المحطة جريدة إليكترونية شاملة
أنتِ أم النُّهى
هلْ أنتِ منْ تتلذّذينَ بلهفتي
أمْ أنتِ نارٌ تستغيثُ بشِقْوَتي
تتقرّبين و ترقصينَ برفقتي
تتودّدينَ و تعبثينَ بمهجتي
تلكَ النعومةُ لا تفارقُ لحظةً
حتى تكون على مفارقِ وجنتي
شفتاكِ تقتربانِ بين كوامني
شفتاكِ ترتعشانِ مثل الومضةِ
أطلاسمٌ تبدو فيُخْطَفُ عاشقٌ
أمْ سِحرُ تاجٍ يستظلُّ بعُشّتي
عيناكِ تُرْسِلُ جيشَها لقوافلي
و القتلُ أصغرُ من جمالِ الفتنةِ
مالي أصارعُ نجمتينِ بوجنةٍ
و الوجه شمسٌ في سماءِ مجرّتي
لا تخلعي ذاك الإزارَ حبيبتي
فأنا غريقٌ لا أطالبُ نجدتي
لا شئ يغمرني كعطرِكِ إن دنا
لا شئ دونكِ يستبدُ بقوتي
يحتلّني همسٌ قصيرٌ قاتلٌ
إن هام صوتُكِ في جنونِ الليلةِ
خطواتُكِ السّكْرى تجولُ و تحتوي
و أنا أدورُ مُتيّماً في حجرتي
و الفجرُ من بينِ الشجيرةِ صابرٌ
يتأملُ الإلفينِ تحت الأيكةِ
هل سوفَ ينتصرُ الجمالُ على النهى
أم أنَّه سيكون يومَ إرادتي
إنْ كان سِحرُكِ لا يُبارى في المدى
فقصيدتي فيها تمائم عِزّتي
إنّي بنيْتُ على شواطئِ رغبتي
تلكَ الفنارةَ في نهايةِ ظُلْمةِ
و على حصونِ حروفِنا وقف الهوى
يتلو عليكِ من الغرامِ قصيدتي
شعر : د. محمد عباس الطاف
عضو اتحاد كتاب مصر
