المحطة جريدة إليكترونية شاملة
كتبت سماح إبراهيم
ماذا لو قلت لك أن أقدم قبر في التاريخ يقع في مصر، وليس فقط ذلك، بل إنه مزين بكتابات سرية تحمل رسائل عن الحياة والموت؟ هذا هو قبر أوزيريس، الإله المصري الذي قتله أخوه ست وأحياه زوجته إيزيس. يقع هذا القبر في معبد أوزيريون، وهو معبد فريد من نوعه في العالم. اهم ما فى المعبد ذلك الممر الطويل الذي ينحدر إلى الأسفل، وفي نهايته غرفة مستطيلة ولكن الأدهى من ذلك، خلف هذه الغرفة توجد غرفة أخرى ضيقة لا يمكن الوصول إليها إلا بالحفر.
ولكن ما الذي يجعل هذا الممر مميزاً؟ هو أن جدرانه مغطاة بكتابات رائعة تصور كتاب الكهوف وكتاب الخروج الى النهار ، وهما كتابان مقدسان لدى المصريين القدماء. كتاب الكهوف يحكي عن رحلة رع، إله الشمس، في عالم الجبانة، وكيف يتغلب على الأخطار والأعداء. كتاب الخروج الى النهار يحكي عن رحلة الروح بعد الموت، وكيف تمر بمحاكمات واختبارات للوصول إلى حقول إالرو، أرض الخلود. هذه الكتابات تعبر عن حكمة وإيمان المصريين بالحياة بعد الموت، وتظهر مدى احترامهم لأوزيريس كإله الخلاص.
ولكن هل تعلم أن هذا المعبد لا يزال يخفي أسراراً كثيرة؟ فبعض علماء الآثار يرجحون أن عمر هذا المعبد يفوق 12 ألف سنة، وأنه يحمل دلائل على حضارة مصرية قديمة جداً لم نعرف عنها شيئاً. فالقبر الذي يحتوي على تابوت أوزيريس هو أول قبر من حجر بناه البشر في التاريخ، وهو يتطابق مع حركة النجوم في سماء مصر. وفي قلب هذا المعبد، يقع التل الأزلي الذي يرمز إلى إعادة بعث وقيام أوزيريس، ويحمل سقف هذه الحجرة عدد من الأعمدة الجرانيتية الضخمة، وبقي وسط سقف الحجرة مفتوحًا.
