google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

تاريخ زراعة البصل في مصر

كتبت- فاطمة جودة

اشتهرت مصر بزراعة البصل الجيد في العالم أجمع، وهو عنصر لا غني عنه في العديد من الأطعمة المصرية، وقد ظهر البصل على موائد القربان في الأسرة الخامسة، وكان يتم ربطه حزمًا ويقدم للآلهة، ووُجد قشر البصل على عيون الموتى، وقد عُثر على صورة فريدة تجمع البصل واللفت والقثاء والفجل في إحدى المقابر.

وقد ورد اسم البصل في الهيروغليفية بمعنى “بدجر” و”بصر”، وإن كان بعض علماء الآثار ينطقونها “بصل”، وقد ورد ذكر البصل في الكتب السماوية المقدسة.

بدوره يقول الأثري وليم نظير في كتابه “الثروة النباتية عند قدماء المصريين”، إن المؤرخ هيردوت أكد أن عمال الهرم الأكبر استهلكوا كميات كبيرة من البصل، مؤكدًا على أن البصل كان يدخل ضمن مواد التحنيط، وقد كان محظور على الكُهان أكل البصل في عيد “نتريت” أحد الأعياد الزراعية التي كانت توافق 25 كيهك، وقد كانوا يعلقون حول أعناقهم حزمًا من البصل ويطوفون حول الإله “سوكر”، غير أن تقديس البصل لم يعم البلاد، وقد كان المصريون يقدمون البصل بالقرب من أنف المريض في بداية الربيع وعند ولادة الطفل، وكانوا يعلقونه على الأبواب واستمرت هذه العادة منذ فترة، وكانوا يصبون عصي البصل على عتبة الباب كما كان يحدث في شم النسيم؛ لاعتقادهم أنه يطرد الحسد والأمراض.

وقد كان بنو إسرائيل يأكلون كمية كبيرة من البصل، وقد تأسفوا حين خروجهم من مصر بسبب عدم أكلهم كمية وافرة من البصل، وفي العصر اليوناني، أوصى سقراط بأكله حتى في الحفلات.

بدوره يؤكد المؤرخ أحمد أحمد الحتة في كتابه “تاريخ الزراعة” أن البصل المصري كان مشهورًا بجودته منذ العصر الفرعوني، وهو معروف بصغر حجمه عن بصل أوروبا، ومحصول البصل المصري وفير جدا، مضيفا أن البصل يُزرع في الدلتا، إلا أن محصول البصل في الصعيد معروف بجودته، حيث كانت تقاوي الفدان الواحد تُعطى الكثير من المحصول.

ويُزرع البصل في الصعيد خلال شهر هاتور، حيث يُقلع البصل من الأرض ويُغرس في أرض أخري، ومحصوله يتحصل بدون ري، ويسقى في آخر شهر برمودة، حيث يُقلع البصل ويُنقل إلى الجُرن ليجف، ثم يتم توريده للبيع.

الكثير من التقاليد والقوانين التي كانت تصدرها الحكومة المصرية لتصدير البصل قبل الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد عام 1932م، حيث حددت القوانين أنه لا يجوز تصدير البصل، إلا إذا كانت جميع وحداته سليمة من العطب خالية من الأمراض النباتية من صنف “الحنبوط”، كما أنه يجب فرزه وتعبئته وتصنيفه طبقا للأحجام،

كما أنه لا يجوز تعبئة البصل إلا في أجولة مصنوعة من قماش الجوت طولها 40 بوصة، كما أنه لابد من تصنيف البصل لأنواع منتخبة بحيث لا تزيد نسبة البصل المكسر والملون والمزدوج والغير ناضج عن 5% ، كما يجب فرز البصل، ووضع البصل كبير الحجم، حيث كان قطر البصلة يبدأ من 55 مليمترا فيما فوق، ومتوسط الحجم وقطر البصلة 45 مليمترا، وصغير الحجم وقطر البصلة لا تنقص عن 35 مليمترًا.

ومن القوانين أن تكون وحدات البصل في الشوال من حجم واحد، كما يجب أن توضع بيانات رتبة البصل وحجمه وعلامة المصدر وقيده وجهة الاستيراد في بيانات مرتبة، مع الحصول على سجل المصدرين وتاريخه.

الجدير بالذكر أن صادرات مصر من البصل هذا العام 2023م بلغت نحو189 ألف طن، حيث احتل البصل المركز الثالث في الصادرات المصرية

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *