google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

الجانب الدينى فى حياة العندليب

كتبت سماح إبراهيم

فى حوار صحفى مع طبيب الكبد العالمى البروفيسور روجر ويليام أشهر أطباء الكبد فى العالم،لم يتوقف سوى عند مريض واحد من بين الآلاف الذين عالجهم، واستعاد ذكرياته مع مريضه “المدهش حليم رغم أن فترة علاج العندليب فى مستشفى كينجز كوليدج بلندن على يد د.روجرز لم تدم سوى شهور، فإن الطبيب الإنجليزى الشهير اعترف بأنه الوحيد الذى بكاه من مرضاه، بل جاء بعد رحيله إلى القاهرة ليزور بيت حليم فى الزمالك، ويعيد إلى أسرته “المصحف” الذى كان يحمله حليم معه ولا ينام إلا وهو تحت وسادته , وحدث فى أثناء العملية الجراحية الأخيرة التى أجراها د.روجرز لحليم أن وقع المصحف فالتقطه الطبيب ووضعه فى جيبه، ولم يستطع أن يرده لصاحبه الذى فارق الحياة بعد ساعات، واعتبره “أمانة” معه عليه أن يردها إلى أسرته، وبالمرة يتعرف منهم على حياة هذا المريض “المذهل”.

أكثر ما استوقف د.روجرز فى شخصية حليم هو هذا (الرضا بالمقسوم).. أدهشه أن هذا المريض الذى عاش نصف عمره على حافة الموت كان متعايشا مع عذابه وألمه، راضيا بقدره ولا يشكو، لم يتسرب إليه اليأس ولا الهزيمة لحظة رغم علمه أنه لا أمل فى شفائه، وأنه مكتوب عليه أن يطارده النزيف فى صحوه ومنامه، وأن يعيش عمره القصير متحملا عذابات فوق طاقة البشر.

 

جاء د. روجرز يبحث عن السر الكبير وراء هذا الرضا العجيب الذى يحمله مريضه المصاب بتليف كامل فى الكبد، ومع ذلك يحمل قدرا أعجب من الشجاعة، جعله يتعايش مع الموت وكأنه.. صديق!

 

لم يكن البروفيسور الإنجليزى وحده الذى أدهشه هذا الجانب واستوقفه فى شخصية حليم، كثيرون غيره فعلوا مثله وبحثوا عن سر هذا “الرضا” الذى لم يفارق رجلا ذاق اليتم والفقر والمرض، وكُتب عليه الحرمان من مُتع الدنيا حتى بعدما فتحت له ذراعيها ومنحته المال

 

والشهرة بلا حساب.. يكفى أنه كان على مائدته أشهى الطعام ولا يستطيع أن يمد إليه يده.. وكان ساحر قلوب الجميلات وعاش أعزب حتى لقى ربه.. وهو المعنى الذى عبّر عنه الشيخ الشعراوى فى حوار له “موجود على اليوتيوب” عندما قال بعد رحيل العندليب: إنه جاء إلى الدنيا لكى يُسعد الناس،فى حين عاش هو محروما من السعادة.. لاأكلة حلوة..

ولا زوجة جميلة..

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *