google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

البحث العلمى وإشكالية ضبط المصطلحات

بقلم _محمد جمال الدين

تمثل دراسة مناهج البحث أهمية خاصة شأنه شأن المجالات الأخرى من المعرفة، ذلك أن مثل هذه الدارسة من مستلزمات تحقيق التراكم المعرفي المستمد من جهود علمية منظمة ليس فقط على مستوى النتائج والدراسات الكمية ولكن أيضاً على مستوى النظريات والنماذج وأساليب الممارسات .

ومن منظور العلوم والمعرفة بوجه عام، فإنه ليس بخاف على أحد أهمية البحث العلمي في تطوير المعرفة الإنسانية، والمساهمة في إيجاد حلول للمشكلات الحياتية المختلفة،

ويحتاج البحث العلمي إلى توفير الكوادر المتخصصة في مجالات المعرفة المتنوعة، وتقع على المؤسسات العلمية مسؤولية توفير مثل هذه الكوادر،على هذا الأساس فإن الغاية الأساسية من تدريس مناهج البحث هي توفير الباحثين على أعلى المستويات الأكاديمية،

وللوصول إلى هذه الغاية فإن تدريس مناهج البحث الإعلامي ينحو إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما، مساعدة الدارس على تنمية قدراته على فهم أنواع البحوث والإلمام بالمفاهيم والأسس والأساليب التي تقوم عليها هذه البحوث،

إن هذه الأمور لا غنى عنها للطالب لأنها تساعده على الاختيار السليم للمشكلة البحثية وتحديدها وصياغة فروضها ووضع أنسب الأساليب لدراستها والتوصل إلى نتائج يوثق في صحتها، أي أن دراسة مناهج البحث تزود الدارس بالمعرفة والمهارات التي تؤهله لممارسة البحث وفق أسس المنهج العلمي، وأيضا تزويد الدارس بالخبرات التي تمكنه من القراءة التحليلية الناقدة للبحوث وملخصاتها وتقييم نتائجها، والحكم على ما إذا كانت الأساليب المستخدمة في تلك البحوث تدفع إلى الثقة في هذه النتائج ومدى الاستفادة منها في مجالات التطبيق والعمل،

ويزيد من أهمية هذا الهدف اتجاه البحث العلمي إلى الارتباط بمشكلات المجتمع، الأمر الذي يجعل دراسة مناهج البحث العلمي ضرورة لابد منها.

إن منهج البحث العلمي يعنى ببساطة إتباع الطريقة والإجراءات العلمية في دراسة الموضوعات، ويرتبط بهذا التعريف مجموعة من المصطلحات ينبغي الوقوف عندها منها ماهيه البحث العلمى، إذ إن البحث في معناه العام هو محاولة العثور على شيء معين،

فالمحاولة هنا هادفة، وعندما تقترن كلمة (البحث) بصفة (العلمي) نكون بصدد التعامل مع المعرفة بطريقة منظمة بهدف اكتشاف حقائق جديدة، أو التثبت من وقائع موجودة والعلاقات التي تربط ين المتغيرات والقوانين التي تحكمها، ولذلك نجد من يعرف البحث العلمي بأنه محاولة لاكتشاف المعرفة، والتنقيب عنها، وفحصها بتقص دقيق ونقد عميق، وتطويرها ثم عرضها عرضاً مكتملاً، على أن يتم كل ذلك وفق أصول المنهج العلمي وقواعده،

وقد تضمنت المحاولات المبكرة لتعريف البحث العلمي تأكيد خصائص معينة مثل: الموضوعية بمعنى عدم التحيز أو إصدار الأحكام دون الاستناد إلى أدلة علمية.

الدقة: بمعنى الالتزام بالحقائق كاملة في حدود البحث، ولنزاهة: بمعنى الالتزام بالمعايير الأخلاقية والضوابط البحثية المتعارف عليها أياً كانت النتائج التي توصل أو سيتوصل إليها البحث، وامكانية الإثبات أو التحقق من صحة النتائج، فالبحث العلمي يقوم على حقائق ملموسة، وليس على أمور ميتافيزيقية يصعب إخضاعها للدراسة، وإمكانية التنبؤ بما يمكن أن يحدث استناداً على النتائج: باعتبار أن ذلك يدفع البحث العلمي قدماً في تفاعله مع الواقع، ويؤكد الأصالة والعلمية فيه، وكفاءة ضبط المتغيرات والعوامل المؤثرة في الظاهرة: وذلك حتى يمكن الرصد الدقيق والتحليل الموضوعي المحدد للمتغيرات المؤثرة في الظواهر، وأيضا التطور فالبحث العلمي يتطور باستمرار، سواء في الموضوعات التي يتناولها، أو في طرق تناول هذه الموضوعات .

وهناك أيضاً من التعريفات ما يؤكد على أن البحث العلمي يجب أن يقوم على استخدام الطرق والأساليب العلمية للوصول إلى حقائق جديدة والتحقق من حقائق قديمة بما يسهم في نمو المعرفة الإنسانية، ويبدو ذلك واضحاً في تعريف البحث العلمي بأنه تقصى أو فحص دقيق من أجل اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ونمو المعرفة الحالية والتحقق منها.

كثيراً ما تستخدم كلمة (منهج) لتعنى المقرر الدراسي، أو مجموعة المقررات الدراسية، وقد اتسع معنى كلمة (منهج) في السنوات الأخيرة بحث شمل جميع جوانب العملية التعليمية بما فيها الكتب الدراسية والمواد التعليمية والمعدات والأجهزة والاختبارات ومهارات المعلمين، باختصار فإن (المنهج) من هذا المنظور يتضمن كل العمليات والممارسات التربوية أو النظام التعليمي، أما من منظور البحث العلمي،

فإن كلمة (منهج) تعنى الطريقة أو الأسلوب أو التنظيم، وفي اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية واليونانية نجد أن المعنى الاشتقاقي الأصلي لكلمة (منهج) يتمثل في الطريق الذي يؤدي إلى الغرض المطلوب، فالمنهج إذن هو الطريقة والإجراءات التي يتبعها الباحث في دراسة المشكلة من أجل التوصل إلى الحقيقة في العلم.
ويكشف تتبع الكثير من العلوم منذ الفكر اليوناني عن الاهتمام بالمنهج في مجال البحث العلمي، لقد استخدم أفلاطون كلمة (منهج) بمعنى (البحث)، أو (المعرفة) (أو التأمل والنظر)، كما أن أرسطو أيضا استخدم كلمة (منهج) بمعنى (بحث)،

ومع تطور العلوم أصبحت كلمة (منهج) تعنى مجموعة من القواعد العامة والموضوعية للتوصل إلى نتائج معينة، فمجال المعرفة الذي يهتم بهذه القواعد يسمى (مناهج البحث) الذي وجد وتطور بفضل العديد من العلماء والمتخصصين والفلاسفة، وتوالى الاهتمام بهذه المسألة فيما بعد وحتى وقتنا الحاضر،

ومنذ القرن السابع عشر تكونت فكرة المنهج العلمي بالمعنى الاصطلاحي المتعارف عليه، وذلك على يد (فرانسيس بيكون) وغيره من العلماء الذين اهتموا بالمنهج التجريبي، وقد حددوا هذا المنهج بأنه الطريق المؤدى إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة مجمعة من القواعد التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معينة .

حتى الآن لا يوجد اتفاق بين المهتمين بالبحث العلمي حول أنماط مناهج البحث، الأمر الذي اقترن بوجود تصنيفات متعددة، كما أن هذه التصنيفات تتداخل بدرجة كبيرة، ولا تستوعب كافة طرق البحث، ومن جهة ثانية يلا

عن mostafa kotb

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *