google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

حارة برجوان

محمود سعيد برغش

هى حارة قديمة موجودة حتى الآن عند باب الفتوح بقسم الجمالية تنسب لأبى الفتوح بيرجوان الخادم الأرمينى المخصى الذى تربّى ونشأ فى بلاط الخليفة العزيز بالله الفاطمى.. حتى توفى تاركا الخلافة لابنه الحاكم بأمر الله.. وكان لم يبلغ السابعة بعد..

اتسم «برجوان» بالذكاء الشديد فخطط للسيطرة على مقاليد الحكم فى مصر
فما أن توفى الخليفة حتى هرع برجوان بالعمامة ليلبسها لابنه الحاكم ذاك الطفل الصغير الذى كان يلهو بجوار الأشجار فى قصر أبيه..
. فبدأ خطته بالسيطرة على الخليفة وعلى مقاليد الأمور فى مصر والحجاز والشام والمغرب وباقى أمور المملكة،.. فبدأ فى نقل أوامره إلى القادة والوزراء، على أنها أوامر الخليفة الصغير.. وبدأ فى وضع رجاله فى مفاصل الدولة، للتمكن من كل التفاصيل. ويذكر المؤرخون أنه كان يشترى لنفسه الكثير من المنازل والقصور.. وكان يقابل أصحاب المصالح والمظالم فى بيته، لا فى القصر.. فكان الواسطة بين الخليفة والناس.

وترقّت أحوال «برجوان» إلى أن بلغ النهاية، فتوقف عن الخدمة، وتشاغل بملذاته، وأقبل على سماع الغناء، ، فكان المغنّون من الرجال والنساء يحضرون إلى داره، فيكون معهم كأحدهم، ثمّ يجلس فى داره حتى ينقضى النهار، ويتجمع أهل الدولة على بابه فيخرج راكباً.. ويمضى إلى القصر، فيتخذ قرارات دون مشاورة من أحد!
واستمر الأمر على ما هو عليه بهذا الشكل سنوات طويلة.. الى ان كبر الطفل الصغير واصبح مراهقاً يافعاً.. فأدرك الحاكم بأمر الله خطر «برجوان» على حكمه.. فدبّر له مؤامرة لقتله.. وقتله فى القصر بواسطة أحد الخدم.. فمات.. وقيل إنه حين مات وُجد فى داره من الكنوز والملابس والفرش والآلات والكتب والطرائف ما لا يُحصى لكثرته.!

هذه الحارة سكن فيها أمير الجيوش بدرا لدين الجمالى و بها مدفنه ، كما سكنها المؤرخ المشهور تقى الدين أحمد بن على المقريزى ، و تنتهى حارة بيرجوان من الناحية الغربية بحارة الشعراني التى نشأ بها الموسيقار محمد عبدالوهاب .

و من المعروف أن المخرج حسين كمال قد أخرج فيلما باسم : حارة برجوان عن قصة إسماعيل ولى الدين كتب له السيناريو و الحوار مصطفى محرم و قام ببطولته نبيلة عبيد ، يوسف شعبان ، حمدى غيث ، أحمد عبدالعزيز ، و عرض فى 1989م .
….
وهكذا مات أبوالفتوح برجوان فى عام ٣٩٠ هجرية.. بعد أن ترك اسمه على أشهر حارات مصر الفاطمية.. ودون أن يترك من سيرته شيئاً.. حتى نسى الناس من هو أبوالفتوح بيرجوان.. وبقى «بيرجوان».. صاحب الحارة!! والفيلم الذى يحمل اسمه

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *