google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

صقر السويس عبد المنعم قناوي بطل من أبطال المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر

كتبت بوسي عواد

قصة بطل ما أبطال أكتوبر هو الفدائي عبد المنعم قناوي ولد في ٢١ فبراير ١٩٤٥ عاصر نكبة ٤٨ وثورة ٥٢ والعدوان الثلاثي وتاميم القناة كان يقطن شارع شميش إحدى شوارع السويس ومن هواياتهم وقتها جمع الطوابع ولاسالها لاصدقائه بغزة ويروي البطل عبد المنعم قناوي قصة بطولته ويقول:

كنت أرى الخندق أول شارع شميس ((خندق الحرس الوطني)) أثناء العدوان الثلاثي وتوجهت لنجار ليصنع لي بندقية تشبه البنادق الحقيقية ودمجت بها علبة ورنيش وكأنها خزينة ذخيرة البندقية وكنت أقف بجانبهم وأفعل مثلما يفعلون.

وبدأ من هنا الارتباط العاطفي بالمقاومة.

البداية كانت قبل هزيمة 67 مباشرة وبالتحديد مايو 1967 كنا نرى الدبابات والمدافع والأسلحة بمختلف أنواعها تعبر من السويس إلى سيناء وكانوا واثقين من النصر وكنت أتحدث مع الجنود المصريين وأسألهم عن محافظاتهم وكنت أراسل أهالي الجنود لكي يطمئن الأهالي على أبنائهم الجنود وكنا نرسل للجنود المشروبات الباردة والساخنة والفواكه والورود وأي شيء نستطيع أن نقدمه لهم.

بعد ثلاثة أسابيع حدثت الصدمة الكبرى نكسة 1967 ونجح الطيران الإسرائيلي في القضاء على جميع مطارات مصر المدنية والعسكرية وأغلب الطائرات تم ضربها وهي رابضة في المطارات.

فكرنا في لحظتها في آلاف الجنود المصريين الذين عبروا لسيناء وأصبحوا بدون أي غطاء شرق القناة ولا أحد يعلم مصيرهم وتوجهنا لبورتوفيق (الميري كاب وقتها) واستخدمنا لانشات المرشدين ومراكب البمبوطية للعبور للضفة الشرقية والبحث عن أي ناجين ممن استطاعوا الوصول للضفة الشرقية.

على الضفة الأخرى وجدنا الكثير من السيارات المتروكة واستخدمناها للبحث عن ناجين وكنا نبحث في اتجاه عيون موسى جنوبًا والجناين شمالًا بحثًا عن أي ناجٍ وكنا نحضرهم لبورتوفيق حيث قامت القوات المسلحة بإنشاء مستشفى ميداني لاستقبال الحالات وتقديم الإسعافات اللازمة لهم وتقديم أي مساعدة قد يحتاجونها مثل مساعدتهم في النظافة الشخصية ((الاستحمام)) أو الأكل والشرب.

بعد أن يبدأوا في التعافي تقوم هيئة التنظيم والإدارة في إعادة تنظيم وتعيين الجنود المصابين بعد التعافي في أماكنهم من جديد لبداية المرحلة الأولى من حرب الاستنزاف ((مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة)).

أما على جانب المدنيين فقد كنا وصلنا لدرجة من الإحباط لأن العدو كان يقوم بصفة يومية بضرب السويس وكنا نفقد الكثير من الأشخاص ولم نكن نستطيع أن نقوم بأي رد حسب التوجيهات العسكرية لأننا لم نكن وقتها في وضع يسمح لنا كبلد أو كجيش بتحمل رد فعل العدو في حال قيامنا بأي عمل ومع زيادة الشعور بالإحباط

كنا فقط متطوعين لحماية المنشآت الحيوية وحراستها وكنا قد كونا من ضمننا فرقة تم تسميتها الفرقة الانتحارية كانت تقوم بتأمين السفن التي تدخل وتخرج لميناء بورتوفيق لأنها كانت شريان اقتصاديًا مهمًا وحيويًا جدًا للبلاد وكان العدو يبعد عن منطقة انتظار السفن فقط بـ 250 متر ومن الممكن أن يسبب خسائر فادحة في السفن وفي هذا الوقت قررت وبعض الأفراد (خمسة أفراد) التوجه إلى منظمة فتح الفلسطينية وكان مقرها شارع عبد الحميد سعيد متفرع من شارع سليمان باشا بجوار سينما أوديون بمنطقة وسط البلد وتقابلنا مع الإخوة الفلسطينيين وأخبرناهم أننا من مقاومي السويس ونريد أن نتطوع لقتال الإسرائيليين من خلال منظمة فتح ولكنهم شكرونا على الروح الطيبة وأعطونا كتبًا وأعلامًا فلسطينية وأخبرونا أنه عندما يتم فتح باب التطوع سوف يخبروننا.

بمجرد رجوعنا إلى السويس فوجئنا باستدعائنا فرادى عن طريق مكتب المخابرات الحربية بالسويس (أنا ومحمود عواد ومحمود طه وأحمد عطيفي) وكنا نتساءل لماذا تستدعينا المخابرات وشعرنا بالقلق وعندما ذهبنا سألونا لماذا ذهبتم لمنظمة فتح الفلسطينية فقمنا برواية أسبابنا والتي كانوا يلمسونها بالفعل عن قرب.

سألونا إن كنا حقًا نريد أن نضحي بحياتنا ونريد أن نقوم بمثل هذا الفعل وكان ردنا أننا في كل الحالات سوف نموت ومن لم يمت بالسيف مات بغيره والأشرف لنا أن نموت في ساحة القتال فأرسلوا إلى مكتب المخابرات بالقاهرة أن هناك مجموعة من الشباب في السويس عندها الحمية لمقاتلة العدو شرق القناة بدون مقابل وبعد دراسة الموضوع قرروا إنشاء منظمة ((سيناء العربية على غرار المنظمات الفلسطينية)) للعمل الفدائي.

بالفعل تم إنشاء المنظمة في السويس وكانت البداية ثم توسعت المجموعة لتشمل الإسماعيلية ((المجموعة 39 قتال)) وبورسعيد وضمت خيرة شباب محافظات القنال الثلاث.

بدو سيناء لهم فضل عظيم جدًا على مصر وكانوا عونًا كبيرًا على تحقيق الكثير من الانتصارات لإخلاصهم وتفانيهم لوطنهم مصر.

لأنه كان للبدو مقدرة على الدخول والخروج من سيناء حيث إن منهم من يريد العلاج داخل مصر أو يقوم بزيارات عائلية فقد كان يسمح لهم العدو الإسرائيلي بالعبور من نقاط محددة ومعروفة والعودة منها.

بالطبع لم تُفَوِّتْ المخابرات الفرصة وكانت تستفيد منهم بأكبر قدر من المعلومات المتاحة وكانت لهذه المعلومات أهمية كبيرة فيما بعد أثناء سير عمليات الإغارة أو حتى معارك الحرب نفسها.

بدأت المنظمة في تدريب عناصرها على الأسلحة بمختلف أنواعها وتدريب البعض على استخدام أجهزة اللاسلكي وفي هذه المرحلة بدأت مرحلة الدفاع النشط وكان عبارة عن القيام بالرد على غارات العدو برد بسيط وبعده بدأت مرحلة الإغارات على طول خط المواجهة.

بعد هذه العمليات ظل التدريب متواصلاً، فكنا نقوم بطابور سير طوله 120 كيلو من منطقة جنوب السخنة إلى مبنى المخابرات الحربية بالسويس، وكنا نتسلق جبل الجلالة جنوب العين السخنة حتى يكون السحاب أسفل أرجلنا ثم نغطس بمياه خليج السويس والبنادق فوق رءُوسنا، وفي حالة الخطأ يعاد الطابور، واستمر التدريب حتى قيام الحرب.

في هذه الفترة تكبد العدو خسائر كبيرة مما أدى إلى استعانتهم بالولايات المتحدة الأمريكية وقيامها بعمل مبادرة روجرز 8/8/1970.

كنا في هذا اليوم بصدد القيام بعملية في شرق خليج السويس إلا أننا قد وصلتنا أوامر بالانسحاب وإلغاء العملية.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *