google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

الشناوي في حوار علمي مع المغتربين احيوا ذكرى وفاة العالمة المصرية منى بكر بعد مرور ثلاث سنوات

.

بقلم السفير فؤاد الشناوي

 

كنت في احد الاجتماعات الدورية مع المغتربين في حوار حول اهمية البحث العلمي والعلماء المصريين، وذكرنا علماء مصر الراحلين وما قدموه لبلدنا من ابحاث وعلم ساهمت في النهضة العلمية لمصر.

ودار الحوار حول مأساة غريبة تصدرت الحديث والمناقشة، عادت رغم مرور اكثر من ثلاث سنوات على رحيل العالمة المصرية منى بكر محمد، رأيت ان اقوم بعرض المناقشة لعلنا نجد اجابة لما جاء فيها.

من المؤسف ان تفقد مصر واحدة من علماءها التي ساهمت في عدة ابحاث في مجالها واستحقت لقب عالمة مصرية.

ومازال الغموض يسيطر على وفاة الدكتورة منى بكر محمد العالمة المصرية مديرة مركز النانو تكنولوجي والأستاذ المساعد بالمعهدالقومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة وعضو أكاديمية البحث العلمي صاحبة الأربع براءات إختراع دولية مسجلة بإسمها منها استحداث عقار لزيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم وذلك وسط تجاهل تام من الإعلام العربي والإعلام المصري.

الدكتورة منى بكر محمد مديرة مركز النانو تكنولوجي قدمت بحوثها ولم تفكر يوما في الحصول على جواز سفر دبلوماسي. شاركت في مؤتمرات دولية عديدة وسافرت كأي مواطنة عادية من صالات المطار ولم تفكر أن تدخل أوتخرج من صالة كبار الزوار. ولم تحجز لها مكان على مقاعد الدرجة الأولى في الطيران مثل أقل راقصة أو فنانة . ورغم ما اصابها من مرض نادر لم تقبل السفر للخارج للعلاج علي نفقةالدولة مثلها مثل كبار رجال الدولة والأعمال بل عاشت وماتت في صمت بدون أن تتحدث عنها قناة فضائية واحدة أو حتى وضع شريط أسود حدادا على وفاتها مثلما يحدث للشخصيات البارزة ولم يفكر المسؤولين إقامة حفل تأبين لها برعاية وزارة البحث العلمي.

وبالتأكيد لم يسمع ملايين العرب عن إسم الدكتورة

منى بكر محمد العالمة المصرية ترجع شهرتها للعلم فقط فهي لا تعمل في الغناء ولا في الرقص الشرقي.

فبرغم صغر سنها اصبح لأسمها شهرة معروفة ومتداولة عالمياً فى مجال أبحاث الليزر والنانو تكنولوچي، فقد حصلت على أربع براءات إختراع وكتبت 56 بحث علمي نشرتها المجلات الدولية العلمية واستشهد بها الباحثون 1800 مرة مما جعلها تحتل رقم 20 عالميا في قائمة علماء النانوتكنولوچي في كل العالم .كما أنها أشرفت على 100 رسالة ماچستير ودكتوراه.

ولأنها ابنة الصعيد الأصيلة رفضت عروضاً أوروبية لاستكمال أبحاثها عن النانوتكنولوجى بعيداً عن مصر وآثرت إستمرار أبحاثها في بلدها وإفادة مجتمع بلدها فهل كان عقابها هو الموت إثر اصابتها بمرض نادر؟!

هذه العالمة الجليلةاسست أول شركة في مصر والعالم العربي في مجال النانو تكنولوچي وكان تخصصها في رسالة الدكتوراه في مجال الكيمياء الفيزيائية تحت إشراف العالم الدكتور مصطفى السيد في الولايات المتحدة الأمريكية والذي وصفها بأنها ملكة النانو تكنولوچي في الشرق الأوسط

كما اسست مدرسة مكونة من 43 طالب دراسات عليا عملوا على تصنيع المواد النانوية وتطبيقاتها في الخلايا الشمسية. هذا هوجزء من السيرة الذاتية لحياة بنت صعيد مصر والتي عاشت بأقل اﻹمكانات المتاحة وكافحت حتى أصبحت عالمة مميزة في نظر العالم كله.

توفيت الدكتورة منى بكر بعد تدهور حالتها الصحية فجأة وكان ذلك عقب عودتها من مؤتمر علمي بالصين، فقد اصابها ألم في ساقيها تطور إلى تورم باللون الأزرق تم تشخيصه بأنه مرض نادر أصاب جهاز المناعة عن طريق مهاجمة أجسام مضادة لكرات الدم الحمراء استدعى علاجها بجرعات الكورتيزون أثرت على صحتها، وكانت النهاية توقف مسيرة عالمة شابة كنا ننتظر منها إختراعات جديدة ونظريات هامة في مجالها العلمي تدعم بها حضارة مصر، اكثر من ذلك انها كانت مشروع نوبل جديد لمصر والعالم العربي.

لتنضم إلى قائمة من علماء مصر والعرب الذين توفوا في ظروف غريبة وغامضة؛ فهل كان مرضها النادر ووفاتها مصادفة ؟!

تساؤلات كثيرة وتحليلات اثارها المغتربين اثناء الحوار وتسألوا لما كل هذا الصمت والتجاهل التام من الإعلام العربي والإعلام المصري؟؟.

لماذا لم يخلد اسم الدكتورة منى بكر محمد على احدى الجامعات او المعاهد او حتى في مركز البحوث ؟؟ هذه العالمة

ذات أل 48 عاما والتى أفنت حياتها داخل المعامل وقاعات المحاضرات والمؤتمرات الدولية وتركت لنا ثروة من الأبحاث العلمية وبراءات الاختراع والتي يتحدث عنها العالم كله إلا في بلدها مصر والبلاد العربية، فكان الصمت بديلا عن تخليد اسمها.

تلك كانت المناقشة التي احييت ذكرى عالمة مصرية جليلة وكانت بمثابة تأبين لها.

وفي نهايةحوارنا اقترح المغتربين بالإجماع ان اتبنى مطلبا لهم بتخليد اسم العالمة المصرية الجليلة تكريما لما قدمته من ابحاث علمية لخدمة مصر ونهضتها العلمية.

رحم الله العالمة المصرية الجليلة. وانا ارى ان علمائنا هم اهم جزئية تقوم عليها حضارتنا في مصر دولة العلم والايمان. مصر بلد العلماء منذ حضارة اجدادنا.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *