المحطة جريدة إليكترونية شاملة
كتبت- شيماء رمضان
«أنا عندي كبت»، بهذه العبارة برر سمسار العقارات المتهم بالتحرش بطفل أقل من 10 أعوام، ومرتكب الفعل الفاضح داخل قطار «الجيزة – أسوان»، فِعلته في محضر الشرطة، بعد إلقاء القبض عليه من خلال فحص مقطع الفيديو الذي صوَّره أحد الركاب داخل نفس العربة، وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمطالبات بمحاسبته، مضيفًا أنه لم يكن يعلم بأن أحد الركاب يصوره.
«البيدوفيليا» مرض نفسي يعاني منه المتهم
ويوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، التحليل النفسي لشخصية مرتكب الفعل الفاضح في قطار الصعيد، قائلا إنه يعاني من هوس العشق والجنس بالأطفال «البيدوفيليا»، وهو عبارة عن نمط وميل جنسي غير مرغوب، وضمن أشكال الشذوذ الجنسي لدى البعض، لافتا إلى أنه يكون على شكل اضطراب وخلل نفسي شديد، قد يؤدي لارتكاب جرائم، حيث لا يكتفي المصاب به بممارسة الجنس مع الأطفال، وإنما قد يرتكب جريمة قتل لإخفاء جريمته.
هندي: مريض «البيدوفيليا» قد يقتل لإخفاء جريمته
وأضاف «هندي» في حديثه مع «الوطن»، أنه غالبا ما تحدث «البيدوفيليا» بين الأقارب والمقربين، لسهولة استهداف الضحية منهم، والتودد لها، ومعرفة جميع طباعها، وطرق التأثير عليها، وتهديدها لمنع التحدث بما حدث لها، أو ارتكاب جرائم قد تصل للقتل لإخفاء أثر الفعل، وهي حالات منتشرة أكثر بين الرجال، ومن يمتلكون سلطة على الأطفال بطبيعة عملهم أو هكذا.
صفات مريض «البيدوفيليا»
وأوضح أن صاحب «البيدوفيليا» هو شخصية سيكوباتية، لديها سلوك مضاد للمجتمع، وحقد طبقي، والشعور بالنقص، خاصة تجاه الأشخاص الأكثر تميزًا منه، ولا يظهر سلوكياته السلبية تجاه الآخرين، ويظهر كأنه شخص لطيف متعاون: «يقتل القتيل ويمشي في جنازته»، لافتا إلى أنه غالبًا ما يأتي مريض «البيدوفيليا» من أسرة مضطربة غير متكاملة، وفي بعض الأحيان يكون هو نفسه تعرض للإيذاء الجنسي في صغره، ما جعله يعيد إنتاج السلوك.
وفي مرحلة الشباب يكون مريض «البيدوفيليا» مقبلا على تعاطي المخدرات، بحسب «هندي»، وكذلك يعاني من متلازمة الانفصال الجزئي، أي اختلال في طبيعة عمل عدة مناطق في الدماغ مع منظوماتها، ويعاني في أغلب الأوقات من عدم الرضا في العلاقة الجنسية مع البالغين، فضلا عن الكبت الجنسي، والخوف من العلاج خشية من الوصمة المجتمعية.
علاجات الكبت الجنسي
وعن تبريره بفعلته على أنها «كبت جنسي»، ذكر استشاري الصحة النفسية، أن ذلك ضمن الدفاعات النفسية يفعلها الجاني كوسيلة لتجميل صورته، ولكي يتوافق نفسيا مع فعله غير الأخلاقي، لافتًا إلى أن الكبت الجنسي له علاجات نفسية، وأخرى سلوكية تتعلق بممارسة الرياضة، والانشغال العقلي والفكري بأمور أخرى، وتحديد أهداف مستجدة للحياة، كما يحتاج لتنمية الجانب الروحي لديه.
