google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

لماذا سُميت «المسلة» بهذا الاسم

كتبت سماح إبراهيم

مسلات مصر.. تاريخ ثمين استقر أغلبه في الخارج

طرق قطع ونقل وإقامة المسلات فى مصر الفرعونية .

المسله الناقصة ولماذا لم يتم استكمالها؟

 

تعتبر المسلات المصرية قطع أثرية نادرة تختص بها الحضارة المصرية القديمة دون الحضارات الأخرى، ومنتشرة كمشاعل مضيئة فى عدة ميادين وبقاع بلدان العالم الحديث، وتعلن بمظهرها الشامخ عن قوة الحضارة المصرية وعظمتها وقدرة المصريين القدماء على البناء والنحت.

 

عرف المصري القديم المسله باسم “تخن” وأطلق عليها فى اليونانية اسم “Obelisk”، بل أن الأوروبين لما وجدوها تمتد بشكل مدبب صوب السماء أطلقوا عليها كلمة ” Needle ” أبرة” ، أما كلمة “مسلة” تعنى فى اللغة العربية “الأبرة الكبيرة” المستخدمة فى حياكة الأقمشة الضخمة مثل أشرعة السفن والخيام وما شابه.

 

كما أن المسلة فى هيئتها عبارة عن قطعة واحدة وأغلبها من الجرانيت الوردى، منحوته بأربع أضلاع وتنتهى بقمة هرمية “بن بن” رمز التل الأزلى المقدس فى بداية الخلق وفقاً لنظرية أون “هليوبوليس – عين شمس” ، وبعض المسلات تكسى قمتها برقائق من الذهب أو الإلكتروم أو النحاس أو البرونز ، وتوضع المسلة على قاعدة من أسفل وينقش عليها عبارات تشير إلى الملك الذى أمر ببنائها لتقدمها لإله الشمس ولتخليد اسم صاحبها وإظهار قوة علاقته بإله الشمس”رع” .

 

و من الواضح أثرياً أن ملوك الأسرة الخامسة نحتوا مسلات فى معابدهم بمنطقة أبو صير تقرباُ لرع، ولإقامة المسلة أظهرت المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت بالكرنك طقوس تقام عند وضع المسلات بالمعابد وكرست المسلتين لوالدها آمون – رع لازالت واحدة قائمة بمكانها والأخرى سقطت على الأرض .

 

كما يعتبر موقع المسلة الناقصة بأسوان التى شرخت عند قطعها دليلاً على كيفية القطع للحجر، حيث كانت تجر من المحجر إلى شاطئ النيل بالزلاجات والكتل الأسطوانية من الأخشاب والثيران لتنقل بالسفن إلى الموقع المراد لإقامتها ، وذلك كما صور على جدران معبد الدير البحرى لحتشبسوت عند نقلها لمسلتين بسفينة عبر النهر وربطت السفينة الكبرى بنحو ثلاثين مركب صغيرة حولها مقسمين إلى ثلاث مجموعات وذلك لتيسير سحبها بالنهر إلى موقعها، وراعى المصرى القديم التيارات المائية والهوائية وحجم السفينة ووزن المسلة ومجموعات العمال وذلك لتسهيل المهمة، وعلى ما يبدوأن إقامة المسلة فى موقعها كان يحتاج حفر حفرة ضخمة توضع بها القاعدة وترفع عليها المسلة التى تسحب على تل رملى من أعلى القاعدة ثم يزال الرمل من حولها .

 

لقد أعجب الأباطرة الرومان عند حكمهم لمصر بالمسلات المصرية ونقلوها إلى ميادينهم ويوجد فى روما وحدها نحو ثلاثة عشر مسلة ضخمة تتراوح ارتفاع واحدة منها وهى التى فى ميدان سان جيوفانى بروما 18و 32متر ووزنها نحو 455 طناً ومؤرخة من عهد الملك تحوتمس الثالث ، وأخرى فى ساحة كنيسة سان بيترو ” الفاتيكان” بروما ولكن غير منقوشة بأرتفاع 37و25 مترأ وربما نقلت من هليوبوليس، وتزدان ميادين العالم بمسلاتنا المصرية كسفراء لعظمة الحضارة المصرية وذلك فى فرنسا ,انجلترا وأمريكا وتركيا وغيرها ، واخرى غرقت فى البحار والمحيطات عند نقلها ، وأهدى محمد على عدد من المسلات لإنجلترا وفرنسا، أما الخديوى إسماعيل فى عام 1869 م أهدى بمناسبة افتتاح قناة السويس مسلة لأمريكا.

 

و لازال بمصر عدد قليل من المسلات فى مواقعها الأصلية مثل مسلة رمسيس الثانى بالأقصر ومسلة تحوتمس الأول فى الكرنك، ومسلة سنوسرت الأول فى المطرية، وعدد أخر من المسلات نقل من مواقعها ليزدان بها ميادين أخرى مثل مسلة سنوسرت الأول فى مدخل مدينة الفيوم ومسلة رمسيس الثانى فى مدخل مطار القاهرة الدولى وأخرى بحديقة الآندلس، ويوجد فى منطقة صان الحجر نحو عشر مسلات ملقاه أرضاً وبعضها مهشم

 

و توجد المسله الناقصة فى الجزء الشمالى لمحجر يقع بالقرب من أسوان على الشاطئ الشرقى للنيل ويبعد نحو 1 كيلومتر شرق نهر النيل، وأنه بعد حوالى ٩ أشهر من العمل الشاق، حفر العمال المصريون القدماء المسلة من ثلاث جهات، تمهيدًا لخلعها من الأرضية وإكمال تجهيزها لكنهم اكتشفوا شرخًا فيها يجعلها لا تصلح؛ فتوقف العمال عن استكمالها، ولا يزال السطح السفلى للمسلة بطول 42 مترًا متصلًا بالصخرة الأرضية التى تقطع منها، ويبدو على المسلة بعض آثار تدل على محاولات لإنقاذ جزء منها، وربما كانت تلك المحاولات فى عهد تحتمس الثالث لكنهم تركوها فى مكانها

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *