google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

والدة الشهيد على أحمد شوقى:” كنت أحب أسمع القرآن بصوته الجميل واستشهد فى شهر القرآن” حكايات الولاد والأرض

 بقلم الكاتب محمد نبيل محمد

زى كل يوم أرتب له شنطة المأمورية، وأصلى الفجر وأدعى له هو واخواته، ما كنتش عارفه ليه هو بالذات اللى قلبى شايله حبة محبة زيادة عن اخواته، ولما يجى ميعاد نزوله لشغله، يبوس ايدى ويقولى أدعى لى يا أمى، وأنا زى كل مرة، أقول له: أدعى لك بأيه ؟ يا ضى عينى، ودقة قلبى، وكل عمرى، ويرد على وهو واخدنى فى حضنه: الله، كفاية على كل ده، يا ست الحبايب، خلاص مش عايز حاجة تانية من الدنيا، وقلبى اللى معاه يفضل فى حضنه طول النهار لحد ما يرجع كل ليلة يرده من تانى لى، لكنى المرة دية سمعت آذان الفجر بصوته، وقلت لنفسى أيوه ،هو، هو ده صوت على ابنى، أهو رجع تانى علشان يرد قلبى مكانه، وفضلت أدور عليه، وأمشى وراء الصوت لحد ما رفعت رأسى للسماء، وفضلت إيدى تحسس على قلبى، وتدورعليه جوه صدرى لكن!… كان مكانه فاضى، ومليان بكاء طعمه صبر!.

 

تحكى السيدة ألفت الشهيد النقيب البطل على احمد شوقي على عبد الخالق :” … ابنى اتولد فى الثالث من أغسطس، من ولادته لحد استشهاده كان بيحب كل اللى حواليه، وكان تقريبا عايش لغيره علشان يسعدهم، وكان مع اخواته زى الملاك، مع أخوه الكبير محمد – مهندس كهرباء – كان له صاحب وكان محمد بيعتبرعلى إبنه مش بس أخوه، أما أخته ياسمين – محاسبة بوزارة القوي العاملة – كان على كل حاجة عندها، وكانت هى سره وصاحبته، وكمان أخته ميادة – مهندسة طباعة –كانوا قريبين من السن وكاتوا دايما حبايب ومتفقين فى كل حاجة، أما والده – مديرعام بالتربية والتعليم بالمعاش – كان بيعتبر إبنه على مش بس إبنه، لكنهم كانوا أصحاب، ياخد رأيه ويستشيره فى كل حاجة، وكنت مبسوطة من علاقة ابنى على مع إخواته ووالده، ابنى على من صغره بيحب يخدم الناس ويساعدهم، وكان دايما يقول لى: يا ماما أنا نفسى أعمل حاجات كتيرة وحلوة لكل اللى حواليا، وكل الجيران فى الشارع والمنطقة عارفينه من صغره من طيبة قلبه واخلاقه العالية، حتى لما كان فى الابتدائى كانوا كل مدرسينه يحبوه لتفوقه، لإنه كان ذكى وشاطر فى دراسته، ودايما متفوق ومن الاوائل، وعلشان أخلاقه العالية ومعاملته الطيبة مع اساتذته وزملاءه، وفضل على حاله محب للجميع ومتفوق فى دراسته لحد ما حقق حلم حياته انه يدخل كلية الشرطة، وفعلا بعد الثانوية العامة ربنا أكرمه بمجموع كبير ورغمان اخواته كلهم مهندسين إلا إنه كان عايز يكون ضابط شرطة، وراح سحب ملف التقدم لكلية الشرطة واجتهد فى اختبارات القبول وربنا كتب له النجاحوالقبول ضمن الطلبة المقبولين بكلية الشرطة، ساعتها لما طلعت النتيجة ما كانتش الفرحة سايعاه، كان تقريبا طاير من السعادة، ويقول: كدة أنا قربت للى انا عايزه، وزى ما كان شاطر فى دراسته من صغره، كان متفوق ومنضبط فى كلية الشرطة، وحصل على ليسانس الحقوق وبكالوريوس علوم شرطية من الكلية وكانت أقدميته ال86 على بين دفعته، وبعد ما اتخرج فى 2013 سعى للحصول على فرق تخصصية فى مجاله لحبه لعمله واخلاصه وتفانيه فى آداءه بشهادة كل زوملاءه ورؤساءه، وفعلا خصل على فرق تدريبية كتيرة منها فرقة عمليات الشرطة 2013 بعد تخرجه مباشرة، والدورة التأهيلية فى نفس السنة تقريبا، ودورة علم تدريب عسكرى فى 2016

وفضل مهتم بدراسته الاكاديمية لحد ما حصل على ماجستير فى القانون الإقتصادي والإداري من كلية حقوق جامعة بنها، وساعتها قال: يا ماما انا نفسى احصل على شهادة الدكتوراة فى القانون وادرس للطلبة فى الكلية، لطن بعد الاحداث اللى مصر مرت بها، وخاصة بعد استشهاد عدد كبير من أصحابه من دفعته وزمايله من الدفعات التانية، إتغير رأى إبنى على وكان دايما يتكلم عن الشهادة قى سبيل البلد، وإن مصر محتاجة نقف كلنا جنبها، وكان بيقول على الإرهابيين: دول كلاب أهل النار، ومدعيين التدين وكلهم كدابين وكمان خونة لبلدهم ودينهم، إبنى على كان متدين جدا ومصلى ومحافظ على الصلاة على أوقاتها، وكان يحفظ كتاب الله، ولما اكون فى حالة مش كويسة كنت اطلب منه يقرأ القرآن بصوته، لانه كان ترتيله للقرآن جميل جدا وصوته حلو يريح القلب ويهدى النفس،كان صوته زى المقرئين الكبار، على إبنى كان صوام قوام، وفعال للخير فى السر والعلن، وكان يعرف ناس ويساعدهم بينه وبين ربنا، أما شغله كان كل همه ان يكون ناجح فى عمله، وكل المجندين والضباط والرؤساء يحبوه جدا لاجتهاده فى عمله بصدق واخلاصه فى آداءه وكمان لانسانيته العالية، على إبنى إشتغل فى قطاع البساتين أول ما إتخرج على طول فى 29/9/2013 وبعدين راح على جنوب الصعيد فى قطاع اسوان 15/9/2014 وبعدها اتنقل لمنطقة حلوان بقطاع الشهيد احمد البلكي فى 3/9/2016

وكان كلامه عن الإرهاب والإرهابيين: إنهم هربانين في الجحور ذى الفئران، وكان يتمنى لو يواجههم وجها لوجه ويقول: كنت أقدر أخلص عليهم لو الواحد يوجههم وجهاً لوجه، وكنت أبيدهم من على وش الأرض، دول جبناء، وخونة مأجورين، وهم أعداء الوطن والإنسانية، وإخوان الشياطين.

وفى أحداث 2011 كان دائما يردد: لو كنت تخرجت ساعتها كنت أتمنى أكون مع الأبطال من رجالة الشرطة والجيش لأقضى على الخونة أعداء الدين والبلد الذين يستحلون دماء اسيادهم من شهداء الشرطة والجيش،والله يا أمى لوكانوا يطلبونا فى سيناء كنت أول واحد يعطى روحه لبلده، أنا اتمنى أموت شهيد، ولما أبكى من كلامهمن خوفى عليه، وإحساسى بصدقه، كان يقول: يا أمى مش عايزانى اخد بايدك انتى وبابا للجنة، وكنت أزعل من كلامه عن الشهادة والموت لأنى كنت أتمنى أشوفه عريس، على إبنى راح لربه وهو شاب صغير، حتى ما فكرش فى إنه يتزوج، وما لحقتش أفرح به أشوف فرحه وأشيل أحفادى منه، وكنت زى أة أم بتتمنى إن إبنها هو اللى يشيلها للآخرة، لكن قضاء الله سبحانه وتعالى، كان نفسى إنه يفضل عايش في الدنيا ليكون عوناً لي فى الكبر، ولكن الله سبحانه وتعالى إختار له الأفضل، وهى منزلة الشهداء، فعلا الشهادة هو يستحقها لإنه كان شجاع وجرئ ويقدم نفسه على الآخرين زكل زملاءه شهدوا له بذلك، كان لا يهاب أي شيء حتى الموت.

على إبنى لو عايش – استغفر الله العظيم اللهم لا إعتراض على حكمك – كان هيبقى حاجة كبيرة، لأنه كان نفسه يكمل دراسته، ويبقى أستاذ دكتور فى كلية الشرطة، وكانت أفكاره كبيرة عن سنه، وكان من صغره طفل جميل الطباع محبوب من كل الناس، والكل كان يتوقع له شأن عظيم، وكان تفكيره سابق سنه، لدرجة كان الناس يقولوا: ما تخليش الولد يتكلم أدام حد، الولد ده ها يتحسد، وفي مدرسته كان كل مدرسينه يقولوا: ده ها يبقي شيء كبير، من كتر الذكاء والطيبة وحبه فى مساعدة جميع الناس.

على إبنى كان نفسه بالخدمة فى أرض سيناء, وكان كثير القيام بالمهام الخطرة والمأموريات والتحري عن الشخصيات شديدة الخطورة والأهمية من التكفيريين، وشارك في القبض على العديد منهم، وفى يوم حلال شهر رمضان كان البطل معيناً لتوزيع الطعام على الضباط والمجندين فى أماكن تمركزهم، وفى أثناء قيامه بالخدمة، استشهد أسفل كوبري صقر قريش بالمعادي، وقلبي يدعوا الله ان يتغمده برحمته وغفرانه وأن يسكنه الفردوس الأعلى بصحبة النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد كرمته الدولة بإطلاق اسمه على مدرسة المعادى الثانوية بالقاهرة، وإطلاق اسمه على مدرسة الوحدة المجمعة بكفر الخضرة بالمنوفية، ووضع صورته أمام مرور المعادي الجديد.

قبل الاستشهاد كان دائما يتلو بعض الآيات التى توحى لى بأن شيئا ما سيحدث له، وكنت دائماً أقوله: يا إبنى انت ياعلى بتقلقنى عليك،وفضل قلبى لفترة طويلة قبل استشهادة حزين وموجوع وكأنى حاسه بحاجة ح تحصله، لكنى كنت بخفى عنه وعن اللى حواليا إحساسى ده، وأدعى ربى إنه يحفظه، وقبل الاستشهاد كتب على الواتساب (من سورة نوح) قال تعالي ” إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ولو كنتم تعلمون ” ومرة تانية كتب حديث عن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم وبارك ” ما من أحد يدخل الجنة ويتمنى أن يرجع إلى الدنيا ويقتل عشرات المرات لما رأى من الكرامة إلا الشهيد “… وحاجات من هذا القبيل خلعت فلبى عليه من مكانه، وما كنتش عارف إن روحه بتستعد للشهادة، وإنه بيهىء لنا كلنا رحيله عنا، وفى يوم كنت جالسة فى مكتبي وفتحت الواتساب لقيتة كاتب آية عن الاستشهاد، فطلبته، وقلت له: إيه اللى إنت كاتبه يا على؟ وجعت قلبى، قال: إحساسى بالآية خلانى كتبتها، قلت له: أمسحها يا على، قال لى: ياريت أموت شهيد يا أمى، قلت: كفاية يا على كلمة أموت شهيد،ديه، أنت كدة ح تموتنى أنا، هو إنت كلامك ليه بقى كله عن الشهادة، قال: لما أموت يا أمى عايزك يا أمي تدعي لى على طول، وفى نفس يوم الاستشهاد قال لى وشاورعلى نفسه بإصبعه الإبهام وقال لي: لما واحد منا يموت الباقي ها يعيش حزين عليه العمر كله، واستشهد على فى نفس اليوم ده، استشهد إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة الشرطة للأمن المركزي أسفل كوبري صقر قريش فى أثناء توجيههم للإنتظام بالخدمة وتوزيع السحورعلى الأكمنة، مما أدى إلى استشهادهـ وكان حريص على نزول كل من في اللوري من الأمناء والمجندين، ونزل هو آخر واحد واستشهد إثر انفجارالعبوة الناسفة اللى زرعها الإرهابيين فى طريق مرور السيارة، والجميع خرجوا أحياء إلا هو اللى اختاره ربه من بينهم .

كنا ساكنين فى 20 ش سيد عوض – الفتح – المطبعة – البساتين، وكان كتير يكلمنى وأنا فى الشغل ويطلب منى إنه يعدى على ياخدنى من الشفل يوصلنى للبيت أو لأى مشوار كنت عايزة أروح له، وكان يبوس إيدى ورأسى ادام الناس كلها وهو فى زيه الشرطى، والناس تدعى له وتعجب بأفعاله وبره لى، ما فيش يوم زعلنى فيه، وكنت تقريبا أنا كل حياته ما فكرش يرتبط ولا يتزوج، كان كل همه زواج إخواته البنات، وكان بيحب والده لدرجة كبيرة جدا، ويوقره بينه وبين والده وادام الناس، كان على ابنى ونعم الخلف البار بوالديه، وكان إبنى حسن الطباع، طيب الخلق، كان يحبنى حب الدنيا، وكان دائما قريب منى يحكى لى كل شيئ عنه، وكنا أصحاب، كنت لما أتأخر في شغلي يقول لي الشقة وحشة من غيرك، ويتصل على ويقول: أنت فين؟ أقول له: أنا بشرف على مدرسة كذا، يقول لى: أنا جايلك، ويجي يخذنى، كان يحب اخواته، ومحمد الكبير كان يعتبر على ابنه، وكان يعمل له كل شيء يطلبه منه، وكانوا أصحاب حلوين أوي محمد مش قادر يعيش من غيره، واخته ياسمين، كان دائم السؤال عنها، وكان يحبها حب غير عادي، وميادة اخته كذلك، كان بيحب اخوته ويفضلهم على نفسه في كل حاجة، وحتى مع الجيران والأقارب والزملاء فى القطاع، كان قائد القطاع يقول لى هن على إنه أجدع وأطيب ضابط فى القطاع كله، ودايما كان يناديني ويقول لي يا حبيبتي، ودايما ( على ) بشوفه في حياتي ومنامي، دائما واقف جنبي في كل موقف، احساسي بيه انه عايش، وبالنسبة لوالده كانوا أصحاب، وكان واقف جنبه بروحه، كان قلبه وروحه وعقله وكيانه إللى راحوا مع استشهاده على، بس ما يغلاش على مصر، ابني فداكي يا مصر”.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *