google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

المياهُ المالحةُ تهري جوفَ الإبلِ، كما يهري المِقْرَنُ رقبةَ الثورِ

بقلم- شعيب خلف:

الرصاصُ يسقطُ في حجري وأنا جالسٌ أمامَ التلفازِ أسمعُ الأخبارَ، ساعتَها رأيتُ الشمسَ تنحشرُ في سمِ الخياطِ، ورأيتُ الدمَ يملأُ وجهي حينَ يطيرُ من جنباتِ الخريطةِ، الشوكُ وردٌ مزدهرٌ يغطي المسافةَ بين الحاجبين، لا سلطةَ لغيرِ الرملِ في مجالسِ القِططِ، والجميلُ المُقَطْقَطُ يقَطِمُ كعكةً حجرية، يقضقضُها فتسقطُ منه في القِطرِ، تستحمُ حمومَ العرائسِ، ثم تخرجُ إليه إلهًا صغيرًا من الثلجِ، يجتمعُ حولَه قطيعٌ من اللبؤاتِ، يحملن علي أكتافهن مقاطفَ الأحلامِ، القَطَاةُ لا تعيشُ بيننا ولا حتى القواطعِ المهاجرةِ بين الفصولِ، لا تضع مناقيرَها في قَعْبِ الطيورِ المنزليةِ، ولا تطلبُ من القَطَّان ثوبًا من الرملِ الذي تعشقه، لأن خيوطَ الأنسجةَ صارتْ موضةً قديمةً، وهي في حاجةٍ للتقمشِ في استقبالِ الضيوفِ، خبيرةٌ هي في ربطِ القِيطَانِ على قَطَنِها المنفوشِ الذي تطاردُه تعويذاتُ من القشِ في قُلَلِّ الجبالِ.

الريحُ الرخوةُ وحدَها من تسقطُ حملَها في البحرِ، حين تقفشُ صورتَها المقموصةَ في الماءِ تأكلها الأشجارُ المقلمةُ في رحلةِ الشتاءِ، فتتقفقفُ في الصيفِ في عزِ القَلاءَةِ حين تحتدمُ الألوانُ في عيونِ قُمْرِيٍ مراوغٍ، يَقْمِط طوقَه جيدًا ويحتفظُ بباقي القِماطِ في عشِّه للخريفِ، المسافةُ طويلةٌ حتى اقتماحِ البُرِ، والخاتنُ قَلَفَ الأشجارَ المورقةَ دونَ أن يضعَ قُلْفَتَها في مياهٍ جاريةٍ لحظةَ الإشراقِ، فأصابها العجزُ دونَ أن تدخلَ في تجربةٍ جريئةٍ مع سجلاتِ المعرفةِ.

المياهُ المالحةُ تهري جوفَ الإبلِ، كما يهري المِقْرَنُ رقبةَ الثورِ، كذلك تفعلُ الأسعارُ القازحةُ بقلبِ السفينةِ الغارقةِ، القرويُ لا يعرفُ لعبةَ القَرَه جُوز، لا يجيدُ الكلامَ وهو مختفٍ بينما الستارةُ أمامَ القرنيةِ تنهي فعلَ المواجهةِ.

ابن اللَبون استكملَ الثالثةَ ودخلَ في الرابعةِ، لا تهمه الريحُ التي سكنتْ، ولا السفينةُ التي وقفتْ، فقطع لبِانهَا دونَ معرفةٍ، وهو يلعبُ مع النوارسِ فوقَ الموجِ، هي في المنتصفِ تمامًا، تبحثُ عن فتوى العرافين، ونعيقِ البومِ علي شاطئِ الدهشةِ، والمدى قشةٌ غارقةٌ، سقطت من شجرةٍ جائعةٍ في غابةِ المنفي، ما زال يلتُّ ويعجنُ الطينَ داخلَ الهيكلِ، ليصنعَ (لاتًا) جديدًا لا تعرفُها ثقيفُ ولا قريشُ، لا يعرفُ أن هناك رسالةً جديدةً في أحشاءِ السهولِ، تلحمُ الأرضَ بالسماءِ بالسَّدي، فيذوبُ السَّدِيمُ الرقيقُ ويلبسُ الرملَ، فنستطيعُ الكتابةَ.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *