google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

من مات فقد قامت قيامته

  كتب محمود سعيد برغش

قال الإمام إبن القيم رحمة الله عليه إن الله سبحانه وتعالي جعل الإبن ٱدم معادين وبعثين يجزي فيهما للذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسني.

فالبعث الأول مفارقة الروح للبدن ومصيرها إلي دار الجزاء الأول.

والبعث الثاني. يوم يرد الله الأرواح إلي إجسادها، ويبعثها من قبورها إلي الجنة أو النار، وهو الحشر الثاني ولهذا في الحديث الصحيح وتؤمن بالبعث الٱخر فإن البعث الأول لا ينكره إحد، وإن أنكر كثير من الناس الجزاء فيه والنعيم والعذاب

وقال أيضا وقد ذكر سبحانه وتعالي هاتين القيامتين وهما الصغري والكبريزفي سورة المؤمنين، وسوره الواقعه، وسورة القيامة، وسورة المطففين، وسورةالفجر وغيرها من السور وقد اقتضي عدله وحكمته أن جعلهاداري جزاء المحسن والمسيئ ولكن توفية الجزاء إنمايكون يوم المعاد الثاني في دار القرار كما قال تعالي. لُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ

وقد اقتضي عدله وأوجبت أسماؤه الحسني وكماله المقدس تنعيم أبدان إوليائه وأرواحهم، وتعذيب أبدان أعدائه وأرواحهم، فلا بد إن يذيق بدن المطيع له وروحه من النعيم واللذه مايليق به، ويذيق بدن الفاجر العاصي له وروحه من الألم والعقوبة ما يستحقه . هذا موجب عدله وحكمته وكماله المقدس

فالقيامة الصغري هي الموت فكل من مات فقد قامت قيامته، وحان حينه ففي صحيح البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت رجال من الاعىاب يأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسألوه عن الساعه فكان ينظر إلي أصغرهم فيقول

كانَ الأعْرَابُ إذَا قَدِمُوا علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَنَظَرَ إلى أَحْدَثِ إنْسَانٍ منهمْ، فَقالَ: إنْ يَعِشْ هذا، لَمْ يُدْرِكْهُ الهَرَمُ، قَامَتْ علَيْكُم سَاعَتُكُمْ.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *