المحطة جريدة إليكترونية شاملة
بقلم _محمد جمال الدين
تعتبر الأنتيفونية مرحلة كاملة من عدة مراحل أوجزت معني كل التطور الموسيقي، بل ظهرت خطوات التاريخ الرئيسية كلها في مراحل خمس، منها مرحلة الأنتيفونية تلك، فلننظر إلي أسماء تلك المراحل في تسلسلها التاريخي :
1 – مونودية
2 – هيتريفونية
3 – آنتيفونية
4 – بوليفونية
5 – هارمونية
وهي مراحل تركيب الألحان عند الإنسان في مجمل تطوره .
1 – وقد غطت المرحلة الأولي “المونودية” الحياة البدائية بطولها وعرضها، وهذه المرحلة تعني أن في الحياة البدائية “اللحن الواحد” هو الشائع في كل أغنية أو معزوفة ، وهو اللحن الواحد المتكرر : A – A – A – A
2 – آما “الهيتريفونية” فكانت ما يطرأ على اللحن الواحد من نغمات أخري عارضة تخرج من أفواه أخري أثناء الغناء الجماعي البدائي ، أي أنها خروج عابر وإضافة لنغمات ثانوية لحظية إلى اللحن الواحد “المتكرر” ، وعادة ما كانت تخرج على الناس عن طريق غلطة بعض المنشدين . أي أن الهيتريفونية هي اللحن الواحد وبعض الخروج عليه ، وهي المرحلة الثانية في التطور .
3 – آما “الآنتيفونية” فكانت تعبير عن مجتمعات أكثر تطور كإتحادات القبائل والعشائر فهي تبادل مجموعتين من المنشدين لهذا اللحن الواحد بإقتسامه لتنشد مجموعة نصفه الأول “الجمله اللحنية الأولي منه” ومجموعة نصفه الثاني ، وهكذا دواليك في تكرار اللحن الواحد طوال ألأهزوجة، وطبعا تتغير الكلمات المغناة على نفس اللحن المتكرر ، وكانت تلك بمثابة مرحلة ثالثة .
4 – وأما “البوليفونية” فتشير إلى نماء “الهيتريفونية” حيث تتطور النغمات العارضة الطارئة على اللحن الواحد أثناء الغناء الجماعي إلى ألحان ثانية كاملة، تسير مع اللحن الواحد فيصبح الغناء الجماعي من لحنين معا ، ولكل لحن إستقلاله النسبي مسموعا بحد ذاته رغم وجود اللحن الثاني، وهو مبدأ “الضفيرة اللحنية” وتلك “البوليفونية” برزت في أولها في “فن الأورجانوم” في القرن التاسع في فرنسا كمرحلة رابعة .
5 – وأما “الهارمونية” فهي تطور للبوليفونية حيث أصبح “للضفيرة اللحنية” لحن رئيسي والألحان الأخري مصاحبة لذلك الرئيسي، أي لحن واحد رئيسي وألحان أخري ثانوية، وذلك بدأ يجري منذ القرن الرابع عشر في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا كمرحلة خامسة .
إن قصة التطور ليست سوي قصة تركيب الألحان عند الإنسان عبر تاريخ التطور الموسيقى .
