google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

مسجد الأقمر

كتب – مصطفى قطب 

مسجد الأقمر .. مسجد صغير في شارع المعز بتاع الأكابر .. مولانا الخليفة الآمر بأحكام الله أمر وزيره المأمون البطائحي انه يبنيه في المكان ده.. فبناه زى ما امره سيده.. مسجد مميز علشان واجهته الهندسية.. ومميز علشان حجارته البيضاء اللى في لون القمر علشان كده سموه مسجد الأقمر.. ومميز كمان علشان الميضأة بتاعته.. مكان الوضوء يعنى.

 

” الميضأة ”

الميضأة دي عمرها من عمر القاهرة حرفيا.. بيحكي عمنا المقريزي في خططه اللى مش بتخلص ان القائد جوهر الصقلي “الحلواني” لما دخل مصر.. في اول يوم قرر انه يبنى قصر الخلافة.. قصر الحكم المميز الكبير علشان خاطر مولانا الخليفة المعز لدين الله يعش فيه ويحكم منه.. القصر اللى كان واحد من ابوابه مصنوع من الذهب الخالص.. عمنا جوهر وهو بيفحت علشان يعمل أساس القصر.. قام خبط في دير قديم اوى كان معمول حوالين بئر.. يبدو ان مع الزمن والوقت الدير خرب وأهمل ومحدش بقي عارف ايه حدوتة البئر ده.. يمكن علشان كده جوهر وهو بيفحت مخدش باله من مكان الدير الا لما خبط في البئر.

 

البئر ده يبقي اسمه بئر العظام.. او بئر العظمة زى ما كان المصريين بيسموه.

 

عارفين جواه ايه بير العظام ده؟

 

المسيحيين بيقولوا ان البير ده مدفون فيه عظام حواريي المسيح عليه السلام.. تلاميذ القديس بطرس وشهداء تانيين من عصر الاضطهاد الروماني وعصور الاضطهاد المختلفة بعد كده.. طبيعي جدا ان المكان يبقي مقدس بعظام الشهداء.. علشان كده اتعمل حواليه دير كامل كان نصيبة الهدم لما جوهر حب يبنى قصر الخلافة.. اول مباني قاهرة المعز.

طيب والعضم اللى كن في الدير ودوه فين؟

 

جوهر مكانش مفتري.. علشان يصالح الجماعة المسيحيين ويبشرهم بعصر حريات.. بنالهم دير كبير في شرق القاهرة.. منطقة بحري وهواها جاف ومعزولة تماما.. سموه دير الخندق.. وتم نقل كل محتويات دير العظام الى دير الخندق.

طيب دير الخندق حصلله ايه؟

 

المنصور سيف الدين قلاوون لما اتسلطن على مصر سنة 678هــ. هدم دير الخندق وبنى مكانه كنيستين كبار..

واحده منهم كانت شمال موقع دير الخندق.. دارت بيها الأيام وبقي اسمها دير الملاك البحري الموجود حاليا في أجمل مناطق القاهرة.. منطقتي.. حدائق القبة.. والتانية اتبنت مكان الدير الأصلي.. تحديدا مكان قرافة الأقباط اللى كانت موجودة في شارع الملكة نازلي من ناحية الدمرداش..

عارفين شارع الملكة نازلي بقي اسمه ايه دلوقتى؟ ” شارع رمسيس ”

 

طيب وهو شارع رمسيس في كنايس كبيره او اديره لحد دلوقتى؟

 

اه.. عارفين الكنيسة التانية اللى اتبنت مكان دير الخندق في شارع الملكة نازلي “سابقا” بقي اسمها ايه دلوقتى؟

الكاتدرائية المرقسية الموجود في العباسية.. جمب كلية طب عين شمس علطول..

الله!!!

 

يعنى عظام شهداء المسيحية اللى كانت موجودة في بير العظام اللى كان موجود في شارع المعز.. موجودين هناك؟

اه حضرتك.. وموجود فيها كمان مدفن الوزير بطرس نيروز غالى.. عميد العائلة البطرسيه في مصر.. المتوفى اغتيالا سنة 1910م. مدفون في حتة قبر تحفه فنية بكل المقاييس.. مبنى على الطراز الإيطالي وممنوع عنه الزيارة.. حاولت اجيب واسطة “صديقه مسيحية” علشان ندخل هناك ونصوره.. الرهبان طردوها قبلي.. حاولت اصور المكان حتى من بره.. الظابط المسئول عن الحراسة كان هيلبسني قضية تكدير الصفو العام وتهديد السلم الاجتماعي زى الواد محروس بتاع الوزير كده.

 

يا دين النبى.. انا دماغي لفت.. يا عم خلينا في شارع المعز.. احنا ايه اللى جابنا العباسية !!

حاضر حاضر..

 

القائد جوهر لما هدم دير العظام بنى مكانه السور الغربي لقصر الخلافة الفاطمية.. وفى زاوية التقاء السور الغربي بالسور البحري.. بنى زاوية للصلاة.

 

راحت أيام الفاطميين وجت أيام الايوبيين.. اليهود كانوا من أصحاب الحظوة في أيام بيت أيوب.. واحد يهودي اسمه موسي بن عمران اشترى حتة أرض من الأراضي اللى فضلت بعد ما اتهدم قصر الحكم الفاطمي.. حتة أرض صغيرة جمب المسجد اللى بناه جوهر علطول.. وعمل فيها معبد يهودي سماه معبد موسى بن عمران.

وبعدين؟؟

 

راحت أيام الايوبيين وجت أيام المماليك.. الظاهر بيبرس كان كل ما يتزنق في فلوس.. يلم من المسيحيين واليهود أولا.. كانت ايده تقيله عليهم شويه.. من ضمن الحاجات اللى الظاهر بيبرس استولي عليها من اليهود.. كان معبد موسي بن عمران.. المصريين بيقولوا ان في سنة من السنين حاج مصري وقع منه طاسه مكتوب عليها اسمه في بئر زمزم.. وظهرت تانى يوم في مكان معبد موسي.. لا سحر ولا شعوذه.

 

تروح الأيام والسنين والناس داخله خارجه على مسجد القائد جوهر.. اذ فجأة يلاقوه زلطه جوا المسجد مكتوب عليها “هذا معبد موسي بن عمران”.. طبعا اليهود معدوش المعجزة دى بلوشي.. راحوا عاملين هاله كبيره ومعجزات وحواديت حوالين الحجر ده.. قدسوه وبقوا يعطروه بالزعفران.. وبقي اسم المسجد.. مسجد معبد موسي بن عمران.. والمنطقة كلها بقي اسمها الركن المخلق.. من تخليق الحجر “تعطيره يعني” بالزعفران.

 

لو حبيت تصلى في مسجد الأقمر في يوم.. لازم هتتوضي الأول.. وانت داخل الميضاه بتاعة مسجد الأقمر أبقي بص قصادها علطول على البيت رقم 11 في حارة التمبكشيه.. اهو البيت ده اتبني فوق مسجد معبد موسي اللى هو اتبنى فوق معبد موسى بن عمران اللى هو اتبنى فوق السور الغربي للقاهرة اللى هو اتبنى فوق بير العظام بتاع شهداء المسيحية.. اللى كانوا بيرغموهم أيام الحاكم بأمر الله انهم يلبسوا صلبان حديد تقيله اوى.. من تقل وزنها عملت حز ازرق في عظام رقابيهم.. علشان كده بقي اسم المسيحيين في مصر.. عظمه زرقاء.

 

وافتكر وقتها ان انت واقف في مكان عمره اكتر من ألف سنه افتكر وعيط على حاله حاليا. !

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *