google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

“عطر الأحباب” يستعيد ذكرى محمد عفيفي مطر في ليلة الاحتفاء بسيرته ومسيرته الشعرية  

كتب- محمد جمال الدين

شهد قصر ثقافة شبين الكوم، أمس الخميس، لقاء أدبيا نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، احتفاء بذكرى ومسيرة الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفي مطر، ضمن برنامج “عطر الأحباب”، وذلك في سياق خطط وزارة الثقافة لتكريم رموز الأدب والفكر.

 

شارك باللقاء الشعراء والنقاد د. شوكت المصري، صبري عبد الرحمن، وأحمد مرسال، وحضره الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والشاعر عبده الزراع مدير عام الثقافة العامة، د. رحمة مطر، ونخبة من الأدباء والمثقفين.

 

أدار اللقاء الكاتب حمدي فرحات، واستهلت فعالياته بكلمة الشاعر مسعود شومان وقدّم خلالها نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية والإبداعية للشاعر الراحل وأبرز أعماله الأدبية، موضحا دور الهيئة في الاحتفاء برموزها وأبنائها بمسقط رأسهم، من خلال إحياء ذكراهم والتعريف بإرثهم الأدبي، وتوجه لأسرته بأهمية نشر أعماله التي لم تنشر خاصة ما كتبه بالعامية المصرية.

 

وفي كلمته تحدث الشاعر أحمد مرسال عن نشأة الشاعر الراحل، قائلا: يعد “مطر” أحد أهم شعراء الوطن العربي، تربى على أرض المنوفية وأحبها فبادلته حبا بحب، وكان للريف المصري بالغ الأثر على كتابته الشعرية، فمن يقرأ كتاباته يجده تأثر بجماليات الريف واستلهم منه أفكاره التي انعكست على شخصيته، مازجا ذلك كله بفلسفته الخاصة التي استقاها من دراساته وقراءاته المتعددة المتبحرة.

 

وتحت عنوان “أيها الأدباء انتبهوا لمدلولات دوالكم ولبناء لغتكم.. أنتم في حضرة الشاعر المفجر” جاءت دراسة “مرسال” التي دعا فيها المبدعين والمتلقين لكي يوقفوا دقات قلوبهم ويحبسوا أنفاسهم لأنهم في حضرة الشاعر الذي نبهنا لتلك العلاقة بين “الجوع والقمر”، وهو المرهف السمع الذي انتبه “للطمي يتحدث”، وهو المغني الذي أدخلنا مدهوشين في “رباعياته للفرح”، وفي قمة معاناته أمسكت شعريته بتلابيب مشاعرنا وأدخلتنا في “احتفاليات المومياء المتوحشة”.

 

وأضاف: إنه ابن القرية التي يجب أن ننطقها “رملة الأنجب” لأن محمد عفيفي مطر بشهادة كل منظري حداثتنا ومعهم كل أبناء قصيدة النثر من أنجب من دخل بالقصيدة من بوابة الحداثة.

 

وأكد “مرسال” ضرورة أن يعد الجميع معاجمهم إذا أرادوا الغوص بين لٱلئ مدلولات دواله لأنه الشاعر المفجر الذي استطاع أن ينجو بهذه الدوال من مدلولاتها التي احتفلت واحتفظت بها قرونا فوق أرفف مكتباتنا.

كما نبههم لضرورة تحسس أدمغة فلسفاتهم وقواعد نحوهم وبلاغة عبد القاهر الجرجاني وهم يقتربون من شعرية محمد عفيفي مطر حينما يقول:

زينون الإيلي يفتح المسافة بين السهم والأفق

وحينما يقول:

قلت: البلاد قريبة

ليست تمر الشمس من دوني

ولا ترمي البلاد عباءة الغيم الرحيم

إلا وكنت تشقق الألوان في شفق انهمار الفجر

و الإيقاع في الأمطار

 

وتحدث الشاعر صبري عبد الرحمن عن علاقته بالشاعر الراحل وكيف كانت صداقتهما، كما تناول مشوار “مطر” الأدبي من منظور إنساني وكيف تشكلت ملامح تجربته الشعرية.

 

واستعرض د. شوكت المصري محطات علاقته بمطر، موضحا نضاله الأدبي وكيف تأثر بتجربته الشعرية المتفردة، قائلا: “كان صاحب مواقف، وكثيرا ما دفعت قصائده ثمن مواقفه”، واختتم حديثه بسرد كواليس أبرز كتابات ودوواين “مطر” الشعرية.

 

وتحدثت ابنة الشاعر الراحل د. رحمة عفيفي مطر، عن “مطر” الإنسان، وعن علاقاته بزملائه والمقربين منه، قائلة: “كان إنسانا متفردا بمعنى الكلمة يجيد الاستماع إلى الآخرين، وعاش يحمل هم وطنه وعروبته”.

وأضافت: “أتذكره دائما إنسانا عظيما، ومحاربا شريفا ارتبط بالأرض وأحبها فأحبته”.

 

واختتم اللقاء بتكريم اسم الشاعر الراحل، بتقديم درع الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى أسرته في جو ساده الود والترحاب.

 

وقد شارك أدباء وشعراء المنوفية بإلقاء إبداعاتهم الشعرية والقصصية في إثراء الليلة محبة في إبداع الشاعر المحتفى به.

 

أقيم اللقاء بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية والإدارة العامة للثقافة العامة، بالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة المنوفية برئاسة أحمد فوزي.

 

ويهدف برنامج “عطر الأحباب” لإحياء ذكرى الراحلين من الأدباء والمثقفين، بتناول سيرتهم الذاتية وعطاءهم الأدبي.

عن farida fahmey

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *