google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

“زوجات النبي”ﷺ”حفصة بنت عمر بن الخطاب” 

كتبت سلوي محسن 

هي من وصفها جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إنّها صوّامةٌ قوامة وإنّها زوجتك في الجنة…

 

والدها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 

وأمها الصحابية زينب بنت مصعون ابن الصحابي الجليل عثمان بن مصعون رضي الله عنهما…

 

كانت السيدة حفصة متزوجة من الصحابي خُنيس بن حذافة أحد السابقين إلى الإسلام وأحد المهاجرين إلى الحبشة وقد عاد مع من عادوا عندما سمع الخبر المزعوم عن إسلام قريش

 

دام زواج حفصة من خنيس سنوات عديدة وهاجرت معه إلى المدينة المنورة لما أذن الله ورسوله بالهجرة

 

ولم ترزق السيدة حفصة بولدٍ من خنيس إلّا أنها كانت صابرة محتسبة فالله في خلقه شؤون..

 

{وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}

 

عكفت حفصة على تعلم العلم والأدب وكانت إحدى فصيحات قريش وبليغاتها..

 

إستشهد زوجها سنة ثلاثة هجرية بعد غزوة أحد وعانت حفصة مرارة الترمّل وفقد الحبيب

 

طبعًا تأثر عمر بن الخطّاب والدها لمّا رآى ابنته الشابة ذات العشرين عامًا تعاني من الوحدة والترمّل،

 

أحزنه أن يراها باكية متألّمة فبدى له بعد تفكيرٍ طويل أن يختار لها زوجًا يؤنس وحدتها ويزيل وحشتها.

 

ف سعى والدها عمر إلى صديقه أبي بكر يعرض عليه الزواج من حفصة استمع أبو بكرٍ رضي الله عنه إلى عمر في عطفٍ ومواساة ولكنّه لم يُجبه بشيء بخصوص زواجه من حفصة، أحسّ عمر بشرخٍ في كرامته أمام ردّة فعل أبي بكر، أيعقلُ أن يردّه أبو بكر خائبًا وهو الّذي جرّأ ما جرّأه على أن يعرض ابنته على أبو بكر إلا أمران: أولهما أن ابنته شابة مؤمنة تملك مقومات الزوجه الناجحة، والأمر الثاني أنه يحبّ أبا بكرٍ ويرغب في مصاهرته، ورغم استياء عمر من أبي بكر لكنه استطاع أن يهدّئ من غضب نفسه حين تذكّر قول الله تعالى: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} علّل عمر نفسه بأنّ أبا بكرٍ ربما لا يصلح لها زوجًا والخير فيما يختاره الله فلا بأس أن يبحث لها عن زوجٍ آخر، فكّر مليًّا واهتدى إلى زوجٍ ممتاز إنه عثمان بن عفّان رضي الله عنه فقد تُوفيّت أيضًا زوجته رُقيّة بنت النبي عليه الصلاة والسلام إثر حصبةٍ ألمّت بها، إذن لا شكّ أن ألم عثمان هو نفس ألم ابنته وعلى الأرجح أيضًا أن عثمان سوف يرحبّ بهذا الزواج خصوصًا وأنّه يعلم كم يحبّه عثمان ويحترمه، تقدّم الوالد العطوف عمر من عثمان وعرض عليه الأمر ولكنّ عثمان استمهله أيامًا جاءه بعدها وهو يقول: لاأريد أن أتزوج اليوم.

 

شقّ على عمر أن يلقاه كلّ من أبي بكرٍ وعثمان بهذا الرد القاسي وهو صاحبهما ورفيقهما وهاجت به مشاعر الغضب وتألبّت عليه نفسه الجريحة، أمثل حفصة في شبابها وتقواها وشرفها من يُرْفَض وممّن؟ من أبي بكر وعثمان صاحبي الرسول عليه الصلاة والسلام وأولى المسلمين بأن يعرفا قدر عمر وأحقّ الصحابة بأن لا يردّا مثل مصاهرته أبدًا.

 

قرّر عمر رضي الله عنه أن يشكوَ أمره للنبي عليه الصلاة والسلام وهناك بين يدي الرسول ألقى عمر بكلّ ما أزعجه وأقض مضجعه، ابتسم النبي الكريم وهو يقول: «يتزوج حفصة من هو خيرٌ من عثمان ويتزوج عثمان من هي خيرٌ من حفصة»، ذُهِل عمر أو كاد يذهل كأنّه فهم أن النبي صلى الله عليه وسلّم يريد أن يخطب حفصة، المسألة لا تُفهم إلا هكذا، نعم فرسول الله خيرٌ من عثمان وأمّ كلثوم بنت النبي خيرٌ من حفصة،

 

أحس عمر بروحه وكرامته ترتدّ إليه من جديد وهروَل إلى ابنته حفصة مبشّرًا بالخاطب الجديد، لقيه أبو بكر وهو في طريقه إلى حفصة وأدرك من سرور وجهه ولهفة مشيته أنّ النبي عليه الصلاة والسلام فاتحه بموضوع الخطبة فمدّ يده إلى عمر وهو يقول: “لا تجد عليّ يا عمر أي لا تغضب فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر حفصة ولم أكن لأفشي سرّ رسول الله ولو تركها لتزوجتها” وكذلك قال له عثمان هذا لا يهم عمر الآن فرسول الله صهرهُ زوجُ ابنته فيا للشرف ويا للكرامة…

 

وتمّ الزواج المبارك بين النبي صلى الله عليه وسلّم وبين حفصة بنت عمر على صداقٍ قدره بساط ووسادتان وكساء يفترشانه في الصيف والشتاء ورداءان أخضران..

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *