google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

فضل الأم والأب وعطائهم بلا حدود

 

 

كتبت- وفاء العش

 

حب الأم والأب عطاؤهم لا يوازيه عطاء، وتضحياتهم تعجز الألسنة عن عدّها، خيرهم يفوق خير سنابل العالم كلها، هما الأم والأب، خير الأهل وأنقى القلوب وأصدق الناس، يحبون أولادهم وحبهم لا مثيل له، لأنه الحب الصافي الصادق، حب ينبع من القلب ليصب في القلب، فيكون عذبًا كالماء الصفصاف الرقراق يخلب الألباب ويسحر العقول، إن حب الأم والأب تنحني له القامات، وتشعر بالخجل أمامه وأمام نقائه. تُزرع المحبة للأولاد في قلب الأم والأب من اللحظة الأولى التي يلد فيها المولود، أو حتى منذ وجوده في أحشاء الأم، تبدأ هذه العلاقة العاطفية التي حيرت العالم بغرس البذور الأولى، وتنمو ثمارها وتُسقى بماء العين ومداد القلب ونور الجوارح، ودعاء وتوسّل للأولاد ودوام سعادتهم وراحتهم، فكيف لهذه البذور من المحبة ألا تنمو وتطاول فروعها عنان السماء وقد غُرست في أنبل تربة وأرقى تراب، وهو قلب الأم والأب؟ هو الحب السرمد الأبدي لا ينتهي ولا يقل، إنما يكبر ويزداد، حب فيه عطاء وتضحية، فيه إخلاص وصدق، هو واسطة العقد في العائلة، هو الذي يجمع العائلة ويمتّن أواصراها، ويزيد من قوتها، فيكون كل ولد من الأولاد مفعمًا بالحب والعاطفة، فلا يبحث في العالم الخارجي عمّن يُشبع عنده هذه العاطفة المهمة، وأجمِل بأمّ وأب يجودان على أولادهما كل يوم بأسمى عبارات الحب والشوق والعواطف الجميلة والمدح المحبب اللطيف! إنّ كلمة حب واحدة تخرج من بين شفتي الأب أو الأم تساوي عند الابن كلّ مفردات الحب ومرادفاتها ومعانيها المجموعة في كتب اللغة ومعاجمها، وتعدل آلافًا مؤلّفة من الكلمات الجميلة التي قد يسمعها الابن أو الابنة من أشخاص كثر غير الأم والأب، وذلك لأن هذه الكلمة تكون صادقة بعيدة عن أي غايات شخصية، وتشعر الأبناء بالطمأنينة والراحة النفسية والاستقرار العاطفي، فطوبى لمن ربّى أولاده بالحب والكلام اللطيف. الكلمة الطيبة من وصايا الدين الإسلامي للمسلمين، والمحبة ينبغي أن يُعبّر عنها الإنسان بكلام طيب راقٍ، فما أجمل أن يكون الحب هو المعجم اللغوي والقاموس اليومي للعائلة! وعندها سيتبعه كل القيم والأخلاق النبيلة بين أفراد العائلة، مثل التسامح والعفو والتعاون والاحترام، وهذا كله بسبب الحب، والخطوة الأولى لهذا الحب تبدأ من الأهل، فعندما ينشأ الطفل منذ نعومة أظفاره على كلام فيه حب وود ولطف، لا بد أنه سيتأثر به. عندما يكبر سيكون له الطريقة نفسها بالتعامل مع الأهل والأخوة، إضافة إلى أنه سيكون قادرًا على التمييز بين الحب الصادق الخالص من أي غايات، وبين الحب الذي يُراد منه مصالح شخصية، وذلك لأنه نشأ على حب الأم والأب، وحنان الأم والأب، وهما حب وحنان لا تشوبهما شائبة، ولا تعكر صفوهما ذرة من مصلحة أو غاية أخرى، هو فقط حب لأجل الحب والسعادة والراحة. دور الأم والأب في حياتنا الأهل هم الجنود المجهولون وراء نجاحات الأبناء، وهم الذين يمدّون يد الدعاء للأولاد لتكون رفيقة دروبهم في كل خطوة من خطوات الحياة، وهذا كله لأنهم يبنون كل آمالهم وطموحاتهم على فلذات أكبادهم، يفخرون بهم، يباهون بهم الكون كله، يشعرون بالسعادة لنجاحهم، يقفون إلى جانبهم في عثراتهم، يشدون من عضدهم عندما يغرقون في غياهب اليأس والخوف والتردد، يمنحونهم الثقة بأنفسهم وقدراتهم. إنّ دور الأم والأب في حياتنا كبير عظيم، فالأب هو الذي يخرج من طلوع الشمس إلى غروبها يعمل ويكدح ويتعب ويتحمل مشاق الحياة ومصاعبها، وكله سعادة واطمئنان رغم كل تعبه، لأنه يعمل لهدف سامٍ نبيل وهو تنشئة أولاده وتأمين طعامهم الذي ستكبر به أجسادهم ويصبحون قادرين على مواجهة الحياة، يسعى ليل نهار، لا يوفر أي فرصة عمل كي يكون أولاده الأفضل، وكي يحضر لهم أفضل الطعام. أخلِق بآباء حرموا أنفسهم أحلى ملذات الحياة وأشهى طيباتها ليضعوا طعامًا لذيذًا وشرابًا مستساغًا في فم أولادهم، ويرون بسمة تملأ وجوههم، فيشعرون كأنّ النور كله والضوء كله يشع من هذه الوجوه البريئة! وما أعظمها من أمّ تلك التي تحاول أن تعمل عملًا يساعد زوجها في تأمين حياة كريمة للأولاد، وتكون قادرة على التوفيق بين عملها وبين تربية أولادها! فوالله إنه لتُرفَع القبعة للأب والأم المعطائين. كثيرًا ما يسعى الأب والأم أن يكون أولادهما أفضل الأولاد، وإن كانت حالتهم المادية صعبة، إلا أنهم دائمًا ما يعملون أن يقدموا لأولادهم كل ما يحتاجونه، ومن ذلك الاهتمام بملابس الأولاد، وشراء أفضل الملابس ليفتخر الأولاد بما يرتدونه، ولا يشعرون أنهم أقل من غيرهم أو أدنى مرتبة، إذ إنّه من الصعب بمكان أن يفهم الطفل الصغير أن الإنسان لا تعطيه الثياب قيمة، فالطفل يحب الملابس الجديدة التي يتباهى بها بين الأصدقاء. هنا يأتي دور الأم والأب في التوعية بهذا الأمر، فلا بد من زرع قيم أخلاقية حول هذا الأمر، مثل الابتعاد عن الإسراف والتبذير، إضافة إلى تقدير ظروف الآخرين وعدم الغرور بما لدى الطفل، وعندها ستكون تربية الأم والأب للأولاد تربية أخلاقية تُسقى بالحب والعطاء، وما أجمله من طفل قلبه مملوء بالحب الأبويّ الصادق، وعقله منير مشرق بقيم وأخلاق ومبادئ، وحياته تسير بخطى ثابتة واثقة. من المهم أيضًا أن يكون للأهل دور في تنزّه الأولاد والخروج معهم في أيام العطل في نزهات ورحلات ترفيهية، فهذا أولًا يشحذ الهمم، ويعيد النشاط، ثانيًا يزيد من معارف الأولاد وخبراتهم واطلاعهم على معالم الحياة الخارجية، فلا يستغربون من أي شيء يرونه في المستقبل، ويكونون قادرين على معرفة الجيد من الرديء في كل شيء، إذ إنّ الأولاد عندما يخرجون مع الأهل سيسألون الأب والأم عن كثير من الأمور، وعندها ستُبنى لديهم معارف عن الحياة الخارجية. واجبنا نحو الأم والأب إنّ كل ما يقدمه الأهل للأولاد هو عطاء لا يُراد منه أي مقابل، وفرحتهم الحقيقية تكون عندما يرون الأولاد قد كبروا ونشؤوا نشأة صحيحة سليمة، وصاروا شبابًا يفتخرون بهم .

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *