google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

زعيم المسرح الفكاهي الفنان نجيب الريحاني وحكايات من زمن فات

كتب- محمد السمان:

نجيب الريحاني هو ممثل كوميدي معروف بلقب “كشكش بيه”، وهو أحد أشهر ممثلي المسرح والسينما في القرن العشرين في الوطن العربي عموماً ومصر خصوصاً

نجيب إلياس الريحاني هو فنان كوميدي لقب بـ “زعيم المسرح الفكاهي”، حيث ظهرت موهبته في عمر صغير، لكن نجاحه أتى بعد الكثير من المعاناة. وكان ملما بالأعمال الأدبية للكثير من الأدباء العرب والفرنسيين، كما يرجع له الفضل في تطوير المسرح والفن الكوميدي العربي بأفكاره واسكتشاته المبتكرة آنذاك، كانت أعماله الأولى تقليدا لأعمال الغربية لكنها أصبحت فيما بعد انعكاسا للحياة والواقع في مصر بطريقة ساخرة وكوميدية.

تعاون مع ممثلين عدة سلكوا طريق الكوميديا لمحاكاة الواقع سواء في المسرح أو السينما، وكان له أسلوب تمثيلي مميز تأثر به الكثيرون. وتمكن نجيب من تحقيق النجاح وبقى مثابرا حتى أواخر أيامه. توفي بمرض التيفوئيد عندما كان يمثل آخر مشاهد فيلم “غزل البنات”، بالتالي لم يستطع إكمال آخر عمل له.

نشرت مذكراته التي بدأ بكتابتها عام 1946 بعد عشرة أعوام من وفاته، مسببة جدلا كبيرا كونها تعرضت للتزوير وإعادة النشر إلى أن قام أحد مؤرخي تاريخ المسرح المصري بنشر جزء من المذكرات الحقيقية وفق أقواله.

ولد الريحاني في القاهرة، مصر، في يناير من عام 1889، أمه مصرية و والده عراقي وكان الأوسط بين أخوته الثلاث. حياتهم كانت ميسورة للغاية، لذا تلقوا تعليمهم في أرقى مدارس القاهرة.

التحق نجيب بمدرسة الفيير الفرنسية وكان منكباً على الدراسة قاضياً الكثير من الساعات في مطالعة الأدب الفرنسي والعربي وكان طليقاً بهما إلقاء وكتابة، وتأثر بأدب الفرنسي الساخر موليير وترجم له معظم أعماله.

لاحظ موهبته الشيخ بحر أستاذ اللغة العربية فعمد إلى اختياره رئيسا لفريق التمثيل، حيث كان يعود إلى غرفته يتدرب على أدواره بأصوات عالية ولساعات طويلة، ولطالما تعرض للتأنيب من قبل أمه بسبب ذلك.

توفى والد نجيب بعد حصوله على الشهادة الثانوية في السادسة عشر، فلم يكمل دراسته واضطر للعمل لمساعدة أسرته في البنك الزراعي في القاهرة، لأن والده ترك ثروته بالكامل لابنة أخته اليتيمة.

تزوج الريحاني من الراقصة الإستعراضية اللبنانية “بديعة مصابني” بعد قصة حب بينهما عام 1924، وكانا ثنائيا قويا على الصعيد الفني، لكن بعد زمن وكثير من المشاكل قررا الطلاق علما أنهما تبنيا طفلة معا “جولييت”، حاول نجيب بشتى الطرق الحؤول دون الطلاق لكن بدون جدوى. تزوج بعدها بفترة الاستعراضية الألمانية “لوسي دي فرناي” وأنجب منها فتاة تدعي “جينا” لكن بسبب القوانين الألمانية التي تمنع زواج الألماني لأي جنسية أخرى (في تلك الحقبة) سجلت الوثائق زوجته لرجل ألماني آخر. قبل وفاته قام ببناء قصر كبير تبرع به كمأوى للفنانين المتقاعدين الذين يعانون كثيرا بعد الشيخوخة وخاصة لعدم وجود أي معاشات أو خدمات تأمين صحي. أما من حيث ديانة نجيب الريحاني ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسيحية من السريان الكاثوليك

توفي الريحاني في 8 يونيو عام 1949، بسبب مرض التيفوئيد، الذي دمر قلبه ورئتيه، وذلك أثناء تصويره لآخر مشاهد فيلم “غزل البنات” الذي عرض بعد شهر من وفاته.

عندما كان نجيب على فراش الموت رثا نفسه قائلا “مات نجيب. مات الرَّجُل الذي اشتكى منهُ طوب الأرض وطوب السَّماء إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يُعجبه العجب ولا الصيام في رجب… مات الرَّجُل الذي لا يعرفُ إلَّا الصراحه في زمن النفاق.. ولم يعرف إلَّا البحبوحة في زمن البُخل والشُّح.. مات الريحاني في 60 ألف سلامة”.

شكلت وفاته صدمة للكثيرين وخاصة عندما علم أنه بسبب خطأ طبي واشترك الآلاف في تشييع جنازته، ورثاه الملك فاروق الأول وعميد الأدب العربي الدكتور طٰه حسين

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *