كتب مصطفى قطب
هوارد كارتر عالم آثار بريطاني ارتبط اسمه بالملك الذهبي توت عنخ آمون، فكان يوم 4 نوفمبر 1922م يومًا فارفًا فى حياة كارتر لاكتشافه أحد أروع الاكتشافات الأثرية وهي مقبرة الملك توت عنخ آمون.
بدأ هوارد كارتر العمل كرسام أثري وهو في سن السابعة عشر، وقام برسم النقوش في معبد الملكة حتشبسوت، وشارك في الاكتشافات الأثرية الخاصة بمقابر بنى حسن مع فريق فليندر بيتري، وشارك في العمل في مواقع أثرية عديدة منها: تل العمارنة والدير البحري وإدفو وأبو سمبل. كما أشرف على أعمال التنقيب في وادي مقابر الملوك، واكتشف مقبرتي الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الرابع.
استمر كارتر بالعمل في منطقة وادي الملوك بتمويل من اللورد كارنارفون، وظل يعمل في ظروف قاسية لعدة سنوات، ولم يجد هو وفريقه سوى القليل جدًا، مما دعا اللورد كارنارفون أن يخبر كارتر أنه إذا لم يتم العثور على شيء خلال حفائر عام 1922م، فسوف يتوقف عن التمويل.
لذا كان اكتشاف المقبرة قبل معرفة ما تحويه هو إنقاذ لمسيرة كارتر المهنية، حيث كتب هوارد كارتر شارحًا شعوره عند العثور على المقبرة:” بعد إزالة الحطام من الدرج كشفنا عن الجزء العلوي من المدخل المغلق، وكانت فوقها الأختام للمقبرة الملكية، وهو مشهد جعل قلبي يخفق من الفرحة، وأرسلت برقية إلى اللورد كارنرفون أخيرًا تمكنا من اكتشاف رائع في الوادي قبر رائع مع أختام سليمة”. لم تًفتح المقبرة المكتشفة حتى وصول ممول الحفائر اللورد كارنارفون في 26 نوفمبر 1922م. كان كارتر أول من وطأت قدمه أرض غرفة الدفن التي تحوي تابوت ومومياء الملك توت عنخ آمون بعد اكتشافها في 16 فبراير عام 1923م.
أشرف كارتر على إزالة كل محتويات المقبرة، وقام بتوثيق كل قطعة داخل المقبرة بعناية ورسم مخططات تفصيلية لمواقع المقتنيات داخل المقبرة قبل نقلها إلى المتحف المصري في القاهرة. خلال العشر سنوات التي تلت اكتشاف المقبرة نشر هوارد كارتر ثلاث مجلدات تضم سرد تفصيلي عن التنقيب في وادي الملوك واكتشاف المقبرة وحالتها الأصلية مزودة برسوم إيضاحية وصور فوتوغرافية.