google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

محمد نبيل يكتب عرفات مكة وطور سيناء (مصر)

متابعة _محمد السمان

 

اليوم هو اليوم المشهود…هو يوم عرفة،

وسمى باسم ذاك الجبل الذى قال عن شعيرته سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ان الحج عرفه” وكفى هذا الجبل تشريفا أن رحمات الله ومغفرته تتنزل على عباده فى يوم عرفه، فجُعلت شعيرة الوقوف بعرفة هى الأهم على الإطلاق فى مناسك الحج، وفى هذا تشريفا وقداسة لهذا الجبل، وكما بسيناء جبل المناجاة، الذى تجلى الله عليه، واختص سبحانه وتعالى من عموم الأرض، هذه الأرض (سيناء) وبها ذاك الجبل (الطور) الذى سيظل مباركا مقدسا إلى أن يرث الله الأرض ومن وما عليها، وزاد الله سيناء خصوصية فى شجرها (وشجرة تخرج من طور سيناء ننبت بالدهن وصبغ للآكلين) الآية 20 سورة المؤمنون، وأنعم الله على سيناء بثمارها( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) الآية 1سورة التين، وفيها أقسم الله تعالى بثمار سيناء من التين والزيتون وبجبلها (الطور) و(سيناء) وجمعهم مع البلد الأمين (مكة) أيما شرف، وما أعظمها قداسة، أن تكون سيناء مصر بأشجارها وثمارها وجبلها مقرونة بمكة وكلهم محل قسم من الله سبحانه وتعالى، وكان لمصر الأمن والأمان كما لمكة كذلك، (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)الآية 99 سورة يوسف، إلى أن كانت مصر فى القرآن خمس مرات صراحة وأربع مرات تلميحا وعشرات المرات فى قصص عن مصر وأهلها ونيلها وحكامها ، … وجاءت مصر أكثر من (700) مرة فى الكتاب المقدس بدءا من سفر التكوين إلى سفر الرؤية، ودخل مصر من سيناء الرسل أولوا العزم والأنبياء كما فى ذكر الأنبياء يوسف ووالده يعقوب وإخوته، ومن قبل أبو الأنبياء ابراهيم، ومن بعد كان موسى كبير أنبياء بنى اسرائيل، ثم عيسى الذى آوى إلى مصر مع أمه من ظلم هيرودتس، إلى آخر الأنبياء والمرسلين وخاتمهم سيدنا محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام، وكثير آخرون من الأنبياء مروا بسيناء وولدوا وعاشوا بمصر، وكانت سيناء محطة من محطات رحلة الإسراء، وأيضا شملت سيناء وعموم مصر محطات العائلة المقدسة، والسؤال المعروفة إجابته مسبقا: أليس فى كل ذلك تكريما لسيناء، وتعظيما لمكانة مصر؟! وأيضا قداسة لسيناء التى تجلى عليها الله الملك دون غيرها من بقاع أرضه.

وسيناء التى كانت ولاتزال معراجا لشهداء مصر، ومدفنا للغزاة الحاقدين، وساحة شرف وجهاد، وصلاة وعبادة، وعمران وزراعة، وتعدين وبناء، وحضارة وثقافة تستلهم منها عموم الحضارات ثقافاتها كما روافد الأنهار التى تصب فى بحر واحد، سيناء الآن تنتصر لشهدائها الأبطال الذين توضؤوا بثراها الطهور وروه بدمائهم الزكية، سيناء الآن تنادى: حى على الفلاح، كما نادت من قريب: حى على الجهاد، فلبى الشجعان من أبناء مصر، ولازال الآخرون يلبون: لبيك يا الله فى سيناء، كما يلبى الحجيج على عرفات: لبيك اللهم لبيك.

الكثير منا يبكى حاله فى يوم عرفه لأنه لم يكن هناك مع هؤلاء الواقفين بعرفه، ربما لضيق حال وعسرة منعته، أو لغير ذلك من الأسباب، وما أدرانا أن أرواح الكثيرين منا لا تقف هناك مع هؤلاء؟! وما أعلمنا بأن أجسادا هناك شاخصة على عرفات الله ولم تذهب أرواحها معها؟! لا يعلم السر إلا الله، ولا علينا سوى السعى الصادق، فكم من أوراح جاد بها أصحابها فى سيناء ورأها الحجيج هناك على عرفات، وكم من حكايات صادقة يسبقها القسم على صدقها بروايات تشهد برؤية شهداء سيناء على عرفات مكة.

… لا حزن لكن يا ام الشهيد وأخت البطل وزوجات الشجعان وبناتهم، فمن عرجت روحه من سيناء، طافت بالبيت، ووقفت على عرفات نيابة عنكن، وعنا – نحن – إن أخلصنا لسيناء كما أخلص لها شهدائها، لنكون مع الواقفين بعرفات جسدا وروحا أو روحا ! نحمد الله على عرفات مكة وطور سيناء.

عن said badran

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *