المحطة جريدة إليكترونية شاملة
كتبت سماح إبراهيم.
هو الجزار الجشع في “السفيرة عزيزة” و زوج الأم القاسي الشرير في “المراهقات” و “أبو جهل” في فيلم هجرة الرسول ووالد العريس الطيب خفيف الظل في “ام العروسة” انه الفنان الكبير المتألق عدلي كاسب . و الحقيقة ان الفنان الكبير عدلي كاسب يجعلك في حالة اندهاش من تلك الموهبة الأكثر من رائعة ، فهل هذا الرجل الطيب في “ام العروسة” هو ذاك الشرير في “المراهقات” ، فأي روعة و تمكن في الأداء لهذا النجم العملاق و لما لا ؟! فهو نجم من نجوم الزمن الجميل و جيل العمالقة .. لنتعرف أكثر على الفنان الكبير .
عدلي عبدالحميد كاسب، ممثل بدرجة “باشمهندس” ولد في 21 أبريل عام 1918 بمصر القديمة، وتوفي والده وهو في سن العاشرة، عشق عدلي السينما والتمثيل ، فالتحق بفريق التمثيل في مدرسته وكان يتابع العديد من العروض المسرحية في صغره، ثم التحق بمدرسة الفنون و الصنايع و التي تعرف الآن بكلية الفنون التطبيقية ، وبعد ان أنهى عدلي دراسته عمل مدرسا في كلية الهندسة لمدة 12 عاما، ثم تقلد منصب وكيل وزارة بوزارة التربية و التعليم ومسؤولا عن المسرح المدرسي ورائدا من رواد التربية المسرحية .
حصل عدلي كاسب على بكالوريوس الفنون المسرحية، وتخرج في المعهد العالي للتمثيل عام 1949 في دفعة المعهد الثانية، وترك العمل بالهندسة وعمل مدرسا للتمثيل بوزارة التربية والتعليم، و في عام 1950 انضم عدلي إلى فرقة المسرح الحديث و بعدها فرقة إسماعيل يس عام 1954م، ثم فرقة الريحاني 1957م والتي ظل بها 10 سنوات كاملة .قدم عدلي العديد من المسرحيات أشهرها : “الا خمسة”، “حسن ومرقص وكوهين”.
وعن السينما قام الفنان عدلي كاسب بتقديم ما يقرب من 97 فيلما سينمائيا اشهرهم “السفيرة عزيزة” ، “سر طاقية الإخفاء”، “لقاء مع الغروب” ، “هجرة الرسول” ،”المراهقات” وغيرها من الأعمال السينمائية التي تعيش في وجداننا الى الآن و جعلت منه أحد أبرز الفنانين في تاريخ السينما المصرية .
ومع بداية التليفزيون المصري عام 1960م قدم الفنان الراحل مجموعة من الأعمال التليفزيونية، مثل “الدوامة” ، “المجهول” و”العشرة الطيبة”.
عرف عن عدلي تقديره الشديد لفنه ولزملائه، فيروي ابنه الأوسط ممدوح كاسب، انه ذات يوم كان الفنان عدلي كاسب في جولة مع ابنه الأكبر بالسيارة ، و كان عدلي في ذلك الوقت قد وصل لمكانة عالية من الشهرة و المجد ، فالتقيا مصادفةً بأراجوز يقدم استعراضات فنية في الطريق، فتوقف الفنان القدير وجلس يراقبه وحينما سأله ابنه “لماذا توقفنا؟!” أجابه ببساطته المعهودة “زميل لي يعرض فنه فيجب أن أشجعه”… فأي تواضع أيها الفنان الكبير رحمك الله .
ويرحل الفنان الكبير عدلي كاسب عن عالمنا في 13 سبتمبر عام 1978 عن عمر ناهز 60 عاما، إثر إصابته بأزمة قلبية عقب عودته من بروفات عمل جديد بعد أن ترك بصمة واضحة و بارزة في تاريخ السينما المصرية .. رحمه الله عليه واسكنه فسيح جناته.
