google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

الأزمه السكانية ومستقبل المجتمع المصري 

كتبت- سلوي محسن 

تعد مصر واحدة من الدول الأكثر كثافة سكانية في العالم حيث يعيش حوالي 110 ملايين نسمة على مساحة صغيرة جدًا من الأرض وتتزايد الكثافة السكانية في مصر بمعدل سنوي يبلغ حوالي 2.5%، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الموارد والبنية التحتية ويسبب تحديات اجتماعية واقتصادية.

 

بعض الأسباب الرئيسية للزيادة السكانية في مصر ومنها

 

النمو الطبيعي

 

حيث يعتبر النمو الطبيعي هو العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى زيادة السكان في مصر؛ حيث إن معدل الخصوبة لدى النساء في مصر يعتبر من أعلى المعدلات في العالم، مما يؤدي إلى زيادة عدد الولادات وبالتالي زيادة عدد السكان في البلاد.

 

الهجرة الداخلية

 

وتشهد مصر حركة هجرة داخلية كبيرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية؛ حيث يسعى السكان إلى العيش في المدن بحثًا عن فرص العمل والحياة الأفضل. وتتركز هذه الهجرة في القاهرة والمدن الكبرى الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة الكثافة السكانية في هذه المناطق.

 

الطبيعة الإستراتيجية لمصر

 

وتعتبر مصر من أكثر الدول الإستراتيجية في المنطقة؛ حيث تتوسط العديد من الدول العربية والإفريقية، ويعتبر ذلك من العوامل التي تسهم في جذب السكان إلى مصر، لاسيما اللاجئين والمهاجرين الذين يبحثون عن الأمان والحماي

 

التحديات الاقتصادية

 

تعاني مصر تحديات اقتصادية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالبطالة والفقر.. وتسعى العديد من الأسر إلى زيادة عدد أفرادها لتحسين دخلها وزيادة فرص العمل، مما يؤدي إلى زيادة الكثافة السكانية في المناطق المختلفة.

 

العوامل الثقافية

 

توجد بعض العوامل الثقافية التي تؤدي إلى زيادة الكثافة السكانية في مصر، مثل الرغبة في الإنجاب والحفاظ على النسل والاعتماد على الأسرة الكبيرة في الحياة الاجتماعية.

 

وعلى الرغم من أن الزيادة السكانية في مصر تشكل تحديًا كبيرًا، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذه المشكلة، مثل توفير الخدمات الصحية والتعليمية الكافية وتوعية النساء بأهمية التنظيم الأسري وتوفير الخدمات اللازمة له.. كما يمكن تشجيع الهجرة إلى المناطق الريفية وتوفير الفرص الاقتصادية في هذه المناطق، وكذلك تشجيع الاستثمار في الصناعات الجديدة التي يمكن أن توفر فرص العمل وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

 

علاوة على ذلك، يمكن أن تسهم الحكومة في تقليل معدلات النمو السكاني عن طريق تعزيز الوعي بأهمية التنظيم الأسري وتوفير الوسائل اللازمة لذلك، وكذلك تحسين جودة الرعاية الصحية والتعليم والإسكان في المناطق الريفية لتشجيع السكان على العودة إلى هذه المناطق.

 

أيضًا، يمكن تعزيز العمل على الصعيد الدولي لمساعدة مصر في التعامل مع هذه المشكلة، وذلك عبر توفير المزيد من الدعم المالي والتقني للمشاريع التي تهدف إلى تحسين حياة السكان في المناطق الريفية وتعزيز الاستثمار في الصناعات الجديدة.

 

ويجب على الحكومة والمجتمع المدني والأفراد العمل معًا للتعامل مع التحديات التي يواجهونها، وتحقيق التوازن بين النمو السكاني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال تنفيذ إصلاحات مستدامة وفعالة وتشجيع الابتكار والتطور التكنولوجي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر.

 

وتعد مشكلة الزيادة السكانية في مصر مشكلة معقدة ومتعددة الأبعاد، وتتطلب حلولاً شاملة ومتكاملة للحد منها، وتم اتخاذ العديد من الخطوات والإجراءات للقضاء على هذه المشكلة، ولكنها لم تحقق النجاح المطلوب، وذلك لأسباب عدة، منها :

 

عدم توفر الدعم الكافي

 

يعتبر توفير الدعم المالي والتقني والإداري من الأسس الأساسية لنجاح أي برنامج للحد من الزيادة السكانية. ولكن في العديد من الأحيان، يواجه المشاريع والبرامج الحكومية صعوبات مالية وتقنية وإدارية، مما يؤثر على فعاليتها ويحد من تأثيرها.

 

عدم اتخاذ إجراءات فعالة

 

يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات فعالة وملموسة للحد من الزيادة السكانية، مثل توفير خدمات الرعاية الصحية والتعليم والإسكان في المناطق الريفية وتعزيز الوعي بأهمية التنظيم الأسري، ولكن في العديد من الأحيان، لا يتم تنفيذ هذه الإجراءات بالطريقة الصحيحة أو لا تحقق النتائج المطلوبة.

 

العوامل الثقافية والاجتماعية

 

توجد بعض العوامل الثقافية والاجتماعية التي تؤدي إلى عدم قبول العديد من الأفراد للإجراءات الحكومية المتخذة للحد من الزيادة السكانية، مثل الرغبة في الإنجاب والحفاظ على النسل والاعتماد على الأسرة الكبيرة في الحياة الاجتماعية.

 

عدم توفر فرص العمل؛ يعتبر عدم توفر فرص العمل الكافية والمناسبة للشباب في مصر أحد العوامل التي تسهم في زيادة النمو السكاني؛ حيث يسعى العديد من الأسر إلى زيادة عدد أفرادها لتحسين دخلها وزيادة فرص العمل.

 

ــ تحديات الفقر والبطالة

 

يعاني العديد من الأسر في مصر من التحديات الاجتماعية والاقتصادية، مثل الفقر والبطالة، وهذا يؤثر بشكل كبير على قدرتهم على تحقيق التنظيم الأسري والحد من النمو السكاني.

 

ومن جانبها، قالت الدكتورة ولاء شبانة الخبيرة التربوية، إن مشكلة الزيادة السكانية في مصر تعتبر مشكلة قديمة ومستمرة، وتحتاج إلى جهود مستمرة ومتواصلة للتغلب عليها، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتحقيق نتائج إيجابية، ولكن يجب الاستمرار في العمل وتحسين الخطط والإجراءات لتحقيق الأهداف المطلوبة، وعليه، يجب على الحكومة والمجتمع المدني والأفراد العمل معًا وتكثيف جهودهم للتغلب على مشكلة الزيادة السكانية في مصر.

 

وأكدت شبانة الخبيرة التربوية، أن للزيادة السكانية تأثيرًا كبيرًا على معدلات التنمية؛ حيث تلتهم الزيادة السكانية المتسارعة جهود التنمية، وبالتالي تبذل الدولة جهودًا لخفض معدلات النمو السكاني من خلال برامج التوعية الصحية على مستوى المحافظات.

 

وأضافت شبانة، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالقطاعات الصحية والتعليمية إلى جانب البنية التحتية لتحسين حياة المواطنين، ولابد أن لدى المواطن الوعي الكافي لمواكبة جهود الدولة في تحقيق التنمية المنشودة.

 

الأمية أهم أسباب الزيادة السكانية

 

وفي سياق متصل، قال الدكتور يحيي محمد هاشم أستاذ علم الاجتماع والحماية الاجتماعية، إن الزيادة السكانية هي أخطر التحديات التي تقابل مستقبل التنمية والبناء وهي القاتل الصامت لكل ثمار التنمية، مستكملا أن الزيادة السكانية هي مشكلة اجتماعية ولها جوانب صحية وثقافية وتعليمية.

 

وأضاف الدكتور يحيي هاشم، أن الأمية لها تأثير علي الجانب الصحي علي سبيل المثال عند طرح الدولة لوسائل تنظيم الأسرة تنتشر الأخبار المغلوطة بأن وسائل تنظيم الأسرة تتسبب في السرطانات وتشويه الجنين، لأن هناك جهلا في المعلومات وتصديق الشائعات، مستكملا أنها توثر علي الجانب الاقتصادي، من خلال زيادة الإنجاب ودفع الأطفال لسوق العمل لتحسين مستوي الأسرة ولكنه يضر بسوق العمل، لأن العمالة المتعلمة لديهم آليات السوق الحديث وتعزز من قيمة التعليم الحرفي.

 

وأشار أستاذ علم الاجتماع والحماية المدنية، إلي أن المفاهيم الدينية المغلوطة التي تحرم تنظيم الأسرة لديها عامل كبير في الزيادة السكانية، مستكملا أن الأزهر عليه دور كبير في تصحيح تلك المفاهيم وعمل برامج تثقيفية للحد من الزيادة السكنية وتأثيرها علي الدولة وعلي صحة المرأة.

 

وأكد هاشم، أن الطرق القديمة الكلاسيكية لم تحد من الزيادة السكنية، نحن بحاجة إلي أفكار خارج الصندوق من خلال عمل إستراتيجية وطنية للحد ووضع محفزات تجتذب السكان، مضيفا أن تكون لكل محافظة محفزات خاصة بها وفقا لأهم المؤثرات الموجودة بها، والتركيز علي التوعية والتثقيف بشكل حقيقي.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *