google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

أكذوبة “الربع التون” في الموسيقي العربية

بقلم / محمد جمال الدين

تنتشر في حقل الموسيقي انتشاراً واسعاً وعلى إمتداد بلادنا العربية بضعة أكاذيب، وللأسف تدرس للطلبة فى المعاهد والكليات المتخصصة، ولعل أكثر تلك الأكاذيب العلمية شيوعاً وأخطرها فكرة أن لدينا نغم يدعي “ربع التون” بل وإن هذا “الربع تون” هو ما يميز موسيقانا نحن العرب .
وبداية من المعروف أن النغم المستخدم لدي أي أمة ، والذي يتم جمعه فيما يسمي “ديوان موسيقي هذا الشعب” أو “السلم الموسيقي العام لهذا الشعب” ، يتم ترتيبه مُسَجِلا كل النغمات صعوداً في تسلسل حسابي منطقي، والمهم في الأمر أن كل نغمة في هذا التسلسل ستأتي أعلى أو أخفض من النغمة السابقة عليها، وقدر العلو أو الإنخفاض هذا هو ما يسمى تون أو نصف تون أو ثلاثة أرباع تون .
بكلمات أخرى فالتون ونصف التون وثلاثة أرباع التون ليست نغمات كما يدعي البعض، إنها مسافات تفصل بين النغمات، كأن نفصل “دو” عن “ري” بمسافة قدرها تون أو ثلاثة أرباع تون أو نصف تون، أي أننا نضع مسافات بين النغم تفصل بين حباته، وإلا التصقت النغمات ببعضها بعضاً ولم يعد لكل منها صوت مميز مستقل .
ولم يعرف العلم (الفيزياء – علم الصوت) مسافة فاصلة بين النغم مقدارها “ربع تون”، ببساطة لأن أذن الإنسان لا تميز الأصوات التي تبعد عن بعضها بمقدار الربع تون هذا، وأقل مسافة ممكنة لتمييز الإنسان للنغم، وبالتالي إلتقاطه وسماعه هي نصف التون، وإذا ضاقت المسافة وتقلصت إلى ربع التون المفترض ماعت الأنغام وتداخلت أصواتها في أذن الإنسان فلا يعد قادراً على سماعها .
أما المسافة المدعوة “ربع تون” المفترضة إفتراضا غير علمي فليس لها أي وجود بين أي نغم في العالم، وبالتالي لا يمكن أن تميز لا موسيقانا ولا أي موسيقي أخرى .
ولا يعرف التاريخ ولا العلم شعبا أدعى أن هناك فاصل بين نغماته مقداره “ربع تون ” هذا إلا نحن العرب، إذ يعلم القاصي والداني إن تلك مسافة لا وجود لها في الواقع العملي، لكننا نحن للأسف وقعنا في يد رجل يدعي ميخائيل مشاقة، كان ضابطاً بحرياً في قوات إبراهيم باشا ابن محمد على، راح يكتب رسالته “الرسالة الشهابية في الصناعة الموسيقية” والتي أصدرها في حوالي الثلث الأول للقرن التاسع عشر، مسجلاً فيها ومدونا نغمات العرب بما في ذلك تلك المسافة الوهمية، ومن ثم نقلها عنه رجل آخر تركي (دده أفندي)، وللأسف شاعت فكرة مشاقة وبتنا نرددها من بعده طوال قرون، بل بتنا نلقنها ونعلمها للطلاب وفي معاهدنا وكليتنا الموسيقية في قلب القاهرة اليوم، للأسف الشديد، واليوم علينا أن نلغى من مناهجنا تلك المعلومات المغلوطة التى أصبحت نظريات تدرس، وما هى إلا علوم وهمية فاسدة لا أساس لها من الصحة أو الدقة العلمية .

عن salwa mohsen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *