google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

شرم الشيخ للمسرح الشبابى نجم يسطع فى سماء المهرجانات الدولية

بقلم محمد جمال الدين

يثبت مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى فى كل دورة أنه مهرجان قادر على إثبات الريادة المصرية خاصة فى فنون المسرح ، فقد أثبت هذا المهرجان فى دورته المنتهية منذ ساعات أن مصر عظيمة بأبنائها، وأن شباب مصر يستطيعون حمل لواء وشعلة التنوير، والمضى قدماً لكتابة صفحات مضيئة فى تاريخ مصر الفنى وحركته المسرحية ، ولعل المتابع لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى يلمح عدة عوامل ساهمت بشكل أساسى وفاعل فى إنجاح فاعليات هذا المهرجان الدولى الهام ، لعل من أهمها أن مجلس إدارة المهرجان يهتم اهتماماً بالغا باختيار أعضاء لجنته العليا بعناية شديدة، من أسماء لها باع كبير فى الحركة الثقافية والفنية والمسرحية ، بالإضافة إلى الدقة المتناهية فى اختيار باقى كوادر العمل ولجانه التنفيذية والفرعية ، كما يعمل المهرجان على استقطاب شباب جاد وواعى للتدريب والعمل بين لجانه ، أيضا تضم فاعليات المهرجان العديد والعديد من المسابقات فهناك مسابقة العروض الكبيرة ، ومسابقة عروض الفضاءات المفتوحة ، وعروض المونودراما ، ويتسابق فيها عدد كبير من العروض الدولية والعربية والتى تم اختيارها عن طريق لجان المشاهدة ، ولعل العدد الضخم الذى يتقدم للمشاركة فى فاعليات المهرجان لخير دليل على قوة وسمعة المهرجان محلياً وعربياً ودولياً ، لذا تحرص إدارة المهرجان على تكوين وتشكيل لجان تحكيم سواء للمشاهدات أو للتحكيم النهائى فى فاعليات المهرجان بدقة شديدة جداً ، وطبقا لمؤهلات وشروط صارمة تطبق كمعايير لاختيار أعضاء لجان التحكيم ، فيخرج عليك تشكيل اللجان وبه من القامات المسرحية القادرة على التحكيم الجيد والعادل لعروض المسابقات ، كما تجد ضمن فاعليات عروض المهرجان عروض تقدم للمرة الأولى ، وهو الأمر نادر الحدوث فى أى مهرجان، وإن وجد يكون عرض أو اثنين على الأكثر ، أيضا يقيم المهرجان مسابقات للبحث العلمى وللتأليف المسرحى بفروعه النص الطويل والقصير والمونودراما، وهناك أيضاً جائزة لأفضل مخرج عرض أول ، هذه الفاعليات أيضاً يتم اختيار أعضاء لجان تحكيمها من الشخصيات ذات التاريخ والباع الطويل فى التخصص الفنى النوعى الدقيق المراد التحكيم فيه بعيداً عن المحسوبيات وغيرها من الأمور التى يبتلى بها معظم المهرجانات الأخرى ، لذا تخرج نتائج هذا المهرجان بمنتهى الشفافية، فلا تجد هناك تذمر أو غير ذلك من أمور كثيرة تحدث فى معظم المهرجانات الأخرى ، أن تطبيق العدالة والشفافية ووجود معايير لاختيار لجان تحكيم فاعليات المهرجان ، هى عوامل ساهمت بقوة فى إنجاح فاعليات مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى ، أيضا لا يمكن إغفال الورش المسرحية التى تقام ضمن فاعليات المهرجان ، إذ ينجح المهرجان كل عام فى استقطاب واستقدام مدربين عالميين من الأسماء البارزة فى سماء الحركة المسرحية الدولية لتدريب وتثقيف شباب المسرح ، وهو ما يجعل من تلك الورش أكاديمية مصغرة ، أو قل بمثابة بعثة علمية صغيرة ، ولا يخفى على القاصى والدانى أن شباب المسرح فى حاجة ماسة لمثل تلك الورش للتعلم واكتساب الخبرات والاطلاع على التجارب والمختبرات العالمية، بالإضافة إلى حرص المهرجان على تكريم مجموعة من الأسماء البارزة فى الحركة المصرية سواء على المستوى المحلى أو العربى أو الدولى، وإقامة ندوات ومؤتمرات صحفية وإعلامية سواء للفائزين فى مسابقاته النوعية ، أو لتوقيع كتيبات دورته ، أو للمكرمين كلا منهم على حده ، وفى خضم كل هذا تجد هناك توقيع للعديد من بروتوكولات التعاون بين المهرجان وبين مهرجانات أخرى محلية وعربية ودولية ، ولا تنسى إدارة المهرجان أيضاً الاستعانة بطاقم من الإعلاميين على أعلى مستوى من الكفاءة لتغطية وبث كل فاعليات المهرجان وندواته ومؤتمراته وعروضه وغيرها من الفاعليات ، كما أن الأمر الملفت للنظر أيضا أن إدارة المهرجان لا تترك أمر للصدفة فكل شى يسير وفق جدول زمني محدد، وفى مواعيد محددة، وبفرق عمل محددة على درجة كبيرة من الوعى والاحترافية ، فلا تجد تقديم أو تأخير لأى سبب من الأسباب فى مواعيد أى فاعلية، بالإضافة إلى حرص إدارة المهرجان على توفير عوامل الراحة والمناخ المناسب للإبداع سواء على مستوى الانتقالات أو الإقامة أو الإعاشة ، بل وحرصت إدارة المهرجان على تخصيص حافلات تعمل على مدار اليوم ذهاباً وإيابا لنقل ضيوف المهرجان وفرقه وأعضاء فرقه إلى أماكن الفاعليات ذهاباً وإيابا ، والمثير فى الأمر تخصيص لجان لحل أى مشاكل قد تعترض مسيرة فاعليات المهرجان ، فلا تجد فرداً واحداً يعانى من شى، بل أن مجرد استفسارك عن نقطة معينة تجد فوراً مين يجيب لك عما تريد ويذلل لك كل العقبات بنظام احترافى رائع ، كل هذا ساهم بشكل مؤثر فى إنجاح دورة المهرجان الثامنة ، وجعل من شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى مهرجانا يسعى إليه القاصى والدانى، بل يلهث الجميع كى يشارك فى فاعلياته ، كل هذا ساهم فى أن تصبح سمعة هذا المهرجان ساطعة فى سماء المهرجانات الدولية ، ووراء كل هذا يقف اللواء أركان حرب خالد فوده محافظ جنوب سيناء بكل طاقته موفرا كل ما يحتاجه المهرجان ، إيمانا من سيادته بأهمية المهرجان الذى أصبح أحد أهم الفاعليات التى تؤكد على دور مصر التاريخى والريادى ، ولا يمكن لأحد أن ينسى الدور العظيم الذى تلعبه سيدة المسرح العربى سميحة أيوب الرئيس الشرفى للمهرجان، والتى تحرص على متابعة كل كبيرة وصغيرة فى المهرجان مع باقى أعضاء لجنته العليا من القامات الفنية والمسرحية الكبيرة والتى انضم لها هذا العام الموسيقار الكبير العالمى نادر عباسى، أما المخرج مازن الغرباوى رئيس المهرجان ذلك الشخص الذى لا يمل ولا يكد، والذى تراه فى كل مكان فى فاعليات المهرجان، يتابع ويشاهد ويوجهه ، ويسارع بإزالة أى عقبات قد تواجه أى فاعلية، وهو ذلك الشخص الذى يقف بنفسه لمتابعة تنفيذ كل الفاعليات بمنتهى الدقة والانضباط والحزم، وهو الشخص الذى يحرص على إبعاد المحسوبيات والمجاملات عن فاعليات ومسابقات مهرجانه، سواء على مستوى التسابق أو أعضاء لجان التحكيم ، وهو أيضا الشخص الذى تجده مبتسماً طوال الوقت رغم الجهد الكبير المبذول ، أنه يا سادة مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى ، المهرجان الذى يسطع فى سماء المهرجانات الدولية ، المهرجان الذى يرفع اسم مصرى عربياً ودوليا ، المهرجان الذى يقدم نموذج لكيفية إدارة وإقامة مهرجان ، خاصة إذا كان الأمر متعلق بإقامة مهرجان دولى يتعلق بسمعة واسم مصر الكبير ، يجب يا سادة أن نتعلم ونقتدى ونهتدى بتلك النماذج المشرفة من الفاعليات الدولية ، التى تساهم فى توضيح صورة مصر الحقيقية أمام العالم ، فى وقت نحن فى أمس الحاجة لذلك ، نعم شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى ، مهرجان من أجل الإنسانية .

عن said badran

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *