google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

عمر الجيزاوى المنولوجيست الذي طاف العالم بالجلابية والعمامة والعصا و كان يا ما كان

كتب -محمد السمان

يعد الفنان الراحل عمر الجيزاوي أحد أشهر الفنانين اللذين قدموا فن «المونولوج»، عمر الجيزاوي طاف بلدان العالم بفرقته والجلابية والعمامة والعصا، مغنيًا أشهر أغانية « معانا الفكك والفكوك، ياحلوة ضمي الغلة، اتفضل جهوة، سالمة ياسلامة، الحنة الحجازي، وغيرها من الأغاني التي تركت أثر جميل في قلوب كل سمعها».

 

عمر الجيزاوي صاحب الضحكة والابتسامة، على الشاشة، لم تكن حياته بمثل هذه البساطة، فتزوج أكثر من 10 مرات، ومات بسبب شادية، وعاد للحياة في المشرحة!!.

 

رغم مسيرته الحافلة وعطاءه الكبير في عالم الغناء والفكاهة إلا أن المنولوجست الراحل عمر الجيزاوي صاحب الأغنية الشهيرة “اتفضل قهوة” لم يأخذ حقه في التكريم حيا أو ميتا أسوة بغيره، مسيرته الطويلة مليئة بالأسرار التي لا يعرفها الكثيرون عنه، فلماذا اتهم بالشيوعية؟ ولماذا لقب نفسه بشارلي شابلن العرب؟.

 

عمر الجيزاوي ولد في يوم 24 ديسمبر عام 1917 في حارة “درب الروم” بالجيزة، وكان والده يعمل في مهنة “المعمار” وتربى وسط هذا المناخ واحترف الغناء في أفراح الجيزة والضواحي المجاورة، حتي نهاية عام 1935 وبعدما كبر عمل في شارع الهرم وقد اكتشفه الفنان الراحل علي الكسار وقدمه للناس.

 

الجيزاوي عمل في الملاهي الليلية وقال عن ذلك: “لم يؤثر ما بداخلها من أفعال منافية للآداب علي أخلاقياتي، مستقيم ولله الحمد فبعد انتهائي من العمل علي البيت مباشرة ..”. عمر الجيزاوي تخصص في تقديم اللون الصعيدي من الغناء، وفي عام 1948 بدأ العمل في السينما حيث قام ببطولة فيلم “خضرة والسندباد القبلي” مع درية أحمد والدة الفنانة سهير رمزي بعدها عمل في أكثر من مائة فيلم كان آخرها “فالح ومحتاس” عام 1955.

 

هذا إلى جانب الفرقة الاستعراضية التي كونها وكان يعمل بها طوال الموسم علي مسرح الأزبكية في الشتاء وفي الصيف علي مسارح الإسكندرية في حديث له قال الجيزاوي: “كنت أسخر بالمونولوج من أفعال الملك فاروق لدرجة أنهم وضعوا أسمي في كشوفات البوليس السياسي علي أنني “شيوعي”.

 

الجيزاوي تابع: “هددوني بعدها بقولهم لن تجد عملاَ بعد الآن وسيفتش البوليس بيتك كل يوم وربما تدخل السجن بحجة أو بأخري سنلفقها لك” وهناك حل إذا قبلته تركناك، لابد أن تشيد في أغانيك بالملك وكل أفراد الأسرة، وهو ما رفضته بالثلاثة، الأمر الذي جعلني أغلق الباب علي نفسي مقرراَ الاعتزال حتي قامت الثورة عام 1952”.

 

الفنان الراحل قال: “أنا أعتنق حكمة فيلسوف اسمه “برجسون” كما تعلمتها من المثقفين الذين أجلس وسطهم يقول فيها بأن “الضحك لابد أن يمتزج بالفلسفة .. لابد وأن تكون له حكمة وغاية”.. مونولوجاتي لا تقل في مستواها عن مسرحيات “برناردشو” كما نبهني إلى ذلك – عبد الرحمن الخميسي – وإذا كان خلف مسرحيات “برناردشو” علم اجتماعي مدروس ستجد شيئاَ ذا قيمة في كل ما أقدمه أيضاَ”.

الجيزاوي زار خلال مشواره الفني العديد من الدول الأوروبية من ضمنها فرنسا حيث قدم علي مسارحها الكثير من أعماله وبقول عن ذلك: “تستطيع أن تطلق علي لقب “شارلي شابلن العرب”.. صورتي طبعوها هناك في الخارج علي علب الكبريت وتزوجت “خواجاية” من هناك.. بنت حلوة كانت تجئ إلى المسرح كل يوم لرؤيتي”.

 

كان الفنان الراحل عمر الجيزاوي، متعدد الزيجات، حيث تزوج أكثر من 10 مرات، وانجب 4 بنات، ثم 3 أولاد، ثم تزوج من الراقصة اللبنانية أنوار حسين، وأنجب منها ولد، وتركه يعيش في لبنان مع والدته، ولا تعرف العائلة عنهما شيئًا، ثم تزوج بعد ذلك 7 مرات، لم ينجب خلالهما أي أبناء، حيث تزوج من معجباته في مختلف الدول التي كان يزور

 

عمر الجيزاوي عاد للحياة أثناء التشريح

 

في أحد الأيام، بيما كان يستقل الفنان الراحل عمر الجيزاوي، سيارة أجرى، أختلت عجلة القيادة في يد السائق، وسقطت في الترعة، وقبل سقوطها قفز السائق منها، لكن الجيزاوي ظل داخلها، وغرقت السيارة في الأعماق وهو داخلها.

 

اعتقد الجميع في ذلك الوقت انه لقى مصرعه، نتيجة هذا الحادث، وأثناء تشريح الجثة في المشرحة، وجدوا ينتفس جالسًا، ويردد: هذه قدرة الله، الأمر الذي أصاب طبيب التشريح بالذهول.

 

خاض الفنان عمر الجيزاوي، معركة شرسة لإثبات احقيته في تلك الأغنية، وتقديم ما يُثبت صحة كلامه، وانتهت الأزمة وقتها بتسجيل الاغنية سواء اللحن او الكلمات مناصفة بين الشاكي والمشكو في حقه، فيما يخص حقوق الأداء العلني.

 

تسببت تلك المعركة الخاسرة التي خاضها عمر الجيزاوي، في إصابته بجلطة في القب، بسبب الحزن والاكتئاب الشديد على ضياع حقه، لتكون سبب في رحيله عن عالمنًا في 22 أبريل عام 1983م.

 

في أواخر أيامه أصيب الجيزاوي بحالة اكتئاب وعدم رضا بسبب تجاهل تكريمه أسوة بغيره من الفنانين حتى توفي في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 1983.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *