google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

تحتمس الثالث مؤسس الإمبراطورية المصرية

كتبت سماح إبراهيم 

هو ابن الملك « تحتمس الثاني » من زوجته الثانية الفرعية ، وقد تقلد العرش صبيا وكانت حتشبسوت هي الوصية عليه ، ولكن من العام الثاني انفردت بالحكم لوحدها ولكن بعد وفاتها قام بضم فترة حكمها تلك لحكمه غير معترف بأحقيتها في حكم البلاد .

 

سجل تحتمس الثالث علي آثاره قصة توضح أنه اعتلي العرش بناء علي رغبة أبيه آمون حيث يذكر انه كان منذ نعومة أظافره ورعا ونقيا ومرتادا لمعبد الإله آمون بالكرنك وحينما كان في إحدي قاعاته يرتكن إلي أحد أجنابها فإذا بتمثال الاله آمون والذي كان يمر علي أكتاف الكهنة طائفا بالمعبد يتوقف أمام الطفل تحتمس وكأنه يمهد لإختياره ملكا علي عرش البلاد .

 

وقد نقش «تحتمس الثالث» منظرَ تتويجه على جدران معبد الكرنك في حفلٍ رائعٍ مُثِل بوصف تمثيلي تتضاءل أمامه تلك القصص الخيالية التي نشاهدها على الشاشة ، وهذه النقوش ما تزال موجودةً حتى الآن على الجدار الجنوبي الخارجي من المباني، التي أقامها في معبد الإله «آمون» بالكرنك.

 

ويعد تحتمس الثالث أعظم المحارببين بين ملوك مصر ،فوفقا لمدوناته العسكرية قام بتسيير ما لايقل عن ١٧ حملة ويعتبر أهمها هي معركة مجدو الذي حقق بها انتصارا عظيما عندما واجه مشكلة خطيرة هددت زعامة مصر بسبب هجرات الحوريين من أواسط آسيا واستقر بعضها في سوريا والعراق وتسموا بإسم الميتانيين وفي الاناضول باسم الحيثيين وشجعت الظروف أمراء سوريا وفلسطين بقيادة أمير قادش علي إعلان العصيان علي مصر فشن الملك مايزيد علي ١٦ حملة عسكرية علي آسيا كان أشهرها التي شنها علي مدينة ” مجدو ” الواقعة علي نهر العاص وقد سجل تحتمس الثالث وقائع معركة مجدو وتاريخها بالتفصيل علي آثاره وخصوصا جدران صالة الحوليات الخاصة به في معبد الكرنك ومن خلال هذه المعركة اثبت عبقريته السياسية والعسكرية والشجاعة الفائقة .

 

وقد كان من أول أعماله عندما وصل مظفرًا إلى عاصمة ملكه أن أرسل رسولًا إلى حاكم «كوش» الملقَّب «بابن الملك»، الذي كان معسكرًا بقوة عظيمة في بلاد النوبة السفلية، يخبره بانتصاراته، ومن المحتمل كذلك أنه أمر بإذاعة ذلك بين الجنود وأهالي السودان، وأن يُنقَش ذلك الخبر على معبد وادي حلفا وقد تمَّ ذلك في الحال.

 

وقام تحتمس بالعديد من الحملات استطاع الملك نتيجة لتلك الحملات أن يوسع ويثبت سيطرته العسكرية والإدارية في آسيا حيث سيطر علي فلسطين كلها وجنوب سوريا وفي إحدي حملاته بلغت قواته نهر الفرات وحدود مملكة ميتاني ،كما أنه سيطر علي النوبة السفلي بأكملها ووصلت قواته حتي منطقة الشلال الرابع في النوبة العليا وقد دونت وقائع تلك الحملات علي معبد الكرنك وعلي صخور جبل البرقل وغيرها .

 

شادت نصوص عهده بمهارته الحربية وشجاعته البطولية كما شادت بكفاءته الإدارية في داخل مصر وخارجها ،أخذت في عهده الأمم التي لم تخضع لمصر تطلب ودها مثل دولة خيتا وجزر البحر المتوسط ، وأصبحت طيبة في أيامه ليست فقط عاصمة لمصر بل عاصمة العالم القديم بأسره وبذلك تدفقت الغنائم علي مصر من كل جانب مما ساهم بنصيب كبير في تقدم فن العمارة وملت البلاد من معابد للألهة ومسلات، تكفي الإشارة إلي أربعة مسلات التي أقامها احتفالا بعيده الثلاثيني حيث أقام اثنتين بمعبد الكرنك واثنتين بمعبد أون (عين شمس ) وغيرهم في مناطق مختلفة بالاضافة الي معبدا بناه لنفسه بجانب معبد حتشبسوت بالدير البحري .

 

حكم تحتمس الثالث مايقرب ٥٤ عاما ضاما اليه فترة حكم حتشبسوت والتي لم يعترف بفترة حكمها وقبل وفاته صارت الإمبراطورية المصرية تمتد من أعالي نهر دجلة والفرات شمالًا حتى مدينة نباتا عند الشلال الرابع جنوبًا، وبني تحتمس مقبرته بوادي الملوك وتملك رقم kv34 وهي مقبرة محفورة في الصخر .

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *