google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

تفاصيل استهداف مخيمات قطاع غزة

كتبت رباب مصطفى

المشهد كارثي فى ارجاء غزة الصامدة، بعد أن تحول عدد من مخيمات القطاع إلى ركام، وأصبحت أثرا بعد عين. يقف سكانها على الأطلال يتذكرون أيامهم بحلوها ومرها، وآخرون نزحوا إلى أماكن اخرى لحماية أطفالهم من برد الشتاء، بينما يلاحق الموت جوعًا المدنيين الناجين من القصف.

 

ويصف الفلسطينيون من الذين كانوا عالقين فى مصر وعادوا إلى قطاع غزة أيام الهدنة، مشاهد الدمار التي حلت بالمخيمات لتأكيد مدى الهجمات التى تعرضت لها من خلال قصف المدفعية وغارات الطيران الإسرائيلى المتواصل، والتي خلفت وراءها أكواما من التراب والركام لدرجة أنه لا يمكن إقامة خيام مؤقتة مكانها، علاوة على اختفاء كل مظاهر البنية الأساسية والتحتية بفعل هذا الدمار.

 

ابو تامر أحد الذين تمكنوا من دخول قطاع غزة من الأراضى المصرية عن طريق معبر رفح البري، يقول إن جيرانه فى مخيم المغازى، انهالت على رؤوسهم الصواريخ التي دمرت بيوتهم وهم جالسون فيها، يتبادلون أطراف الحديث عن الأحوال التى تعرض لها أقاربهم الذين استشهدوا من قبل، والمصير المجهول الذي ينتظرهم.

 

بينما أطفالهم نيام في غرفهم، سقطت الصواريخ فجأة عقب غارات الطيران الإسرائيلي على أكثر من عمارة سكنية لتتحول فى لمح البصر إلى ركام تحته عشرات الضحايا مابين شهيد وجريح.

 

وأضاف أن الكل شارك فى عملية إنقاذ الجرحى ونقلهم الى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج وهم ينتظرون دورهم لوجود نقص في عدد الأطباء، وكذلك هيئة التمريض، حتى أن المصابين يهرولون داخل طرقات المستشفى لنقل أطفالهم الصغار الذين اصيبوا فى عمليات القصف، وابنة «جاره» أيضا تمشى على قدميها وهى تضع يدها على رأسها لتوقف نزيف الدم حتى يأتى دورها لتقديم الاسعافات الأولية لها.

 

وقال إن مستشفى شهداء الأقصى بمخيم دير البلح ، استقبل أعدادا كبيرة من ضحايا المجزرة،لان الغارة كانت قوية وعنيفة والتى استهدفت مربعا سكنيا كاملا ، نتج عنها ضحايا من الشهداء تجاوزوا الـ70 شهيدا من مخيم المغازى وكذلك مخيم دير البلح ، ومازال هناك مفقودون تحت الركام، كما جاء فى الحديث بين الأطباء بالمستشفى،إلى جانب وصول إصابات بجروح خطيرة تحتاج إلى عمليات على وجه السرعة، ولم يتمكن المستشفى من استيعاب هذه الأعداد لعدم وجود أسرة.

 

وأوضح أبو توفيق، ان مجزرة مخيم المغازى، لايمكن تصورها بأى حال من الأحوال لدرجة أن هناك أعدادا كبيرة تحت الركام لوجود أعداد كبيرة كانت نازحة داخل هذه المنازل.

 

وأضاف أن العديد من الجيران قد فجعوا لوفاة أطفالهم، وكانت الكارثة صدمة كبيرة بالنسبة لهم بفقدان العشرات منهم، لوجود أعداد كبيرة تحت الأنقاض، وأطلق عليهم 3 صواريخ.

 

وقال، إن أحد جيرانه من عائلة العالول بمخيم المغازى، يبكي على حاله، حيث يتذكر منذ دقائق كان يتناول طعام العشاء مع أطفالهم الذين ذهبوا إلى غرفتهم للنوم ولكن ماتوا وهم نيام إثر سقوط العمارة على رؤوس من فيها.

 

وأشار الى أن عمليات القصف دمرت منازل عائلتى ابو نصار وخليفة أيضا في مخيم المغازي، حيث فقدوا نحو 25 فردا من أفراد أسرهم في منزلين بينهم أعداد كبيرة من الأطفال الذين تحولت جثثهم إلى أشلاء.

 

ووقعت 3 مجازر فى مخيم المغازي خلال ساعتين، لوجود اعداد كبيرة من النازحين لدى أقاربهم.

 

وقال ابو أحمد: شاهدت جارى وهو يحتضن ابنته الصغيرة، ويصرخ قائلا: هذه هى الناجية الوحيدة من العائلة رغم أنها مصابة،الحدث جلل، والكل ينعى حظه العاثر بعد تدمير المنزل وفقدان أفراد أسرته،حيث جاءت الغارة متأخرة ليلا، لذا كان عدد الضحايا مرتفعا، ومنهم لم يتم التعرف عليه لتحول جسده إلى أشلاء وكذلك النازحون.

 

وأشار الى أنه ليس أمامنا سوى انتظار الرحمة من الله وان يوفق الله مصر فى جهودها لإقرار هدنة ممتدة لأطول وقت ممكن ، فلم نعد نتحمل كل هذا الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني.

 

وقال ابو محمد ، مهما حاول العدو تدمير منازلنا ، نحن نرفض التهجير من موطننا فى مخيم البريج،هذه منازلنا التى تؤوينا،وتحمى أطفالنا وتستر نساءنا، فهى الموطن الذى يعطينا القوة والصمود من أجل البقاء

وقال، إنه رغم إصابة اثنين من أبنائه بسبب عمليات القصف على المنازل، فقد استشهد أحدهم متأثرا بجراحه، لذا فقد فضلت أن يقيم السيدات فى احدى مدارس للانروا ،والرجال تقيم بجوار المنزل الذى تم قصفة ،الا أننى لن اترك بيتى .. وأضاف نشكر جهود مصر التى تتبنى القضية الفلسطينية منذ عام48،ولم تتأخر لحظة لمساعدة الشعب الفلسطينى بتقديم أوجه العون والمساعدة وعلاج الجرحى المصابين فى الأحداث التى تتعرض لها خلال هذه المدة.

 

وقال القبانى ،إن أحد أبنائى أصيب فى عمليات القصف التى وقعت فى معسكر البريج قبل عدة أيام، وتم نقله إلى مصر عن طريق معبر رفح البرى للعلاج فى المستشفيات المصرية، وتم نقله من مستشفى العريش العام إلى معهد ناصر بالقاهرة لاستكمال عملية العلاج المناسب لاصابته.

عن emad ahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *