google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

من كتاب المصرى الجديد الذات البناءة والذات الهدامة

بقلم الكاتب محمد نبيل محمد

هل سألت ذاتك صباح يوم ماذا بنيت حتى الان؟ هل كان البناء فى إنسان أم كان فى الحجر؟ وإن كان جهد البناء فى الإنسان هل كان تعليما , تثقيفا , رعاية إجتماعية من فبيل الإعالة , أو من أبواب المساعدات المتنوعة ما بين المالية والعينية أو حتى بالكلمة, أوكان الجهد فى بناء نفسية لتكون سوية أوترميم نفوس طالها الهدم, هل نصحت دون فضيحة, وهل أعطيت دون من أو أذى , و(هل) كثيرة من هذا القبيل.

ومن المعروف أن مشاركات البناء فى الحجر واضحة وجلية, بدء من المنافع العامة عروجا على دور العبادات إنتهاء بدور التكافل للكبار أوالصغار والكيانات الصحية الاستشفائية, وكل هذا أيضا متعارف عليه وسهل بناءه, أما هل كانت هناك جهود بناء لكيانات اقتصادية زراعية أو صناعية أو تعليمية ومن الأساس ليس بغرض الاستثمار الخاص إنما بغرض الفائدة العامة للمجتمع, وهنا السؤال عن البناء الحقيقى فى الحجر.

وهذا السؤال الكبير الذى تطرحه الذات البناءة وهو:” مدى امكانية تشارك الجميع, كل بحصة تناسبه ويختارها طواعية فى الاكتتاب العام أوالتبرع أو الهبة أو أى من أشكال العطاء الايجابى لانشاء مزرعة ملك للجميع أو مصنع أو معهد وجامعة ومدرسة ” ما احوجنا للتشارك فى بناء مثل تلك المشروعات التى يتم من خلالها بناء الانسان أولا والحجر ثانيا من أجل ذات الانسان,

من المؤكد ان كل منا سيجد اجابة عن سؤاله لذاته : ماذا بنيت قبل ان تغادر؟

أما الهدم فهو ايضا له جهد وفعل فمن بيننا من يسعى لهدم بناء قيمى أو توعوى أو نفسى أو صحى أو تعليمى, والهدامون كثر إذ يتبارون كما الاشتراكيون الثورييون فى هدم كل شىء وربما كان الهدامون منتسبون إلى غير المدارس الفكرية الشيوعية كأن يطلقوا على انفسهم كنيات لها صبغات دينية, أو يستترون تحت عباءات شيطانية تنادى بحقوق الانسان والحيوان والنبات, وممولة من دول تدعى الحرية جهارا وتكفر بها ليلا, ومن الممكن ان تضيف الى كل هؤلاء الثلاث فئة رابعة هى الزمرة التابعة (الإمعة) هى لا تشكل وزنا فكريا ولا تعطى نتاجا منفردا الا إذا اضيفت إلى متبوع, فهى فئة صفرية القيمة تروح وتجيىء بين هؤلاء إلى هؤلاء ’ إن قالوا نعم ,قالوا مثلهم , وإن انكروا الشمس فى صباحها, أنكرت هذه الفئة الحقيقة بالكلية , حتى يصيروا جُهال أكثر من علمائهم , وهدامون أكثر من مُحركيهم. وفى النهاية تكون المحصلة هى تجمع هؤلاء الهدامون الاربعة, والسخرية أيضا هو ما الذى جمع شتات لن تكن لتجتمع تبعا لافكارها ومعتقداتها المتعارضين فيما بينهم؟ , والاجابة المباشرة هى الاتفاق على الهدم, وفقط, ليعم مناخ رجعى بدائى يسمح بنمو تلك الكيانات الظلامية الهدامة.

ومن بين الاعلامى والقانونى والمفكر والمزارع والصانع والمعلم والواعظ والسياسى والاقتصادى والمدير وكل من هو مسؤل والد وزوج وابن واخ ومجرد كونه انسان هل هو يبنى او يشارك فى بناء الانسان ام فى هدم بنيان الرب!

هنا يعود السؤال من جديد ليس بصيغة :”هل بنيت؟” إنما بصيغة وجودية :” هل انا من البنائيين أم من الهداميين ؟” وهذا هو السؤال الحقيقى الذى سوف يرد على القادم من المقالات عن تحديات الوجود أوالعدم للذات الوطنية التى تتعرض لهجمات تبعا لما اعتاده العدو الازرق من الهجوم بثلاثة أشكال للهجوم وهم الرئيسى والثانوى والخداعى حتى لايُعلم عنه أي منهم ذا التأثير الأقوى, فكانت قضايا شديدة الخطورة على الشخصية الجمعية مثل (الاغتراب والشذوذ والالحاد) وهى مسميات جديدة لأسلحة الهجوم على الشخصية المصرية, ونستكمل فى القادم ان شاء الله لنبنى أركانا جديدة فى المصرى الجديد بعد اكتشافه لذاته وادراكه لامكاناته فى التغيير, وعلى الانسان ان يعيد تقيم ذاته ليرسم بيده ملامحه ليست الشكلية قط وانما الباطنة أيضا, ويعود كما كان اجداده الأصل واصحاب الفعل وليس الشبه والمفعول به!.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *