google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

“مدينة تُسْتَر في بلاد فارس”

كتبت – سلوي محسن :

تقع مدينة تُسْتَر على نهر كارون في الأهواز..

وهي من أقدم المدن الفارسية وفيها تقع أعظم حصونها وأعتاها وتتميز مدينة تُسْتَر بسورها الضخم ذي الأبراج العالية، كما أن فيها خندقاً مملوءاً بالماء يحيط بكامل المدينة وهو من أهم دفاعاتها

روي أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يبكي كلما تذكر فتح تُسْتَر..

تُسْتَر هي مدينة فارسية حصينة حاصرها المسلمون سنة ونصف بالكامل ثم سقطت في أيدي المسلمين في عام 17ه‍ـ ، وتحقق لهم فتحاً مُبيناً وهو من أصعب الفتوحات التي خاضها المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه..

فإذا كان الوضع بهذه الصورة الجميلة المشرقة! فلماذا يبكي أنس بن مالك رضي الله عنه عندما يتذكر موقعة تُسْتَر؟

لقد فتح باب حصن تُسْتَر قبيل ساعات الفجر بقليل وانهمرت الجيوش الإسلامية داخل الحصن ودار لقاء رهيب بين ثلاثين ألف مسلم ومائة وخمسين ألف فارس وكان قتالاً في منتهي الضراوة

وكانت كل لحظة في هذا القتال تحمل الموت وتحمل الخطر علي جيش المسلمين

كان موقف في منتهي الصعوبة وأزمة من أخطر الأزمات

ولكن في النهاية بفضل الله كتب الله النصر للمؤمنين وانتصروا علي عدوهم انتصاراً باهراً..

وكان هذا الانتصار بعد لحظات من شروق الشمس واكتشف المسلمون أن صلاة الصبح قد ضاعت عليهم في ذلك اليوم الرهيب..

لم يستطع المسلمون في داخل هذه الأزمة الطاحنة والسيوف علي رقابهم أن يُصلّوا صلاة الصبح في وقتها وبكي أنس بن مالك رضي الله عنه لضياع صلاة الصبح مرة واحدة في حياته..

يبكي وهو معذور وجيش المسلمين معذور وجيش المسلمين مشغول بذروة سنام الاسلام مشغول بالجهاد لكن الذي ضاع شيئاً عظيم..

يقول أنس: وما تُسْتَر؟
لقد ضاعت مني صلاة الصبح ما وددتُ أن لي الدنيا جميعاً بهذه الصلاة..

هنا نفهم لماذا كان ينتصر هؤلاء ما هو قدر صلاة الفجر في حياة هؤلاء العظماء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل لله..

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *