google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

وظيفة المسحراتي في مصر

كتب محمود عبده الشريف :

تعد وظيفة “المسحراتي” في مصر من أبرز ما لفت أنظار زوار القاهرة من المسلمين والأجانب على حد سواء. ويستخدم المسحراتي في طوافه ليلاً بالأزقة والطرقات طبلاً صغيراً يسمى “الباز” بضرب عليه بقطعة من الجلد ثلاث دقات متتالية فاصلاً بذلك بين ما يقوله من نداءات أو أشعار.
ويصحب المسحر في جولته التي تبدأ بعيد صلاة العشاء صبي صغير يحمل قنديلين في إطار من الجريد.

ويقفان أمام كل منزل يقطنه مسلم .

ويتحاشى المسحراتي ذكر أسماء النساء إلا البنات الأبكار إذا ما وافق صاحب المنزل على ذلك، وفي هذه الحالة الأخيرة ينشد قائلاً ” أسعد الليالي إلى ست العرايس فلانه.. ويضرب طبله بعد كل تحية. وبعد أن يحيي الرجال يقول “ليقبل الله منه صلواته وصيامه وطيباته ” ويختم بقوله ” الله يحفظك يا كريم كل عام”.
من المستورين القادرين على مكافأة المسحراتي. وبعد أن ينشد ” عز من يقول لا إله إلا الله ومحمد الهادي رسول الله” فاصلاً بينهما بثلاث دقات على “الباز” يواصل إنشاده بالنداء على صاحب البيت وإخوانه وأولاده الذكور
ولا يخفى على ذوي الفطنة أن السماح للمسحر بذكر أسماء البنات الأبكار إنما هو نوع من الإعلان، المدفوع الأجر عن بنات في سن الزواج يقطن في البيت الذي يقف أمامه المسحراتي، وفي هذه الحالة كان الرجل يؤدي جزءاً أساسياً من عمل “الخاطبة” ولو لبعض الوقت.
وفي إيجاز غير مخل كان المسحراتي يقوم بنفس الدور الذي يقوم به كل من الإذاعة والتلفزيون خلال شهر رمضان ببث المسلسلات الشيقة ولعله هو أصل ما يجري من اهتمام إعلامي حديثاً عند مقدم الشهر الكريم. ومهما يكن من أمر فإن المسحراتي الذي كان يخص بجهوده منازل بعينها في كل حي، كان يحصل على أجره في عبد الفطر عند مروره بذات المنازل وذلك إما نقداً أو عيناً من كعك العيد
وتحظى البيوت الأكثر شهرة وغنى بالإضافة إلى ما سبق ببعض الأغاني الطويلة التي ينشدها المسحراتي في سجع غير موزون ويبدأها باستغفار الله والصلاة على رسوله الكريم ثم يأخذ في رواية قصة الإسراء والمعراج أو غيرها من القصص القرآنية أو حتى بعض الروايات الشعبية ذات الطابع الفكاهي، ضارباً في كل الأحوال بطبله بعد كل قافية.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *