الشوق” عام 1967، خاطفا الأنظار بشخصية الطالب الجامعي الخجول والرومانسي المثالي الذي يشهد تحولات مجتمعية كبرى.
وكان للمخرج يوسف شاهين دور في إبراز موهبة نور الشريف بأفلام مثل “حدوتة مصرية” و”المصير”، كما شكلت “سينما عاطف الطيب” محطات فارقة في حياة “نور” بأدواره في “سواق الأتوبيس”، و”دماء على الأسفلت”، و”ناجي العلي”، ثم كانت العلامات الفارقة مثل “البحث عن سيد مرزوق” لداود عبدالسيد، و”عمارة يعقوبيان” لمروان حامد ، و”بتوقيت القاهرة” آخر أعماله.
لعب نور الشريف على أوتار الشخصيات وبرع في تجسيد أدواره بحرفية وموهبة نادرة، فمن الطالب الفقير ضحية المجتمع في “الكرنك”، للثائر الطموح الذي يواجه كارثة عربية بحجم قضية وطن منكوب كما في “ناجي العلي” إلى الفتى الساحر الجريء المعبر عن مرحلة الانفتاح في “زمن حاتم زهران”.
وهو الثري والشريف والطاغية والنذل والصوفي والزنديق في أعمال متنوعة أخرى مثل رائعة ديستوفسكي “الإخوة كرمازوف” التي تحولت على يد حسن الإمام لـ”الإخوة الأعداء”، وجسد أبعاد شخصية سائق التاكسي في رائعتي عاطف الطيب “سواق الأتوبيس، وليلة ساخنة”، وفي فيلم مثل “العار” نرى مستوى آخر لشخصية “كمال” تاجر المخدرات المتصالح مع قناعاته.
وجمعت الفنان نور الشريف قصة حب كبيرة بالفنانة بوسي وتزوجا وأنجبا ابنتيهما سارة ومي وبعد حياة زوجية طويلة اتفقا على الطلاق عام 2006 ولكنهما عادا قبل وفاته، وفي عام 2014 تدهورت الحالة الصحية لنور الشريف بعد إصابته بسرطان الرئة.
رحل وهو يتمنى أن يقتني سيارة فاخرة.. لماذا حرم نفسه منها؟
وفي أحد لقاءات نور الشريف قبل وفاته أكد أنه يعتبر مسلسل عمر بن عبد العزيز أهم عمل في حياته، وأوصى بإذاعة المشهد الأخير من المسلسل، والذي يجسد فيه مشهد الاحتضار يوم وفاته.
