google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

تاريخ مصر القديم والتقويم عند المصريين القدماء

كتبت- سماح إبراهيم

إن أول مشكلة يتعرض لها دارس تاريخ مصر القديم و حضارتها هي مشكلة التأريخ و التقويم فإلى أي تاريخ يمكن أن نرجع بداية عصور ما قبل التاريخ و بداية العصور التاريخية و بداية و نشأة الحضارة المصرية القديمة •

للإجابة على هذا السؤال الصعب نقول أنه بالنسبة لتحديد بداية التواريخ البعيدة لعصور ما قبل التاريخ و نشأة الحضارة المصرية القديمة لجأ علماء الدراسات المصرية القديمة لطريقتين هما : ـ

الطريقة الأولى : الأعتماد على ما جاء في بردية تورين و كتابات المؤرخ المصري القديم مانيتون السمنودي عن هذه العصور المصرية القديمة فتعطينا بردية تورين قائمة بأسماء من يسمون بأنصاف المعبودات ويقصد بهم الملوك الأوائل في تاريخ مصر القديم والذين رفعهم المصرييين لأنصاف المعبودات وحكموا البلاد قبل الملك نعرمرـ مني و معهم مدد حكمهم .

والعلامات الباقية من الكتابة تسمح لنا بقراءة أسماء تسع أسر من بينها ذكر اسم نبلاء منف و نبلاء الوجه البحري و أخيراً أتباع حورس و من حسن الحظ أن السطريين الأخيريين وجدوا في حالة سليمة و يمكن قراءة العدد التالي من السنوات لهولاء الحكام : ـ

حكام حتى حكم أتباع حورس 23200 عام .

حكام اتباع حورس 13420 عام .

و هكذا يرجع المصريون القدماء أنفسهم عصور ما قبل التاريخ (فجر التاريخ) إلى حوالي 36620 عام قبل حكم الملك نعرمر ـ مني أي قبل توحيد مصر و تأسيس الأسرات و هذا يعني أن جذور الحضارة المصرية ترجع لأكثر من 36 ألف عام قبل الميلاد .

و إذا رجعنا لقائمة مانيتون نجد أنه يعطي لأسرات المعبودات تاريخ 15150 عام و إلى الملوك الذين حكموا قبل نعرمر ـ مني 9777 عام أي أنه يعطي عصور ما قبل التاريخ (فجر التاريخ) ما مجموعه 24927 عام .

ويرى عالم المصريات (ا.د / رمضان عبده) أنه إذا ربطنا تاريخ مصر القديم بتاريخ الرسل و الأنبياء ابتداءاً من عصر سيدنا آدم عليه السلام فإنه سيتضح لنا أن أصول حضارة مصر القديمة يرجع لأكثر من 36 ألف عام قبل الميلاد و أنه ليس هناك أي مبالغة في هذه التواريخ القديمة و كل هذه التواريخ الحديثة هي نوع من الاجتهاد من قبل العلماء الأجانب الذين سجلوا كل هذا في مؤلفاتهم العلمية .

الطريقة الثانية : الطريقة العلمية الحديثة التي يطلق عليها اسم (راديو كربون أو كربون14) و ذلك لتحديد بداية تقريبية لهذه العصور البعيدة و قد قامت هذه الطريقة على أساس أن البقايا العضوية تحتوي على كمية محدودة من النشاط الإشعاعي و تقل قوة ذبذبات هذا النشاط حسب خط منحدر طبقا لقدم البقايا العضوية فإنه يمكن للعلماء تبعاً لذلك تحديد طول عمر هذه البقايا العضوية بنوع من التقريب و من هذه البقايا العضوية التي تخضع للفحص بقايا الأخشاب و النباتات و القواقع و الأصداف و العظام المتفحمة و الأجساد المتفحمة و الشعر، و يعثر على هذه البقايا العضوية في المناطق الأثرية المتفرقة و أثناء عملية الحفائر , و اعتمد علماء الدراسات المصرية القديمة على هذه البقايا والمواد التي يتم العثور عليها في بعض المواقع و المحلات الأثرية التي ترجع لعصور ما قبل التاريخ و ذلك لإعطاء صورة تقريبية لهذه المواقع الأثرية أو المحلات أو المراكز السكانية التي سكنتها أقدم سلالات الإنسان المصري القديم و تركت فيها بقايا الأدوات التي استخدمتها .

و قد عثر فريق علمي مصري أمريكي بولندي على هيكل عظمي كامل متحجر لإنسان مصري عاش في منظقة الكوبانية غرب نهر النيل في كوم إمبو يرجع لعشرين ألف عام قبل الميلاد و نشرت أخبار هذا الكشف الأثري الهام في جريدة الأهرام 17 / 1 / 1987م ، و كانت البعثة الأمريكية تابعة لجامعة دالاس و تم العثور على هذا الكشف بين عامي 1980 و 1983م .

ونجحت بعثة جامعة إلينوي الأمريكية بشيكاغو في العثور على هيكل عظمي آخر لإنسان مصري بمنطقة وادي فيران بسيناء و ذلك بعد أبحاث و دراسات علمية استمرت خمس سنوات و قدر العلماء عمره بـ 33 ألف سنة و قد ذكر دكتور البهي عيسوي عالم الجيولوجيا المصري الذي شارك البعثة أعمالها أن بقايا هذا الإنسان أقدم من بقايا إنسان الكوبانية ، كما ذكر أن الدراسات الجيولوجية و الأثرية بالمنطقة أشارت إلى أن الإنسان المصري القديم سكن مناطق عديدة في سيناء منذ أكثر من 60 ألف سنة و ذلك بسبب العثور على بقايا عظمية لحيوانات منها الماعز و رواسب بحيرات كانت مملوءة بالماء العذب أهمها بحيرتان : الأولى كانت تمتد جنوب سانت كاترين بطول 30 كم و الثانية حول وادي فيران بطول 25 كم و أن الأمطار كانت تسقط بغزارة في المنطقة مما دفع الإنسان المصري لسكن هذه المناطق إلى أن توقف المطر و حل الجفاف بالمنطقة من نحو 12 ألف سنة و نُشرت تفاصيل هذا الكشف الأثري الهام في جريدة الأهرام بتاريخ 20 / 9 /1992م .

و في نزلة خاطر بمحافظة قنا تم العثور على مدفن لعامل في محجر و يرجع تاريخ الدفن لـ 33 ألف سنة و نُشرت أخبار هذا الكشف في جريدة الأخبار بتاريخ 15 / 12 / 1993م .

أما أحدث الاكتشافات في الأشهر القليلة الماضية فتأتي دفنة أخرى تم تأريخها ب 59 ألف سنة قبل الميلاد.

و كل هذا يثبت قدم عمر الإنسان المصري الأول الذي عاش في طول البلاد و عرضها في عصور ما قبل التاريخ و كل تلك الأكتشافات تتفق مع التواريخ التي قدمتها القوائم الملكية و البرديات.

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *