google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

العسكريون الأميركيون يريدون حضوراً كبيراً بالخليج العربي

كتب .. إسلام البارودي

مصادر عسكرية صرحت بأن : الولايات المتحدة ترى بوضوح المخاطر التي تشكلها إيران على الشركاء والحلفاء في منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة تنشر قواتها في هذه المنطقة لمواجهة “الخطر الايراني”

لو نظرنا إلى خريطة الانتشار العسكري الأميركي في منطقة القيادة المركزية، وقارنّا هذه الخريطة بمثيلتها منتصف شهر أغسطس الماضي، لشاهدنا بوضوح التراجع الضخم لعدد السفن وأساطيل الأميركيين في المنطقة.

“مواجهة الخطر الإيراني”
و كانت قد أشارت مصادر إلى أن هذه القوات ستعود إلى قواعدها، فالأميركيون مهتمّون جداً ببقاء حاملة طائرات أميركية في منطقة المحيط الهادئ وبات “الخطر الصيني” همّاً لدى الأميركيين، يضاف إليه الاستفزازات المستمرة لروسيا في مناطق شرق أوروبا، وتريد الولايات المتحدة اتخاذ كل الخطوات الضرورية لتؤكد أنها تقف إلى جانب الأوروبيين من ضمن حلف شمال الأطلسي لمواجهة هذه المخاطر الروسية.

لا يجب أن يعني ذلك على الإطلاق أن الولايات المتحدة تترك الشرق الأوسط، بل أن مصادر عسكرية قالت إن الولايات المتحدة ترى بوضوح المخاطر التي تشكلها إيران على الشركاء والحلفاء في منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة تنشر قواتها في هذه المنطقة لمواجهة “الخطر الايراني”.

“العتاد كاف”
ولا تتوفّر خرائط وإحصاءات كاملة منشورة للقوات الأميركية والعتاد الأميركي في المنطقة، لكن مصادر البنتاغون والقيادة المركزية تشير إلى أن الولايات المتحدة، وبعد خروج حاملة الطائرات “رونالد ريغان” من المنطقة وانسحاب المجموعة البحرية “منتيري”، ما زالت الولايات المتحدة تحتفظ بما مجموعه 60 إلى 70 ألف جندي أميركي في منطقة عمل القيادة المركزية، وأغلبية هؤلاء الجنود منتشرين في المياه والأراضي المواجهة للأراضي الإيرانية.

ربما لا يكون العدد وحده كافياً للتأكيد على أهمية الوجود العسكري الأميركي، بل إن الولايات المتحدة تحتفظ في هذه المنطقة بمنظومات متطورة من الرادار ومضادات الصواريخ من نوع “ثاد” و”باتريوت” كما أنها أنشأت حديثاً مجموعة عمل جديدة في الأسطول الخامس مخصصة لمواجهة المسيرات الإيرانية.

“المخاطر”
هذه المنظومات مخصصة أساساً لمواجهة مخاطر الصواريخ والمسيرات الإيرانية ومهمتها مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي على حماية أراضيها ومرافئها الحيوية.

بالإضافة إلى ذلك تحتفظ القوات العسكرية الأميركية بأنظمة دفاع متطورة لحماية جنودها المنتشرين في الخليج العربي، بل أيضاً في العراق وسوريا والأردن وإسرائيل، حيث ينتشر أقلّه 3 إلى 4 آلاف جندي أميركي، ويحتاجون إلى أنظمة الحماية للدفاع عن أنفسهم، وللردّ على أية تهديدات من إيران ومن الميليشيات التابعة لها والمنتشرة على طول الأراضي من طهران إلى بيروت وأيضاً في اليمن.

هناك الكثير من الاعتبارات السياسية والعسكرية التي تتحكّم بـ”مستوى القوة” في هذه المنطقة وتشير تصريحات إلى أن إدارة الرئيس الحالي “جو بايدن” والعسكريين الأميركيين في موقفين متباينين من الحضور العسكري الأميركي في هذه المنطقة.

“الخلاف مع القيادة السياسية”
إدارة “جو بايدن” تؤكد أنها تريد بذل جهود مضاعفة لمساعدة الشركاء الإقليميين على حماية أنفسهم، وهذا ما أشارت إليه مساعدة وزير الدفاع الأميركي مارا كارلين في لقاء مع معهد الشرق الأوسط منذ أسابيع، كما أكده مسؤولون مدنيون آخرون في البنتاغون.

سياسياً يعني ذلك أن العقلية التي تتحكم بإدارة الرئيس الديمقراطي تقوم على أن الولايات المتحدة موجودة في الشرق الأوسط للضرورة، لكنها تفضّل خفض الحضور العسكري في هذه المنطقة، وتريد من دول المنطقة أن تكون أكثر اتكالاً على قدراتها العسكرية بمساعدة أميركية.

أما العسكريون الأميركيون فيعبّرون عن موقف مختلف، وبحسب مصادر ترددت فإن القيادات العسكرية والضباط بشكل عام يميلون الى الاحتفاظ بالوجود العسكري الأميركي في المنطقة، وهذا ينطبق على منطقة الخليج العربي والعراق وسوريا، كما يميلون إلى الاحتفاظ بقدرات جوية وبحرية عالية لأنهم يرون “قيمة عالية” لهذا الوجود، أولاً لجهة ردع إيران واحتوائها، وثانياً لأن العسكريين بنوا علاقات وطيدة مع جيوش المنطقة، ويعتبرون أن هذه العلاقات مثمرة على المدى البعيد، فيما الفراغ خطير ومن السهل على قوى “معادية مثل إيران وروسيا” ملء هذا الفراغ والتسبب بتحديات إضافية للأميركيين وللشركاء الإقليميين.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *