google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

زهايمر عمر الشريف أنساه العالم

كتبت سماح إبراهيم

كانت بداية معرفة عمر الشريف بفاتن حمامة بعد أن تعذر مشاركة شكري سرحان في بطولة فيلم «صراع في الوادي»، ليحل عمر الشريف في أول ظهور له بديلاً عنه، وبعد مرور عام على عرض الفيلم تزوج الثنائي، وامتد هذا الزواج لمدة 19 عامًا.

في عام 1959 أجرت مجلة الكواكب مكاشفة للقلوب بين عمر الشريف وفاتن حمامة، كانت عبارة عن أن تكتب فاتن حمامة تفاصيل من قصة حبها مع عمر الشريف، ويعلق بعدها عمر الشريف على ما كتبته، وكان من بين ما كتبت فاتن حمامة الموقف الذي طلب عمر الشريف فيه أن يتزوجها، كانت فاتن تقول إنها شعرت أن عمر الشريف يريد أن يقول شيئًا ما والارتباك واضح عليه، وأنه كان يفتح فمه ثم يتراجع، حتى قال لها

إيه رأيك لو اتجوزنا؟»

ومن بين ما كتبه عمر الشريف في تعليقه على الموقف أنه كان كالتلميذ اللي نسى كل المعلومات في امتحان الشفوي.

عمر الشريف الممثل الذي صال العالم وجال بفنه يقول إنه كان كالتلميذ الذي نسي كل شيء في أحد أصدق لحظات حياته، وكان يحاول أن يستجمع كل ما به من قوة كي ينطق الجملة.

ورغم انفصالهما فيما بعد ظل عمر الشريف باقيًا على عهد قلبه ولم يخبئ اعترافه دائمًا عن أنها حب حياته، وقال بعد موتها:

«رحيل أحمد رمزي كسر ظهري، ووفاة فاتن حمامة قضت عليّ، أنا أعتبر نفسي الآن في المحطة الأخيرة من حياتي»، وحتى هذا الشعور كان عمر صادقًا فيه وتوفي فعلاً بعد 6 أشهر من وفاة فاتن حمامة.

ولم يُنسِ ألزهايمر الذي أصاب عمر الشريف في آخر مراحل حياته، فاتن حمامة التي ظل يسأل عنها رغم وفاتها.

كل الأشياء الصادقة تستعصي على المرض والألم والأيام، ولا تنهزم بسهولة أمام النسيان، تنسكب في عروقنا وقلوبنا دون أن نعي لتتملك كل جزء فينا، فنضعف بصدق، ونستمر بحب، ولا نفارق إلا محملين بأدق التفاصيل، ولا نخاطر بهذا بسهولة مهما توالت أفعال الأيام.

نسير في عرض الحياة وطولها هاربين أحيانًا بمحاولات البُعد والتخطي، أو المكابرة، وبسهولة لا نحتاج جهدًا لننهزم عند إحدى محطات العمر، نكشف لأنفسنا صادقين كم ما تحمله قلوبنا من مكابرة وادعاء، نقول إننا لم ننس، أننا لم نتخط، أننا نحاول جاهدين أن نخفي صدقنا وفي كل ثغرة من عيوننا ألف سبب يكشف ببساطة معطيات الاشتياق، ندرك أن البُعد لا يحدث دائمًا بالأيام والمسافات، أن هناك ما سيرافق نبض قلوبنا، فتضيق الأرض وتُختصر في أعيننا بمن نحب.

تتعبنا الذكريات والحكايات، ونتمسك بتفاصيلها، لا نريد نحن التجاوز والخروج، أو تبقى هي رغمًا عنا في عقولنا، نبقى، وتبقى، وعند خطوط النهاية نستعيد كل ما فات، كل ما بقي، كل ما تمسكنا به، كل ما ندمنا على وداعه، نجد أرواحنا في قلب الحكايات وكأنها حدثت فقط بالأمس، نرى العمر أحيانًا، كامل العمر في قصة صدق وحيدة، مشهد صادق، ذكرى مكان ما، شخص ما، حب لم نتمكن من تكراره، ترهقنا كل البدايات الأخرى، وكم في هذا من تعب، أو كما وصف عمر الشريف بعد سنوات من الفراق:

«الحب في حياتي مسألة منتهية، بعد انفصالي عن فاتن حمامة لم أجد لدى أي امرأة الحب الذي كنت أبحث عنه

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *