google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

كبار السن بركة حياتنا

لحظة صمت بقلم فاطمة السيد 

 

مع كبر السن يبدء نشاط الأنسان يقلّ ويغلب على أجساد كبار السن الضعف والوهن ويعتبرون أنفسهم غير منتجين بعد أن كانوا مصدراً للعطاء وقد يظنّون بأنّهم أصبحوا عبء علي أسرهم فالعديد منهم يفقد القدرة على الحركة ،أو تُصبح حركته محدودة، أويعتمد البعض على الآخرين في تلبية احتياجاتهم ،كما يعاني البعض من مشكلات جسدية ،عقلية ونفسية نتيجة لآثار المشكلات والضغوط التي تراكمت علي مدي حياتهم تتطلب رعاية طبية طويلة الأجل، ولا يجدون الرعاية التي يحتاجون إليها فيجب علينا مساعدة كبار السن، خاصة عند ظهور مشكلات نفسية حيث إنهم غالبًا ما يترددون في طلب المساعدة

وكل هذه الأمور تنعكس سلباً على صحتهم وحالتهم النفسيّة، وتبدأ مرحلة القلق والتفكير في المستقبل وما يخبئه لهم وعلينا إثبات عكس ما يعتقدون من خلال التقرّب منهم وعمل أشياء يحبونها

 

  تبدء سعادتهم عندما يجدون الأبناء والأصدقاء والأقارب بجانبهم يسألون عليهم ويهتمون بهم فكبار السن لديهم الكثير من أوقات الفراغ يحتاجون فيها إلي من يستمع لحديثهم ، ويأنس لكلامهم ، ويبدو سعيداً بوجودهم،يحتاجون إلى بسمةٍ في وجوههم ، وكلمةٍ جميلة تطرق آذانهم ، ويداً حانية تطبطب عليهم ،فمنهم من يضحكون ولا يفرحون ، يوارون دمعتهم تحت بسمتهم يؤلمهم بُعد ابناءهم عنهم وانصرافُهم من جوارهم ،ويؤلمهم أنهم لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا من قبل 

 

 

لكن الكثير من الأبناء بعد كبر أحد والديهم يبدءون بالنفور منهم ونكران كل التضحيات التي قاموا بها في حياتهم من أجلهم حتى وصلوا إلى ما هم عليه، ومع ازدياد ضغوطات الحياة، وانشغال الناس فلم يعدّ الأبناء متفرّغون لرعاية أهاليهم ،أوبناء علي طلب من زوج الأبنه أو زوجه الأبن يجبروهم على مغادرة منازلهم الدافئة والذهاب إلي دار المسنين المكان الوحيد الذي يعتقدون أنهم بذلك يتخلصون فيه من أعباءهم التي تكبل كاهل شركاء حياتهم رغم أن الحاق المُسنّ بدار رعاية قد يُلحق بهم الأذى النفسيّ ومع الوقت يتحول لأذي بدني لشعورهم بأنّ أبناءهم تخلّوا عنهم ونبذتهم الحياة

 

بعض كبار السن يصبحون غير قادرين على التكيف مع وضعهم الجديد ويشعرون باليأس من الحياة، أو بالوحدة والانعزال وقد تتطوّر حالتهم إلى الاكتئاب، وأحياناً يحدث لهم انفصام عقلي لصعوبة الاندماج بالواقع

  

 

وعادة ما يصاب كبار السن بالنسيان وضعف الذاكرة فتجده يتحدّث إليك بنفس الموضوع مرات عديدة أو أن يقاطعك أثناء حديثك، فعليك التزام الهدوء وعدم الشعور بالضيق منهم، بل أعطهم فرصة للحديث والتكّلم عما بداخلهم فهم يرغبون بالفضفضة والحديث عن مشاكلهم

 

ويجب علينا تخصيص وقت كل يوم للجلوس معهم والاستماع إليهم ومعرفة ما يضايقهم ومحاولة إيجاد حلولاً لهم تساعدهم في التخلّص ممّا يزعجهم فهذا يجعلهم يشعرون بالسعادة وأنّهم مهمّون بالنسبة لنا

 

الأخذ بمشورتهم ونصائحهم في بعض أمور الحياة ذلك يشعرهم بأنّ أهمّيّتهم ومكانتهم ما زالت موجودة بين أفراد العائلة 

 

الإبتسامة في وجوههم وتقديم الشكر لهم دائماً على ما فعلوه من أجلنا .

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *