google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

سر التحنيط عند المصريين القدماء

بقلم آية أحمد المتبولي

 

يعدّ الفراعنة المصريّون هم أوّل من عرفوا تحنيط الموتى.

يمكن تعريف تحنيط الموتى بأنّه حفظ جثثهم واستعمال المواد الكيميائيّة؛ لحفظ مظهر الإنسان وكأنّه حيّاً.

 

وتتم معالجة الجثث بمختلف أنواع المكونات التي يمكن أن تمنع تعفن الجثث أو إبطاء ذلك، فعلى سبيل المثال تم إعادة جسد الإسكندر الأكبر من بابل إلى مقدونيا في حافظة تمت تعبئتها بالعسل، كما قام بضعة من العطارين بوضع عدد من التوابل والأعشاب التي تقوم بوظيفة التحنيط، وتقلل من الرائحة العفنة للجثث، وارتبط مفهوم التحنيط سابقًا بالمومياء المصرية.

 

المواد الكميائية المستخدمة في التحنيط:

 

المواد الحافظة: تقوم هذه المواد الكميائية بعدم السماح للجسم بأن يكون وسيطًا لنمو أنواع البكتيريا المختلفة، كما يتم إيقاف إفراز الهرمونات والأنزيمات بشكل كامل، وتتكون هذه المواد الحافظة من مزيج من الفورمالديهايد، والجلوتارالدهيد والفينول.

 

المطهرات: وتقوم هذه المواد الكميائية بقتل جميع البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة المتواجدة داخل الجسم، ومن هذه المواد ما يعرف بمركبات الأمونيوم الرباعية.

 

العوامل المعدلة: وهي المرطبات مثل الجليسرين والأملاح غير العضوية، بالإضافة إلى المحاليل التي تعادل توازن درجة الحموضة وثباته القاعدي، مثل البوراكس، الصوديوم، الفوسفات والسترات، كما تتم إضافة موانع تخثر الدم.

 

بدأت أول محاولات التحنيط منذ الأسرة الأولى واستمرت طوال العصور المصرية القديمة فقد تم العثور في مقابر نقادة وابيدوس ونجع الدير التي ترجع الى عصر الأسرة الأولى على أذرع آدمية عليها أساور وملفوفة بلفائف كتانية. ومن اقدم المومياوات الكامله التي تم العثور عليها، مومياء لسيدة ترجع الى عصر الاسرة الثالثة كانت تبلغ من العمر وقت الوفاه حوالى 35 عاما وجدت داخل تابوت خشبی ملفوفة بالعديد من اللفائف الكتانية وقد عثر على بقايا من ملح النطرون فوق الجسد للحفاظ عليه من التآكل.

 

في العصر الحديث اختلفت طرق تحنيط الجثث بشكل كبير، حيث يبدأ المختصون بوضع الجسم في وضعية النوم مع مقابلة الوجه للأعلى، ثم يتم تغسيل الميت وتعقيم فجوات الجسم؛ كالأنف والفم باستخدام مطهر قوي ومخَفف بالماء، يتبع ذلك ترطيبٌ للشفتين والجفون؛ للحفاظ على المظهر الطبيعي بقدر الإمكان، ثم يتم القيام بالحقن الشرياني الذي يجفف جميع السوائل المتواجدة في تجاويف الجسم جميعها؛ كالأوعية الدموية، كما يحتوي سائل الحقن الشرياني على الفورمالديهايد، والماء والمواد الكميائية الأخرى، ويرافق هذه العملية استخدام جهاز خاص للتخلص من الدم ومنع انتفاخ الأوعية الدموية، كما يقوم هذا الجهاز بضخ محتويات الحقنة إلى جميع أنحاء الجسم، ثم عند الانتهاء من هذه العملية يتم تصفيف الشعر وقص الأظافر وترتيب المظهر العام للميت ثم وضعه في نعشه.

 

حرّم ديننا الإسلامي الحنيف تحنيط الموتى، وذلك احتراماً لهم ولجثثهم، ووردت بعض الآيات والأحاديث الّتي تبيّن في معناها ومضمونها أنّ للميّت حرمة ويجب ألّا نتجاوزها أو أن نتعرّض إلى جثّته؛ وهذا يدلّ على عظمة ديننا الإسلاميّ وتكريمه للإنسان حيّاً أو ميّتاً، ومن هذه الأدلّة:

 

قال الله تعالى: (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثيرٍ من خلقه تفضيلا).

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *