google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

أدب البادية واستقبال شهر رمضان.. الشعر الشعبي البدوي نموذجا.

محمد جمال الدين 

تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت شعبة أدب البادية والتراث الشعبي برئاسة الشاعر أبو الفتوح البرعصي يوم الأحد 10 مارس 2024م ندوة بعنوان ” أدب البادية واستقبال شهر رمضان.. الشعر الشعبي البدوي نموذجا”، استضافت الندوة الكاتب والناقد الأدبي أ. د هاني إبراهيم السيسي، والقاص والصحفي عبد الستار حتيتة.

استهل أ. أبو الفتوح البرعصي حديثه مرحبا بالحضور وبالدكتور هاني السيسي صاحب الأبحاث المتميزة في مجال الشعر الشعبي، كما نوه عن تميز فترة وجوده في منطقة الجبل الأخضر في ليبيا والتي نتج عنها رسالته المميزة في الماجستير عن الشعر الشعبي في الشرق الليبي، وظهور التماس الثقافي بين ليبيا ومصر، وأكد البرعصي في حديثه أن الأماكن الحدودية في مصر ثرية وعندها ثراء ثقافي متنوع، وختم بقصيدة من الشعر الشعبي البدوي لعبد الكريم بوجديدة تتحدث عن جمال وروحانيات الشهر الكريم.

وتحدث د. هاني السيسي عن مجال الدراسات الشعبية ذاكرا أن الإنتاج الأدبي لكل ألوان الفنون القولية لا تتوسل باللغة الفصيحة؛ إنما تتوسل كل بيئة بلهجتها الخاصة، وذكر أنه يجب الإلمام بلهجة البيئة التي يدرس فيها، أو التي يتعامل معها سواء من خلال الشعر، أو أي لون من ألوان الأدب، وأضاف أنه يجب أن يتخصص الباحث في لون معين من الألوان الأدبية، ثم استفاض في الحديث عن الشعر الشعبي في بادية الجبل الأخضر في ليبيا، وذكر أنه قام بأبحاثه في كل من مصر و ليبيا وتشاد في مجال الشعر الشعبي، وتحدث عن ابن خلدون وبراعته في التفريق بين المتخصصين في النحو، وبين البلغاء، حيث إن أهل النحو يعرفون القواعد ويوردون الشواهد، أما البلغاء يكتسبون الملكة بالاتصال والمكابدة، وذكر وجهة نظر ابن خلدون عن البلاغة بأنه لادخل لحركات النحاة فيها، كما تحدث عن فصل ابن الأثير بين البلاغة وقواعد الإعراب، وأكد أن ابن خلدون وابن الأثير يرصدون الواقع؛ ولكنهما لم يريدا إجازة اللحن في اللغة الفصيحة، وقد أرادا أن يضعا خطا فاصلا بين وظيفة النحو والبلاغة. وذكر أن كل اللهجات العربية خرجت من عباءة اللغة الفصيحة، كما تحدث عن معجمه لألفاظ الشعر الشعبي في بادية الجبل الأخضر وقد ردها إلى جذورها في اللغة الفصيحة، وذكر أن كل البيئات المتعلمة وغير المتعلمة لديها ثقافتها ووعيها وسماتها الخاصة بها، وأن هذه البيئات كلها تأخذ بلهجات البدو والعوام ، وأوضح أن الشعر الشعبي هو الأصح، بعكس كلمة العوام؛ ففيها شيء من عدم الاحترام، كما ذكر مقولة لابن خلدون يذكر فيها أن العبقرية يخصصها الاطار الثقافي الموجود في البيئة، وذكر الدكتور هاني السيسي أن الأدب الشعبي يحتوي على فنون جميلة وممتعة، وبه العديد من الصور المدهشة، ثم تحدث عن موضوع اللحن وذكر أن اللهجة الشعبية في أي بيئة تتحلل من فكرة الإعراب، وقد وجد أن الشعر الشعبي في بادية الجبل الأخضر كثير منه على بعض البحور العربية، وبعض البحور غالبة على الوزن، كما وجد أن الشعر الشعبي صنو الشعر الرسمي، وفيه العديد من الخصائص والفنون منها :” البلاغة، وحسن التعبير، وإصابة المعنى”، وله عشاق كثر من الخاصة والعامة، وله جمهور كبير جدا قد يفوق جمهور الأدب الفصيح، وأكد أن الوعي الشفاهي ما زال موجودا في هذه البيئات، وذكر أن الرئيس القذافي كان قد شكل لجنة من الجامعة لجمع التراث الليبي، وذكر أن الشعر الشعبي سجل تاريخ كفاح الشعب الليبي، كما تحدث عن إنشاء معتقل البدو في العقيلة على يد الإيطاليين، وفي هذا المعتقل كتبت القصائد التي سجلت كفاح شعب ليبيا، وأكد أن الشعر الشعبي الليبي تحدث في كل الأغراض الشعرية، وفيه قصائد عالية القيمة، تحتوي على صور فنية بالغة التميز، كما أضاف أن الشعر الشعبي ديوان الناس الذين يسكنون في الجبل الأخضر، وهو يجري على ألسنتهم مجرى الكلام المقدس، ثم استفاض في شرح ألوان الشعر في البادية الليبية، وذكر بعض الألفاظ الخاصة بهم مثل لفظ علم والذي يرمز إلى الحبيب، ولفظ صوب ويقصد به السيرة أو الطريق، مثال ” صوب خليل” وهو علم من أعلام الغرام والهوى، ثم شرح باستفاضة الأغنية وبنت الأغنية الشتاوية؛ عبارة عن بيت واحد والبيت بمثابة قصيدة كاملة وذكر بعض الأمثلة، كما تحدث عن الكشك، والمجرودة، وشعر الطق، واستشهد بعدد كبير من الأمثلة لبيان الفروق الجوهرية بين ثلاثتهم، كما ذكر بعض النماذج من الشعر الشعبي الصوفي، وقرأ قصيدة القطار لحسين لحلافي والتي جسد فيها فكرة الوحدة الوطنية، كما تحدث عن موضوع الشعر النبطي وشهرته الواسعة في شبه الجزيرة العربية، في حين انتشر الشعر الشعبي في إفريقيا، كما تحدث عن الأحجية في الشعر الشعبي، وذكر بعض الأمثلة عليها، وختم حديثه بأنه أول من درس الشعر الشعبي في بيئة غير بيئته، وقد وجد فيه ثراءً كبيرا في مضامينه وموضوعاته وصوره.

وتحدث الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الليبي عبد الستار حتيتة عن بعض النقاط المهمة وهي : أهمية الفهم للتركيبة الثقافية البدوية، وكذلك فهم بعض المسميات والمصطلحات البدوية مثل كلمة الحوت التي تمثل في اللهجة البدوية السمك بشكل عام، تحدث عن حركة القبائل خلال مئات السنين، وعن وفود شعراء ليبيا إلى مطروح التي تعد عاصمة الشعر البدوي سواء في مصر أو ليبيا، وذكر أن حركة الشعراء منتشرة على نطاق واسع.

وفتح باب المداخلات ،وعبر الشاعر والناقد صالح شرف الدين عن إعجابه بالعرض الشائق والمفيد الذي قدمه الدكتور هاني السيسي، وأكد أن أدب البادية هو الأدب الذي موضوعه البادية وليس الأدب الذي يكتبه البدو، كما تحدث عن موضوع توطين البدو ووصف ذلك بالموضوع ذات الأهميةالكبرى.

كما تحدث الشاعر والإعلامي السيد حسن في مداخلته عن تنوع وتفرع الإبداع المصري؛ ولكن الروح المصرية هي التي تجعل من المتنوع سببا للثقافة، وذكر أن المفردات والممارسات حاضرة، وأن هناك غربلة عبر التاريخ، وأن التداخل الحضاري والثقافي والإنساني والعقدي حاضر بقوة، وأشار لوجود مفردات كثيرة أصلها فرعوني وأخرى أصلها قبطي موجودة في لغتنا المعاصرة.

وطالبت أ. مروة محمد أحمد الباحثة في المعهد العالي للنقد الفني بالمزيد من الفعاليات التي توفر المعلومات عن أدب البادية، كما عبرت أ. أحلام أبو نوارة في مداخلتها عن سعادتها برسالة الماجستير للدكتور هاني السيسي والتي عنيت بالأدب الشعبي في ليبيا، وأشارت للتنوع الثقافي في كل منطقة من المناطق العربية، كما أكدت أن الشعر النبطي أساسه في مصر، وفي مداخلة الشاعر عاطف الجندي رئيس شعبة شعر الفصحى أشاد بالدور الفاعل لشعبة أدب البادية والتراث الشعبي موجها الشكر للدكتور هاني السيسي على محاضرته القيمة، وختم أ. أبو الفتوح البرعصي الندوة مؤكدا أن لنوادي أدب البادية المنتشرة في ربوع محافظات مصر دورها الفاعل في ثراء حركة الشعر الشعبي وأننا نمتلك المواهب البدوية، ولدينا أسماء كبيرة من شعراء البادية غطوا في أشعارهم كافة الأغراض الشعرية، وهناك عدد من الدراسات رصدت ذلك،. وأشار للكتاب الأشهر في اللهجات للدكتور عبد العزيز مطر، وكذلك كتاب الدكتور صلاح الراوي عن الشعر الشعبي؛ مما يوحي بوجود حركة فاعلة للشعر الشعبي داخل البوادي المصرية.

عن farida fahmey

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *