google-site-verification=e2DmWX0gwfReVFQpzcu4ly1zLPF-RUvuc6uHqoZo_ik

قصة حرق أعظم مكتبة على وجه الأرض

محمود سعيد برغش

بعد سقوط بغداد واستباحة التتار لها بينما كان فريق من التتار يعمل على قتل مسلمي بغداد اتجه فريق آخر من التتار لعمل إجرامي بشع آخر، عمل ليس له مسوغ إلا أن التتار قد أكل الحقد قلوبهم على كل ما هو حضاري وإنساني.

لقد شعر التتار بالفجوة الحضارية الهائلة بينهم وبين المسلمين؛ فالمسلمون لهم تاريخ طويل في العلوم والدراسة والأخلاق عشرات الآلاف من العلماء الأجلاء في كافة فروع العلم.

والتتار أمة لقيطة لا أصل لها نشأت في صحراء شمال الصين، واعتمدت على شريعة الغاب في نشأتها لقد قاتلت هذه الأمة كما تقاتل الحيوانات بل عاشت كما تعيش الحيوانات، ولم ترغب مطلقًا في إعمار الأرض أو إصلاح الدنيا لقد عاشوا حياتهم فقط للتخريب والتدمير.

لقد اتجه فريق من أغبياء التتار لعمل إجرامي أحمق، وهو تدمير مكتبة بغداد؛ أعظم مكتبة على وجه الأرض في ذلك الزمن، وهي الدار التي كانت تحوي عصارة فكر المسلمين وغيرهم من الأمم في أكثر من ستمائة عام جمعت فيها كل العلوم والآداب والفنون.. علوم شرعية وعلوم حياتية وعلوم إنسانية وغير ذلك.
فإن أضفت إلى كل ما سبق الترجمات المختلفة لكل العلوم الأجنبية علمت أنك تتحدث عن معجزة حقيقية.

وبعد كل هذا يأتي التتار ويدمرون هذه المفخرة الحضارية الإنسانية؛ فلقد حمل التتار الكتب الثمينة.. ملايين الكتب الثمينة… وفي أَرْيَحيَّة شديدة ألقوا بها جميعًا في نهر دجلة!

لقد كان الظن أن يحمل التتار هذه الكتب القيمة إلى «قراقورم» عاصمة المغول ليستفيدوا- وهم لا يزالون في مرحلة الطفولة الحضارية- من هذا العلم النفيس لكن التتار أمة همجية تسلطية تعيش للشهوات والملذات فقط.

وبالفعل ألقى التتار بمجهود القرون الماضية في نهر دجلة .. حتى تحول لون مياه نهر دجلة إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب.. وحتى قيل إن الفارس التتري كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من ضفة إلى ضفة أخرى!.

عن admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *